إسرائيل تواصل "مغازلة" المغرب.. هذه المرة عن طريق "الحسن الثاني"
عادت الحكومة الإسرائيلية مرة أخرى لـ"مغازلة" المغرب، في سياق حملة إعلامية تقودها منذ أسابيع بهدف الدفع من جديد بعجلة التطبيع مع الرباط، حيث لجأت هذه المرة عبر حسابها على "الفيسبوك" الخاص بالتواصل مع العرب الذي يحمل اسم "إسرائيل تتكلم بالعربية"، لاستعادة ذكرى وفاة الملك الراحل الحسن الثاني، الذي وصفته بأنه "أحد قادة السلام".
وأوردت الصفحة أنه عند وفاة الملك الحسن الثاني أصدرت إسرائيل طابعا بريديا يحمل صورته احتفاءً بفترة حكمه التي قالت عنها إنها "تميزت بالتسامح تجاه اليهود ومساهمته كوسيط في اتفاقية السلام التاريخية بين مصر وإسرائيل"، مضيفة أن الطابع حمل عبارة "صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني ملك المغرب" باللغة العربية.
وكشفت الصفحة نفسها أنه بعد إصدار الطابع البريدي، سافر وزير الإعلام الإسرائيلي حينها وعدد من المسؤولين الإسرائيليين إلى المغرب "وسلموا الطابع إلى الملك محمد السادس في حفل رسمي"، ناقلة عن المدير العام لهيأة البريد الإسرائيلية آنذاك قوله إن إصدار الطابع هو "تكريم لذكرى أحد القادة البارزين في منطقتنا الذين عملوا بجد لتعزيز السلام في الشرق الأوسط".
وأوضحت الحكومة إسرائيلية أنها المرة الثانية التي أصدرت فيها طابعا بريديا تكريما لزعيم دولة عربية، وذلك بعد بضعة أشهر من إصدار طابع بريدي في ذكرى وفاة العاهل الأردني الملك الحسين بن طلال، الذي تجمع بلاده بإسرائيل "اتفاقية سلام" تحمل اسم "وادي عربة".
وذكَّر المصدر ذاته بإطلاق اسم الملك الحسن الثاني على إحدى الشوارع الرئيسية في بلدة "كريات عكرون" في وسط إسرائيل، بالإضافة إلى تشييد "نصب لتخليد ذكراه" في مدينة بيتاح تيكفا"، إلى جانب إقامة حديقة تكريما له في مدينة "أشدود" وممشى في مدينة "كريات جات".
وحاولت الصفحة إبراز اليهود المغاربة كـ"صلة وصل" بين المغرب وإسرائيل، حيث ذكَّرت بأن هؤلاء يشكلون نسبة كبيرة من المجتمع الإسرائيلي حيث يشغلون مناصب هامة، كما أن بعض اليهود المغاربة مغربي شغلوا مناصب وزارية ومناصب استشارية لدى العاهل المغربي.
وكانت الصفحة التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، قد نشرت هذه المعطيات أول أمس السبت 28 دجنبر، وبعدها بيوم أي أمس الأحد 29 دجنبر، عادت مرة أخرى لمغازلة المغرب بنشر مقطع كانت قد صورته قناة "كان" لمغاربة يتحدثون باللغة العربية، معلقة أنه "مع توافد آلاف السواح الإسرائيليين على المغرب، بات الكثير من مواطني هذه الدولة يتحدثون بالعبرية".
وقبل أيام كانت الصفحة المذكورة قد نشرت رسما تعبيريا يتضمن 6 شخصيات ترتدي ملابس على شكل أعلام المغرب والسعودية والأردن ومصر والعراق، ويتوسطها شخص يرتدي قميصا على شكل العلم الإسرائيلي وفوقهم عبارة "السلام مع إسرائيل خلصنا من الإرهاب"، وأمامهم "قبر" كُتب عليه "هنا يرقد الإرهاب بلا رجعة"، وأرفق الحساب هذه الصورة بعبارة "السلام هو الحل".
وتبدي إسرائيل بقوة رغبتها في تطبيع العلاقات مع المغرب، وهو ما فسرته وائل إعلام عبرية مؤخرا برغبة رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو في حصد "إنجاز" قد يمكنه من حسم الانتخابات المقبلة لصالحه مع وجود عدد كبير من اليهود المغاربة في الأراضي المحتلة، حتى أنه حاول عقد لقاء مع الملك محمد السادس، لكن هذه المحاولة باءت بالفشل.
وكانت هذه المحاولة من بين أسباب "فشل" لقاء الملك بوزير الخارجية الأمريكي مارك بومبيو، إذ حاول نتنياهو مرافقة الأخير من العاصمة البرتغالية لشبونة حيث التقيا نحو الرباط، لكن رفض العاهل المغربي لهذه الخطوة أدى إلى نسف اللقاء بكامله، ليكتفي بومبيو بلقاء مع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني ووزير الخارجية ناصر بوريطة وكذا عبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني.