بنكيران: فقدنا التواصل مع حماس.. بايدن كاذب، وعلى القادة العرب التغاضي عن موقفهم من الحركة والإسلاميين لمواجهة التحالف الغربي
قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة السابق، عبد الإله بن كيران، إن "حزبه فقد التواصل مع حركة حماس بسبب الأحداث الدامية في القطاع، والتي باتت تسائل تحرّك العرب والمسلمين وقُدرتهم على مواجهة الغرب وأمريكا وإسرائيل الذين يُفرّقهم الدين واللغة والموقف من نتنياهو، ويجمعهم هدف تدمير ومنع الوحدة العربية والاسلامية، داعيا حكّام العرب إلى التغاضي عن موقفهم من حماس والإسلاميين نصرة لغزة التي تُواجه الإبادة". حسب الأمين العام للـ PJD.
جاء ذلك، في كلمة لعبد الإله بن كيران، خلال اللقاء العادي للأمانة العامة للحزب، قال فيه "إن الأحداث المأساوية التي شهدها القطاع ليلة أمس الجمعة، لا أحد بات يدري حقيقتها وتفاصيلها إذ أنها مضت على أنغام القصف الشديد لمدينة غزة حتى بتنا نتخيل أن جميع أهلها قد ابيد تقريبا"، موردا "سمعنا عن أخبار الهجوم البري ولا ندري، كما سمعنا أنهم استطاعوا الدخول إلى بعض المناطق وتدمير الأنفاق والمقاومة ردتهم، لكن الحقيقة أنه لا توجد معطيات واضحة وصرنا نعيش الأحداث بقلوبنا وعقولنا".
وأكد بنكيران، أنه في غياب المعطيات الواضحة والدقيقة من حركة حماس، "صار من الصعب نُصحهم أو الإفتاء عليهم بشيء، سيّما وقد فقدنا التواصل معهم، ولكن نملك أن نقوم بما نستطيع، وأقل شيء أن ندعو لهم، وأنا لا أملك رغبة في قول شيء مستفيض.. أتكلم عندما يكون لدي ما أقوله".
وتابع المتحدث بالقول: "في هذا الصباح، حضرني أمر وهو في الحقيقة مروع، تحاليل المذيعين والمحللين خلُصت إلى أنه في هذه المراحل الأخيرة من الحرب الدائرة في غزة، الغرب الرأسمالي وبالإجماع دخل في حلف أكثر منه سند لإسرائيل ونتنياهو والولايات المتحدة، بمن فيهم الدول الأساسية في أوروبا كألمانيا بريطانيا فرنسا، وإسبانيا بشكل أقل وآخرون، رغم أنهم في هذه المرحلة مازالوا يتكلمون عن الحق في الدفاع عن النفس ويحتجون على قتل الأطفال والنساء والحق يقال إنه إلى حد الآن لم أر صورة لطفل مقتول في هجوم حماس على المستوطنات أو الجزء الذي كانت فيه القوة الإسرائيلية".
وشكّك بنكيران في حقيقة مقتل أطفال إسرائيليين عقب عملية "طوفان الأقصى" التي شنّتها حركة حماس في السابع من شهر أكتوبر الجاري، موردا: "سمعنا كثيرا حتى صدقنا، لكن لم نر أي صور للأطفال، أي نعم كانت بعض الصور المهينة لجثت العسكريين، والتي لم نستحسنها نحن أيضا ـ لكن موضوع آخر لم نره ووكالات الأنباء والقنوات الغربية على غرار CNN اعتذرت بعدما أخطأت، فيما بايدن بالمقاييس الدنيوية أهم شخص في الدول القوية، قال: كذبوا علي".
واعتبر رئيس الحكومة السابق، أن هذا التحالف الذي نشأ حول إسرائيل ونتنياهو خطير، خصوصا وأنه يؤثر في الشعور العام عند الأوروبيين، إذ أنه تحالف على الرغم من الاختلاف والعداء الذي يُكنه البعض للحكومة الإسرائيلية، بمن فيهم أشخاص في إسرائيل نفسها يرفضون سياسات الحكومة الحالية المتطرفة، لكنهم تركوا كل شيء على جنب وتحالفوا بشكل لا مشروط وباتوا يبررونه بهجوم 7 أكتوبر وضحاياه المحدودين.
