مُرشح وزير الخارجية الأمريكية ماركو روبيو: المغرب "نموذج مثالي" للتطور والشراكة في إفريقيا
قدم مرشح الرئيس الأمريكي المنتخب، لمنصب وزير الخارجية، ماركو روبيو، ملامح "تقارب أكبر" بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية خلال ولاية دونالد ترامب الثانية التي من المرتقب أن تبدأ رسميا يوم الاثنين المقبل بتعيين ترامب رسميا رئيسا للبلاد.
وجاء هذا في كلمة لروبيو خلال جلسة تأكيد تعيينه مرشحا لمنصب وزير الخارجية الأمريكية أمس الأربعاء، وهي الجلسة التي هدف من خلالها الحصول على التأييد لترشيحه لهذا المنصب، حيث كان عليه تقديم صورة واضحة عن السياسة التي ستنهجها واشنطن في علاقاتها الخارجية خلال ولاية ترامب الثانية.
وفي معرض حديثه على العلاقات الأمريكية الإفريقية، قال روبيو بأن إفريقيا تُمثل سوقا استهلاكية كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن أمريكا لم تستغل العلاقات الاقتصادية بشكل أفضل مع القارة الإفريقية، وارتكز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب فقط.
واتجه روبيو في هذا السياق إلى الحديث عن المغرب، الذي وصفه بـ"النموذج المثالي" في القارة، واعتبر أن المغرب وغرب إفريقيا عموما يُمثل فرصا اقتصادية حقيقية للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن واشنطن ستعمل على دفع العلاقات في هاذا الاتجاه إلى جانب التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
— Jaf (@Jafkech) January 15, 2025
Marco Rubio a cité aujourd'hui le Maroc en tant qu'exemple en Afrique
Il l'a fait dans le cadre de sa confirmation, en tant que nouveau Secretary of State de Trumppic.twitter.com/M32kAx6RCb
واعتبر روبيو أن المغرب نموذجا للشراكة والتطور، حيث قال إن "المغرب عرف تطورات كبيرة خلال السنوات الأخيرة بفضل توقيع اتفاقية التطبيع مع إسرائيل"، ملمحا إلى مزيد من التعاون معه في هذا الإطار خلال الفترة المقبلة لدونالد ترامب.
ويُعتبر هذا التصريح من المرشح الأول والأبرز لتولي منصب وزير الخارجية الأمريكية، إشارة واضحة عن مستقبل وآفاق العلاقات بين الرباط وواشنطن خلال فترة ترامب، حيث من المرتقب أن تشهد تقاربا أكبر، خاصة أن روبيو يُعد من الدبلوماسيين الأمريكيين الذين دعموا ويدعمون اتفاقيات أبراهام التي انخرط فيها المغرب.
وفي المقابل، فإن تولي روبيو منصب وزير الخارجية الأمريكية، يُعد مبعث قلق ومخاوف للجزائر بسبب مواقف روبيو المتشددة تجاه علاقتها مع روسيا، ولا سيما في التعاون العسكري، خاصة أن روبيو سبق أن انتقد صفقات التسليح الضخمة بين الجزائر وموسكو.
وفي هذا السياق كان ماركو روبيو قد وجه في شتنبر 2022 رسالة رسمية إلى وزير الخارجية الأمريكي الحالي أنتوني بلينكن، طالب فيها بفرض عقوبات على الجزائر بموجب قانون "مواجهة أعداء أمريكا من خلال العقوبات" (CAATSA) لعام 2017.
وأشار روبيو في رسالته إلى أن الجزائر تُعد من أكبر المشترين للأسلحة الروسية، حيث بلغت قيمة صفقاتها الدفاعية مع موسكو حوالي 7 مليارات دولار في عام 2021، مما يجعلها في مصاف الدول التي تدعم الاقتصاد الروسي وتساهم في تمويل العمليات العسكرية الروسية، ولا سيما في الحرب الدائرة على أوكرانيا.
ويخشى المسؤولون الجزائريون من أن وصول روبيو إلى وزارة الخارجية قد يؤدي إلى تصعيد الضغوط الأمريكية على الجزائر وفرض عقوبات قد تؤثر على اقتصادها وعلاقاتها الدفاعية، خاص أن روبيو يرى أن التعاون الدفاعي بين الجزائر وروسيا يُضعف الأمن القومي الأمريكي ويساهم في زعزعة الاستقرار العالمي، خاصة في ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا.