أهازيج كناوية تطرب أسماع زوار "القرية العالمية"
حظي زوار مهرجان "القرية العالمية"، المنعقد يومي 25 و26 ماي الجاري بالعاصمة الفنلندية هلسنكي، بأمسية كناوية فريدة قامت بتنشيطها فرقة "بنات تومبكتو” المغربية أمس السبت.
واستمتع الجمهور الفنلندي، الذي يكتشف هذا اللون الفني للمرة الأولى ضمن فعاليات هذا المهرجان السنوي، الذي يعد أكبر ملتقى ثقافي بفنلندا، بأغاني وأهازيج من الريبرطوار الكناوي أدتها الفرقة التي تفخر بكونها أول مجموعة -والوحيدة أيضا- التي تؤدي هذا اللون الغنائي الأصيل بفريق نسائي بالكامل.
وعرفت الأمسية حضورا لافتا لأفراد الجالية المغربية من مختلف الفئات العمرية حرص بعضهم على القدوم بأزياء تقليدية تبرز الهوية المغربية، الى جانب العشرات من زوار المهرجان الفنلنديين والأجانب وكذا عدد من الشخصيات الفنلندية الذين لبوا دعوات الحضور من طرف السفارة المغربية بهلسنكي التي تعبأت لإنجاح هذه الأمسية بهذا المحفل الثقافي المرموق.
وتألقت رئيسة الفرقة أسماء حمزاوي، ذات العشرين ربيعا، طيلة أطوار الحفل في التنقل بين مختلف الأهازيج والأغاني الكناوية مع عزف متقن على آلة الكمبري، إلى جانب باقي أفراد المجموعة اللواتي يرافقن «لمعلمة» الشابة.
"سبق لنا أن قدمنا عروضا في دول اسكندنافية كالسويد والدنمارك، لكن هذه هي المرة الأولى التي ننشط فيها حفلا بفنلندا”، حسب ما صرحت به رئيسة أسماء حمزاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء.
وتضيف بأن "تجاوب الجمهور مع اللون الغنائي الكناوي هو ذاته، رغم اختلاف البلدان التي نؤدي فيها عروضنا سواء بالمغرب أو العالم العربي أو أوروبا"، مستعرضة العديد من المحطات التي أدت بها الفرقة عروضا ضمن مهرجانات عالمية كان آخرها بتونس وبولونيا قبل القدوم إلى هلسنكي، التي تعد المحطة الأوروبية الأخيرة قبل العودة إلى أرض الوطن والاستعداد للمشاركة في مهرجان "كناوة وموسيقى العالم" بالصويرة.
وعن تجربة تأسيس فريق كناوي بلمسة نسائية خالصة تقول أسماء أن الفكرة بدأت تتبلور في سنة 2012؛ مستفيدة من تجربتها في مرافقة والدها لمعلم رشيد حمزاوي في هذا المجال.
“الفكرة حضيت بقبول واسع واستحسان كبير لدى الجمهور”، مستدركة أن العقبة الوحيدة في البداية تمثلت في بعض المقاومة والرفض لدى مجموعة من “لمعلمين” الذين لم يستسيغوا اقتحام فتيات في مقتبل العمر لهذا المجال الذي عرف بأنه مجال محتكر من طرف الذكور بشكل حصري.
وتعتبر أسماء أن سر النجاح المتواصل لمجموعتها بعد تجاوز التحفظ والرفض من طرف الرواد الكناويين تمثل في محافظة الفرقة الشابة على تقاليد الفن الكناوي. «نعزف ونغني ونؤدي وفق تقاليد الفن الكناوي الأصيل. نحافظ على كافة الطقوس المرافقة، ولم نفكر في إدخال أي تحديثات أو آلات عصرية على الكمبري والقراقب” حسب أسماء، التي تؤكد أن الاستثناء في هذا الأمر يتعلق فقط في الأداء المشترك مع فرق أجنبية، ويكون في الغالب خاضعا للالتزامات العقود المبرمة مع الجهات المنظمة، وبعد أن تشترط الفرقة أداء منفردا للفن الكناوي قبل الأداء المشترك.
ويستقطب مهرجان “قرية العالم”، الذي يعود تاريخه إلى سنة 1995، عشرات الآلاف من الفنلنديين والسياح، ويشكل مناسبة للمشاركين لتقديم العديد من الجوانب الثقافية والفنية لبلدانهم. كما يعرف مشاركة العشرات من المنظمات الحكومية من مختلف أنحاء العالم التي تتنافس في تقديم وعرض مشاريعها للزوار.