بعد خطاب سانشيز في فبراير الماضي بالرباط.. أكثر من 360 شركة إسبانية تنقل أنشطتها الإنتاجية إلى المغرب
يواصل المغرب استقطاب العديد من الشركات الإسبانية التي ترغب في الاستثمار بالبلاد أو نقل أنشطتها الانتاجية به، في ظل العلاقات الجيدة التي تربط بين الرباط ومدريد، منذ اتفاقهما على خارطة الطريق الجديدة للعلاقات الثنائية، والتي من بنودها دعم الاستثمار والعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين
وساهم خطاب رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، في فبراير الماضي، عندما حل بالمغرب بعد توليه من جديد رئاسة الحكومة، في دفع شركات إسبانية للتوجه إلى المغرب، ولا سيما أنه أشار إلى أن إسبانيا تتوقع استثمارات تناهز 45 مليار أورو في أفق 2050 بالمملكة المغربية.
وفي هذا السياق، كشفت تقارير إعلامية إسبانية، أن أكثر من 360 شركة إسبانية نقلت أنشطتها إلى المغرب في الشهور الأخيرة، في ظل العلاقات الجيدة بين البلدين من جهة، ومن جهة أخرى، لتفادي سياسات الإتحاد الأوروبي المتعلقة بالضرائب المرتفعة.
وأضافت نفس التقارير بناء على بيانات المعهد الإسباني للصادرات والاستثمارات (ICEX)، فإن 10 بالمائة من هذه الشركات تنتمي إلى قطاع الصناعات الغذائية، مشيرة إلى أن شركات كبرى في هذا المجال قررت الانتقال إلى المغرب، مثل "Ebro Food" و"Borges".
وأضافت نفس التقارير، أن الشركات الإسبانية بنقل أنشطتها إلى المغربية، ستسفيد من الاعفاءات الجمركية الأوروبية، في ظل وجود اتفاق أوروبي مع المغرب في مجال المنتجات الزراعية، تصل إلى 70 بالمائة من الإعفاءات الجمركية، مما قد يوفر 100 مليون أورو من الرسوم الجمركية على المصدرين الأوروبيين سنويا.
هذا، وكان رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، قد أكد خلال ندوة صحفية في ختام زيارة عمل للمملكة المغرب في 21 فبراير 2024، أن "إسبانيا تعد شريكا مرجعيا للمغرب باستثمارات متوقعة تناهز 45 مليار أورو في أفق 2050"، منوها بـ "التطور الإيجابي" للمبادلات التجارية بين البلدين.
وأبرز سانشيز أن الشراكة الاقتصادية الثنائية مدعوة لمزيد من التوطيد، خاصة في سياق التنظيم المشترك للبلدين مع البرتغال لكأس العالم لكرة القدم 2030، مشيدا بـ "الجهود الكبيرة" التي يبذلها المغرب من أجل عصرنة اقتصاده.
كما أبرز في هذا الإطار إسهام المقاولات الإسبانية في هذه الجهود الرامية لتطوير الاقتصاد المغربي، لا سيما في مجالات النقل والطاقات المتجددة وتدبير الموارد المائية، واعتبر أن التنظيم المشترك لكأس العالم لكرة القدم 2030 يشكل نموذجا ملموسا لجودة العلاقات المغربية-الإسبانية، والعزم المشترك للدفع بخارطة الطريق الثنائية المعتمدة سنة 2022.
