مدير مرصد سبتة ومليلية: ما فرضه المغرب بالمعبرين الحدوديين ليس "جمارك دولية" بل امتداد لأساليب "الضغط" على إسبانيا

 مدير مرصد سبتة ومليلية: ما فرضه المغرب بالمعبرين الحدوديين ليس "جمارك دولية" بل امتداد لأساليب "الضغط" على إسبانيا
الصحيفة – بديع الحمداني
الأثنين 24 مارس 2025 - 12:00

قال كارلوس إتشيبيريا، مدير مرصد سبتة ومليلية، إن ما تم فرضه مؤخرا من ترتيبات جمركية في المعبرين الحدوديين مع المغرب "لا يمكن اعتباره جمارك دولية بالمعنى المتعارف عليه"، معتبرا أن هذه الإجراءات "خاضعة لأهواء المغرب وليست خاضعة لقواعد ثابتة".

وأضاف المسؤول الإسباني في تصريح لصحيفة "إلديباتي"، أن هذه الترتيبات هي مجرد "واقعيات سياسية" تتماشى مع ما يرغب فيه المغرب، مدعيا أنها تمثل امتدادا لأساليب "الضغط" التي يمارسها المغرب على المدينتين، كما حدث عند إغلاق المعبر الجمركي مع مليلية سنة 2018، ثم غلق الحدود بالكامل بـ"حجة جائحة كورونا".

وأشار إتشيبيريا في هذا السياق، إلى أن الرباط تستخدم "استراتيجيات "هجينة لإضعاف موقف إسبانيا، مثل محاولة "احتلال جزيرة ليلى" في 2002 حسب وصفه، وأزمة الهجرة الجماعية التي شهدتها سبتة سنة 2021، إلى جانب ما عبر عنه بـ"استخدام الهجرة غير النظامية من الصحراء إلى جزر الكناري كورقة ضغط على مدريد وبروكسل، بهدف فرض واقع السيطرة المغربية على هذا الإقليم".

وحذّر المتحدث ذاته "من التمدد المتنامي لشبكات النفوذ المغربية في مجالات الأمن والسياسة الخارجية والدفاع"، مشيرا إلى أن الرباط تستفيد من علاقاتها المتميزة مع الولايات المتحدة، وتقاربها مع إسرائيل، والأوضاع الدولية كالحرب في أوكرانيا لتعزيز موقعها الإقليمي والدولي.

واتهم إتشيبيريا المغرب بالسعي لتشويه صورة مدينتي سبتة ومليلية والصخور الجزرية، وتصويرها كـ"أراض لا تجلب سوى المشاكل وتثير القلق لدى الدولة الإسبانية"، داعيا إلى مواجهة هذا السرد بمواقف حازمة.

ودعا إسبانيا في هذا الإطار بتعزيز الردع من خلال تقوية الوجود العسكري في المدينتين، معبربا عن ارتياحه لزيادة التواجد البحري الإسباني في بحر البوران خلال السنوات الأخيرة، لكنه شدد على أن الدفاع لا يجب أن يقتصر على الجانب العسكري فقط، بل يتطلب أيضا وضوحا سياسيا وتعبئة شعبية حول سيادة إسبانيا على المدينتين.

ورغم نفيه أن تكون سبتة ومليلية "منسيتين من قبل الدولة"، إلا أنه أشار إلى أن المدينتين "غالبا لا تحظيان بما يكفي من الاهتمام"، وأن الخطاب الحكومي بشأنهما يفتقر للوضوح اللازم في مواجهة التحديات المغربية، ما يتطلب – حسبه - بتوسيع حضور سبتة ومليلية داخل الاتحاد الأوروبي، كونهما يشكلان حدوده الخارجية، وبذل المزيد من الجهد السياسي والدبلوماسي لتعزيز وضعيتهما داخل الفضاء الأوروبي.

جدير بالذكر أنه بخلاف ما صرح به مدير مرصد سبتة ومليلية، فإن وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، أكد مؤخرا على متانة العلاقات التي تجمع بين مدريد والرباط، وأشاد بافتتاح المعبرين الجمركيين في سبتة ومليلية. 

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

ابن كيران.. عَدُو نفسه أم عَدُو حِزبه؟! 

انتهى المؤتمر الوطني التاسع لحزب "العدالة والتنمية" بإعادة انتخاب عبد الإله ابن كيران، أمينا عاما للحزب، لولاية جديدة، مع ما رافق الإعداد لهذا المؤتمر من جدل، وما تم التداول خلاله ...

استطلاع رأي

بعد 15 شهرا من الحرب على غزة أدت إلى مقتل 46 ألفاً و913 شخصا، وإصابة 110 آلاف و750 من الفلسطينيين مع دمار شامل للقطاع.. هل تعتقد:

Loading...