اليوبي: "المسافرون" سبب ارتفاع حالات كورونا بالمغرب.. والتطوع "سيف ذو حدين"
كشف محمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، أن السر في الارتفاع الكبير المسجل اليوم السبت في الحالات المعلن عن إصابتها المؤكدة بفيروس "كورونا المستجد" بالمغرب، راجع إلى "الإقبال الكبير للمغاربة والأجانب المقيمين بالمملكة على الرجوع إلى البلد بعدما برزت مؤشرات تقليص الرحلات الجوية من طرف عدة دول".
وأوضح اليوبي، الذي كان يتحدث في ندوة صحفية عُقدت اليوم بالرباط، أنه "حدث تهافت على الرجوع إلى المغرب، ما أدى إلى دخول أشخاص حاملين للفيروس في فترة الحضانة، والذين اتضح فيما بعد أنهم مصابون بالفعل"، وتابع أن الملكة منذ 9 مارس إلى 14 مارس سجلت 63 حالة محتملة كشفت عن وجود 15 حالة إصابة مؤكدة، في حين أنه من 28 فبراير إلى 9 تم تسجيل 41 حالة محتملة من بينها حالتان مؤكدتان فقط.
وأضاف اليوبي أن المغرب لا زال في إطار ما هو متوقع من خلال المخطط الوطني، إذ ينتظر أن يمر من الناحية الوبائية بـ3 مراحل، المرحلة الأولى هي التي توجد فيها البلاد الآن والتي كان احتمال الوصول إليها مرتفعا جدا، أما المرحلة الثانية فاحتمال الوصول إليها وارد، وتتعلق بحالة انتقال العدوى داخليا، وهي الحالة التي لم نصل إليها بعد، أما المرحلة الثالثة فهي الحالة الوبائية المشابهة لتلك التي توجد عليها عدة بلدان في أوروبا، والتي تظل إمكانية الوصول إليها "واردة ولكن ضعيفة" وفق المتحدث نفسه.
وقال المسؤول ذاته أن الوزارة تبني استعداداتها على التقديرات التي تؤدي إلى أسوأ السيناريوهات، حتى ولو كان احتمال الوصل إليها ضعيفا، ويتعلق الأمر بالوصول إلى المرحلة الوبائية الثالثة، وهي المرحلة التي لا يزال المغرب بعيدا عنها باعتبار أنه يوجد في المرحلة الأولى، مضيفا أن الحالة المسجلة لدى سيدة قاطنة بالمغرب اليوم لا تُعبر "انتشارا محليا" كون الأمر يتعلق بزوجة كانت على اتصال وطيد بزوجها الحامل للفيروس والقادم من أوروبا.
ودعا اليوبي إلى نبذ الشائعات وتوقيف التسجيلات التي تتحدث عن انتشار الفيروس بالمغرب، معلقا أن السلطات الصحية لن تُخفي أمرا كهذا بل "المصلحة تقتضي الإبلاغ عن الأمر ليتخذ الناس احتياطاتهم داخل المكان المعني"، وأضاف أن الوزارة أعدت كل ما يلزم للتعامل مع المرض "من التشخيص مرورا بالتكفل والعلاج وصولا إلى الشفاء التام، بما يتناسب مع كل مرحلة".
وقال اليوبي إن متطلبات التكفل بالحالات الخطيرة جاهزة منذ الآن، والتي لا يتوقع أن تتجاوز نسبتها 7 إلى 8 في المائة، أما بخصوص وحدات العزل، قال المتحدث إن هناك حاليا وحدات فارغة متوفرة، لكن الوزراة ستقوم بإعداد وحدات أخرى رغم ذلك بشكل احتياطي، مبرزا أيضا أن المغرب سيعزز رقم اليقظة الوبائية بأرقام جهوية للانتقال إلى الاتصال اللامُمركز بما يخفف الضغط على الخطوط.
وحول فكرة تكوين "متطوعين" لمواجهة الوباء التي بدأت تنتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، قال مدير مديرية الأوبئية إن "التطوع سيف ذو حدين"، لأن كثرة المتدخلين ستُصعب التحكم في انتقال العدوى، موردا أن الأطر الصحية خضعت لتكوين إضافي بخصوص التعامل السليم مع حالات الإصابة والحالات المشتبه فيها.