وفي السياق ذاته، أشار بنكيران إلى أنه يشكك في عدد موتى إسرائيل مشيرا إلى أن المعطيات التي قدموها في بادئ الأمر تحدّثت عن 50 أو 150 وبعد برهة من الزمن رفعوا الأرقام وضاعفوها إلى 1200.
وما يدفع بنكيران إلى الشك، هو خروج الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه بتصريح يشكك في قتلى حماس، موردا: "هذا الرجل كذاب، والأعداد التي تُعلنها حماس أقل بكثير من الحقيقة، لأن القتلى الفلسطينيين يوجدون تحت الأنقاض وليس من الممكن إخراجهم في غياب الإمكانيات والجهد والوقت، والظرف الأمني المنعدم نفسه، ولاشك الذين قتلوا من الاسرائيليين كثر لكن لا يوجد بينهم أطفال، فيما وإلى حد الآن مازال الزعماء الأوربيين يتوافدون على نتنياهو ليقولوا له افعل ما بدأته، وهو متشجع بدوره بزياراتهم ومسانداتهم في البرلمانات وبالتالي، يتصرف بالوحشية التي نراها اليوم".
ويرى بنكيران، في اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار الذي تقدمت به المملكة الأردنية الهاشمية باسم المجموعة العربية، والذي يطالب بـ"هدنة إنسانية" في غزة، "نقطة مضيئة نسبيا"، مبرزا أن هذا القرار سيسمح بدخول مساعدات وأيضا مفاوضات، موجها كلامه لمن وصفهم بإخواني في غزة بالقول: "سامحونا، لا نعرف كيف نساندكم أكثر من هذا وما أقوله هذا قليل جدا، من هم في الأنفاق ويقاتلون يعرفون أن دورنا هو أن نكون معهم.. لو فتحت الحدود لما بقي في المغرب سوى 4 أشخاص، من قال نحن إسرائيليون والثلاثة الذين معه".
ووجّه بنكيران كلمته للحكام العرب، بقوله: "أنتم بين أيديكم القرار، رأينا موقفكم، وتوحدتم وقررتم عمل شيء للبشرية وساندتكم 120 دولة" مضيفا "في هذه المرحلة أنا أعرف أن معظمهم لا تعجبه حماس التي تقود المعركة، كما أن نتنياهو لا يعجب الكثير من رؤساء الدول الغربية، ولا يتفقون معه بمن فيهم الإسرائيليين، لكن في الحرب الإسرائيلية وعندما وُجدت تل أبيب في خطر لم يفكروا في شيء تضامنوا معه، وألغوا كل الحسابات..".
ودعا رئيس الحكومة السابق، القادة العرب إلى السير على نفس النهج وتناسي مواقفهم من حركة حماس، والاسلاميين نُصرة للقضية ولإخوانهم الفلسطينيين، بقوله: "حتى إذا كان هناك موقف من حماس ومن يشبهها اليوم هم الذين في ساعة المعركة وهذا التحدي ليس مرتبط بحماس حتى وإن كنتم غير متفقين مع ما قامت به، القضية مرتبطة بالمسلمين والعرب خصوصا، ولا أقول في رأيي أن تقوموا بما لا تستطيعون أو جمع الجيوش، ولكن توجد أمور يمكن إذا قمتم بها أن تغيروا المعادلة ونحن لا نطمع في أكثر من أن تتوقف الحرب ليسلم المواطنون العاديون الذين لا ذنب أو قرار لهم خصوصا الأطفال والمرضى وكبار السن".
وزاد بالقول: "إذا قضي على غزة العجيبة والعظيمة، التي تحتاج أن تشحذ لها جنود الدول العظمى، وقضي على المقاومة الاسلامية ماهي قيمتنا كدول بالنسبة للعالم، كدول عربية وإسلامية هل سيخشانا الناس؟ لن يخشونا بعد اليوم هل سيحترموننا؟ لا. سيقول فرطتتم في إخوانكم".