حسن طارق، من سفير في تونس إلى وسيط للمملكة.. المغرب "يُعلن" أن القطيعة مع سعيد مستمرة

 حسن طارق، من سفير في تونس إلى وسيط للمملكة.. المغرب "يُعلن" أن القطيعة مع سعيد مستمرة
الصحيفة – حمزة المتيوي
الثلاثاء 25 مارس 2025 - 12:00

قطع الملك محمد السادس، الشك باليقين، بخصوص إمكانية حدوث تقارب بين المغرب وتونس بعد قطيعة دبلوماسية مستمرة منذ 2022، إذ كان تعيينه، أمس الاثنين، لحسن طارق، على رأس المؤسسة الدستورية "وسيط المملكة"، نقطة النهاية الرسمية لمهامه كسفير للمملكة بتونس العاصمة.

ودون تسمية بديل له، جاء بلاغ الديوان الملكي اليوم ليُعلن عن التحاق طارق بمهامه الجديدة، بعد أيام فقط من عدم قيام العاهل المغربي ببعث برقية تهنئة للرئيس قيس سعيد بمناسبة ذكرى استقلال تونس، وهو أمر غير معهود في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين المغاربيين.

ويعيش حسن طارق في المغرب منذ 26 غشت 2022، تاريخ صدور بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، القاضي باستدعائه لـ"التشاور"، على خلفية استقبال الرئيس سعيد لزعيم جبهة "البوليساريو"، إبراهيم غالي، الانفصالية بمطار قرطاج.

وأوردت الخارجية المغربية في بيانها حينها أن قرر "الاستدعاء الفوري" لسفير المملكة بتونس للتشاور، وذلك عقب "موقف هذا البلد في إطار مسلسل "تيكاد"، والذي جاء ليؤكد بشكل صارخ هذا التوجه العدائي، مشيرة إلى أن تونس "ضاعفت" حينها "المواقف والتصرفات السلبية تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا".

استدعاء سعيد لغالي إلى منتدى التعاون الياباني الإفريقي، رغم عدم قيام اليابان بذلك، باعتبارها الجهة المنظمة ، وفق ما أعلنته طوكيو بشكل رسمي، جاء في سياق تقارب ملحوظ بينهم وبين الجزائر، لدرجة أنه استقبله في المطار باعتباره "رئيس دولة"، هو ما أغضب الرباط.

وتنضاف خطوة تكلف طارق بمهمة وسيط المملكة، إلى خطوة أخرى لا تخلو من دلالات، في أكتوب 2024، حين عين العاهل المغربي، الدبلوماسي محمد ابومراتن سفيرا جديدا للمغرب في النيجر، وهو الذي كان نائبا للسفير في تونس، والمكلف عمليا بمهام هذا الأخير في ظ لاستمرار سحبه، وذلك دون تعيين من يخلفه.

والظاهر، أن تونس لا تعرف متى ستكون نقطة النهاية لهذه الأزمة، ففي أكتوبر من سنة 2023 قال وزير الخارجية التونسي حينها، نبيل عمار، إن بلاده والمغرب سيُعيدان السفيرين إلى منصبيهما مع مرور الوقت، قائلا إن العلاقات بين البلدين غير مقطوعة، كما أن بلاده "لم تغير موقفها منذ عشرات السنين"، في تلميح إلى قضية الاعتراف بجبهة "البوليساريو" الانفصالية.

وقال عمار، في حوار مع صحيفة "الشروق" التونسية، إنه "ليست هناك قطيعة مع المغرب الشقيق، وليست هناك عداوة"، على حد تعبيره، مضيفا "بالوقت سيعود السفيران إلى سفارتيهما"، وتابع "أطمئن الجميع، كلانا لا نلتفت إلى الوراء، تونس لم تغير موقفها منذ عشرات السنين، المهم ليست هناك قطيعة بيننا وبين المغرب".

وفي شتنبر الماضي، وزير الخارجية التونسي التقى محمد علي النفطي، بنظيره المغربي ناصر بوريطة، بالعاصمة الصينية بيكين، في محاولة لإذابة جليد الأزمة الدبلوماسية المستمرة بين البلدين المغاربيين، وأعلنت الخارجية التونسية عن اللقاء الذي دار بين الطرفين على هامش اللقاء التحضيري للمؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصيني – الإفريقي، وفي المقابل فإن وزارة الشؤون الخارجية المغربية، لم تُصدر أي بلاغ حوله.

النظام الجزائري.. أسير الشيخوخة وإرث الماضي وأحقاده

حين بث التلفزيون الرسمي الجزائري مشاهد استقبال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لنظيره الرواندي بول كغامي، يوم 3 يونيو 2025، كان في حقيقة الأمر، ودون أن يدري، يضع الرَّجُلين في ...