أخنوش يبدأ حرب "الترحال" على "البام" في معقله بالشمال
بدأ حزب التجمع الوطني للأحرار استعداداته مبكرا لانتخابات 2021 لانتزاع موقع حزب الأصالة والمعاصرة في مجموعة من الأقاليم بجهة طنجة تطوان الحسيمة، والتي كانت تعد معقلا لحزب "الجرار" خلال الفترة التي قاده فيها الأمين العام السابق إلياس العماري، حيث بدأت حرب "الترحال" تقطف رؤوس العديد من المنتخبين بالمنطقة.
ولم ينعم حزب الأصالة والمعاصرة طويلا بالمصالحة التي تمت بين أمين العام حكيم بن شماس وبين تيار "المستقبل" المعارض له بعد خلاف كاد أن ينتهي بتشتيت الحزب، حتى وجد نفسه مجبرا على مواجهة "تمرد" آخر من أعضاء الحزب بجهة طنجة تطوان الحسيمة، وخاصة من إقليم شفشاون الذين اجتمعوا مع ممثلين عن حزب التجمع الوطني للأحرار تمهيدا للالتحاق به.
واختار الطرفان اللقاء في منتجع سياحي شهير بإقليم المضيق، والذي كان في السابق يحتضن لقاءات مجموعة من قياديي "البام" من بينهم إلياس العماري وشقيقه فؤاد العماري وحكيم بن شماس، لكن هذه المرة لإيجاد صيغة من أجل الانفصال عن الحزب قبل استحقاقات 2021 التشريعية والجماعية والجهوية، وهو اللقاء الذي انتهى بالاتفاق على أن يتم الأمر عن طريق الاستقالة مستقبلا.
وفوجئ حزب الأصالة والمعاصرة باعتزام مجموعة من رؤساء المجالس المنتخبة والمستشارين الجماعيين القيام بـ"ترحال جماعي" نحو غريمهم السياسي الجديد، ومن أبرز الوجوه التي عمدت إلى ذلك البرلماني وعضو مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة توفيق الميموني، والأمين العام الجهوي للبام ورئيس جماعة متيوة المعتصم أمغوز.
ولم يقدم أحد من أعضاء البام استقالته من الحزب إلى حدود اللحظة، كون أن هذا الأمر سيجعلهم يفقدون تمثيليتهم داخل مجالسهم بقوة القانون، غير أن الأمين العام الجهوي الذي تولى مهامه قبل 4 أشهر فقط قدم بالفعل استقالته من موقعه التنظيمي مبررا ذلك بـ"الابتعاد الكلي للحزب عن مناضليه بالجهة وعدم الإنصات لمشاكلهم"، وفق الوثيقة التي حصل موقع "الصحيفة" على نسخة منها.
ولم تسكت قيادة حزب الأصالة والمعاصرة عن هذا الأمر طويلا، إذ اجتمع مؤخرا رؤساء "مؤسسة المنتخبات والمنتخبين" الوطنية والجهوية والإقليمية، برئاسة القيادي البارز في الحزب العربي المحرشي، الذي يرأس المؤسسة الوطنية، ليصدروا بلاغا تحدثوا فيه عن كون مجموعة من رؤساء الجماعات المنتمين للحزب بإقليم شفشاون "تعرضوا لضغوطات ومساومات من هيئة حزبية أخرى، وعقدوا لقاءات معها بهدف الانضمام إليها، لاسيما الاجتماع الأخير بأحد المنتجعات السياحية بتراب عمالة المضيق الفنيدق".
وأوردت الوثيقة ذاتها أنه بالإضافة إلى ذلك أدلى بعض رؤساء تلك الجماعات بتصريحات "مسيئة للحزب ومخلة بآداب وضوابط الانتماء الحزبي"، موردة أن ذلك استوجب فتح تحقيق في الموضوع سينتهي بإحالة تقرير بشأنه على لجنة الأخلاقيات الجهوية، قصد ترتيب الآثار القانونية على ما حدث.
ويبدو أن هذه الخطوة دفعت مجموعة من المنتحبين إلى التراجع عن اتفاقهم مع "حزب الحمامة"، وفي مقدمتهم البرلماني توفيق الميموني، الذي أعلن أمس الخميس، بصفته الأمين الإقليمي للبام بشفشاون، أن "رؤساء الجماعات متشبثون بحزبهم، ولم تصدر عن أي أحد منهم أدنى رغبة في التخلي عن انتمائه أو الالتحاق بأي هيئة سياسية أخرى"، نافيا تعرضهم لأي "ضغط" من أجل ذلك.
واعتبر الميموني أن البلاغ الذي صدر عن هيئة المنتخبين "بُني على معطيات مغلوطة سوقت لها وسائل الإعلام دون التثبت منها، وساهم في انتشارها بعض من لهم رغبة في تأزيم الوضع السياسي بالإقليم والركوب على مجريات الأحداث، موردا أنه اتصل بالمحرشي لتوضيح "حقيقة الإشاعات المغرضة والغرض منها، ومن أجل ترتيب لقاء قريب يضم كافة منتخبي الحزب".