الجزائر متخوفة من استهداف منشآت النفط والغاز ووزير الطاقة يؤكد الاستعانة بالجيش من أجل حمايتها
أبدت الجزائر تخوفها من "استهداف" منشآتها الطاقية عسكريا، وذلك على لسان وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، الذي عبر عن ذلك أمام الوفد البرلماني المشترك الممثل للجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، خلال استقبالهم أمس الاثنين، مبرزا أن بلاده كلفت الجيش بحمايتها.
وجدد الوزير الجزائري، وفق ما نقلته على لسانه وسائل إعلام محلية، التأكيد على "الأهمية البالغة لأمن المنشآت الطاقوية" في بلاده، مشيرا إلى "الجهود التي تبذلها الجزائر لتعزيز التدابير الأمنية حول بنيتها التحتية الاستراتيجية، خاصة في قطاعات النفط والغاز".
وأوضح عقراب أنه "تم وضع تدابير أمنية ورقابة في إطار خطة شاملة لتأمين وحماية البنى التحتية الطاقوية، التي تعتمد على التنسيق بين قوات الأمن العامة ووحدات الجيش الوطني الشعبي"، ما يعني دخول الجيش على خذ حماية تلك المنشآت المدنية.
وقال وزير الطاقة الجزائري إن ذلك "يضمن مقاربة قوية ومنسقة ومنسجمة لضمان أمن البنى التحتية الطاقوية الجزائرية في مواجهة المخاطر المحتملة"، دون الكشف عن الجهات التي قد تكون مصدرا لتلك الأخطار.
وتحدث عقراب عن "محاور التعاون المثمرة" بين الجزائر وحلف الناتو، وخاصة ما يتعلق بـ"أمن المنشآت والأمن السيبراني ونقل التقنيات المتقدمة"، مشيرا إلى "إمكانية التعاون في إدارة المخاطر والاستجابة لحالات الطوارئ، وتطوير الكفاءات التقنية من خلال برامج تدريبية متقدمة".
حديث الوزير الجزائري، أتى بعد 3 أيام فقط من استعراض عسكري للجيش الجزائري بمناسبة الذكرى السبعين لـ"ثورة التحرير"، ترأسه كل من عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، والسعيد شنقريحة، رئيس أركان القوات المسلحة.
وعلى نطاق واسع، اعتبرت وسائل إعلام جزائرية أن هذا الاستعراض موجه أساسا للرباط، وذلك بعد المكاسب الدبلوماسية التي حققتها بخصوص قضية الصحراء، آخرها قرار مجلس الأمن الذي اعتبر الجزائر طرفا في الملف.
وجاء هذا الاستعراض أيضا إثر زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى المغرب ولقائه بالملك محمد السادس، حيث أعاد التأكيد على موقف باريس الذي يعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان تحت السيدة المغربية، بالإضافة إلى إشرافه رفة العاهل المغربي على توقيع 22 اتفاقية.
وللإشارة، فإن تصريحات عقرب تأتي أيضا في ظل المعارك الدائرة شمال مالي، بين الجيش والجماعات الانفصالية المسلحة المدعومة من قصر المرادية، غير بعيد عن الحدود بين البلدين، ما يعني أن منشآت النفط والغاز في الجنوب الغربي وأقصى الجنوب الجزائري قريبة من مواقع الصراع.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :