تقارير: المغرب يختبر النسخة الحديثة المتطورة من نظام "باتريوت" الأمريكي تمهيداللحصول عليه
كشفت تقارير إعلامية عن بدء المغرب اختبار النسخة الحديثة المتطورة من نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي "باتريوت"، في خطوة تمهيدية نحو اقتنائه رسميا من قبل القوات المسلحة الملكية المغربية، وذلك ضمن جهود الرباط لتعزيز قدراتها الدفاعية في إطار برنامج التحديث العسكري الذي أطلقته منذ عدة سنوات.
ونشر الحساب الرسمي للمرصد الأطلسي للدفاع التسليح على موقع "إكس"، فيديو لما قال إنها ثلاث مركبات مدنية تحمل تحمل المنظومة الصاروخية "باتريوت" متجهة إلى قاعدة عسكرية جوية، في مؤشر على إدخال هذه المنظومة إلى مرحلة التقييم العملياتي داخل التراب المغربي.
وقال موقع "Army recognition" العالمي المتخصص في أخبار الدفاع والتسلح، إن هذه التحركات تُعتبر بمثابة أول دليل ميداني على قرب اقتناء المغرب لهذا النظام، الذي يُعد من أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تقدما على الصعيد العالمي، دون صدور أي إعلان رسمي من السلطات المغربية حول العملية أو تفاصيلها.
وأضاف المصدر نفسه، أن المنظومة الجاري اختبارها هي نسخة PAC-3 MSE من "باتريوت"، وهي نسخة محسّنة توفر مدى اعتراض أطول ودقة أكبر في استهداف التهديدات، وتعتمد على تقنية "الاصطدام المباشر" لتدمير الأهداف، ما يزيد من فعاليتها ضد الطائرات والمسيّرات والصواريخ الباليستية.
كما أشار الموقع المذكور، إلى أن هذه النسخة تمتاز بقدرتها على اعتراض الطائرات على مسافة تفوق 160 كلم، والصواريخ الباليستية التكتيكية على أكثر من 35 كلم، بفضل رادار متطور يغطي 360 درجة وقادر على تتبع أكثر من 100 هدف في آنٍ واحد.
واعتبر موقع "آرمي ريكوغنيشن" أن رغبة المغرب في اقتناء هذه المنظومة، تدخل في إطار تعزيز ترسانته العسكرية، مشيرا إلى أن المغر رفع ميزانيته الدفاعية إلى أكثر من 13 مليار دولار خلال سنة 2025، مواصلا تنفيذ خطة تحديث شاملة تشمل سلاح الجو، وأنظمة الإنذار المبكر، والدفاع الجوي متعدد الطبقات.
ويسعى المغرب وفق المصدر نفسه إلى بناء شبكة دفاع جوي متكاملة، تعتمد على أنظمة من مصادر متعددة، بما في ذلك "باتريوت" الأمريكي و"باراك إم إكس" الإسرائيلي الذي بدأ تسلمه في عام 2023، بموجب عقد بلغت قيمته نصف مليار دولار.
ويعكس هذا التوجه، وفق المصدر نفسه، رغبة المملكة في خلق توازن استراتيجي مع الجزائر، التي رفعت بدورها إنفاقها الدفاعي إلى أكثر من 25 مليار دولار، وحصلت على منظومات روسية متطورة مثل "إسكندر-E" و"S-300"، بالإضافة إلى مقاتلات "سو-35" و"سو-57".
ولا تزال الرباط والجزائر في حالة توتر دبلوماسي، وسط استمرار الخلاف حول قضية الصحراء، حيث تدعم الجزائر جبهة البوليساريو، فيما يواصل المغرب الدفاع عن مقترحه بمنح الإقليم حكما ذاتيا تحت سيادته، وبالتالي يُنظر إلى اختبار نظام "باتريوت" كخطوة نوعية تهدف إلى تعزيز قدرة المغرب على الردع والدفاع ضد أي تهديدات جوية محتملة، ضمن رؤية أوسع لبناء منظومة دفاع متقدمة متعددة المصادر، حسب الموقع المتخصص المشار إليه.