وفق معطيات رسمية.. الجزائر أكبر مورد للغاز إلى إسبانيا رغم اعتراف الأخيرة بمغربية الصحراء، ومدريد تُضاعف إمداداتها من الغاز إلى الرباط 

 وفق معطيات رسمية.. الجزائر أكبر مورد للغاز إلى إسبانيا رغم اعتراف الأخيرة بمغربية الصحراء، ومدريد تُضاعف إمداداتها من الغاز إلى الرباط 
 الصحيفة - خولة اجعيفري 
الخميس 13 يونيو 2024 - 23:24

رغم الأزمة الدبلوماسية التي عطّلت التجارة مع الجزائر، والحرب في أوكرانيا التي أزمت العلاقات مع روسيا، إلا أن إسبانيا تُواصل ضمان إمداداتها الأساسية من الغاز بشكل رئيسي من البلدين، وفق ما كشفته معطيات رسمية محيّنة، تؤكّد بالملموس أن تهديدات الجزائر بقطع إمدادات الغاز عن إسبانيا بسبب الاعتراف بمغربية الصحراء لم يتم تفعيلها، وذلك مُقابل مضاعفة مدريد وبشكل غير مسبوق إمدادات الغاز إلى الرباط.

ويستمر الغاز الطبيعي الروسي في الوصول إلى إسبانيا، حيث تقوم شركات الطاقة الكبرى على غرار إيبردرولا، ناتورجي، ريبسول وشركاؤها، بتشغيل العشرات من محطات الدورة المركبة التي تحرق هذا الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء و/أو بيعه لإنتاج التدفئة، وفقا لأحدث نشرة شهرية لمؤسسة الاحتياطيات الاستراتيجية للمنتجات البترولية، والتي نشرتها أمس الأربعاء وزارة التحول البيئي والتحدي الديموغرافي الإسبانية.

واستوردت شركات الطاقة العاملة في مدريد ما يصل إلى 26854 جيجاوات ساعة من الغاز من روسيا بين يناير و30 أبريل 2024، أي في الثلث الأول من العام، أكثر بكثير من ضعف ما تم استيراده (10,908 جيجاوات في الساعة) في نفس الفترة من العام 2022، وهذا يعني أن شركات الطاقة الإسبانية تقتني اليوم كميات من الغاز الروسي تزيد بنسبة 146% عما كانت عليه قبل الحرب الروسية الأوكرانية.

وخلافا لما هو سائد إعلاميا، هذه الأرقام تؤكد أنه لم تتوقف موسكو عن ضخ الغاز في عروق منظومة الطاقة الوطنية الإسبانية، مهما بلغت حدة الحرب في أوكرانيا والقرارات الأوروبية العديدة التي توالت لسن العقوبات، على نظام بوتين.

أما بخصوص الجزائر، فلم تتوقف هي الأخرى عن إمداد إسبانيا بالغاز الطبيعي، بغض النظر عن حجم الخلاف الإسباني الجزائري الذي تفجّر قبل عامين بسبب اعتراف مدريد بمغربية الصحراء، وما تلاه من حرب إعلامية شنّتها المنابر والجهات المقرّبة من دوائر الحكم في قصر المرادية للضغط على مدريد بتغيير موقفها مستعملة ورقة الغاز.

والحقيقة التي تُظهرها الأرقام، هي أن الجزائر هي أكبر مورد للغاز إلى إسبانيا حتى الآن، وفقا لأحدث نشرة لمؤسسة الاحتياطيات الاستراتيجية للمنتجات البترولية، التي أوردت أيضا أن روسيا هي ثاني أكبر مورد لمدريد، خلال الأشهر الاثني عشر الأخيرة.

وفي الأشهر الاثني عشر الماضية (السنة الانتقالية: 23 ماي - 24 أبريل)، وصل 124.706 جيجاوات ساعة من الغاز إلى إسبانيا من الجزائر وروسيا 75.734. فيما تحتل الولايات المتحدة المركز الثالث بمعدل 74.210 جيجابايت في الساعة.

وفي الفترة من الأول من يناير إلى الثلاثين من أبريل 2024، تفيد بيانات شركة ريد إليكتريكا في إسبانيا، أنه تم الحصول على أكثر من 15% من الكهرباء من محطات حرارية تحرق الغاز الطبيعي (محطات الدورة المركبة والتوليد المشترك)، فيما يوجد حاليًا 26250 ميجاوات من الطاقة في الدورات المركبة في البلاد.

وفقًا لوزارة الاقتصاد والتجارة والأعمال، دفعت إسبانيا ما يقرب من 14 مليار أورو (13971.9 مليون أورو) مقابل وارداتها من الغاز في عام 2023، ويحدد أحدث تقرير شهري للتجارة الخارجية نشرته الوزارة، والذي يجمع البيانات اعتبارًا من 31 مارس من هذا العام، أنه في الأشهر الثلاثة الأولى من العام (يناير وفبراير ومارس)، دفعت إسبانيا بالفعل المزيد مقابل وارداتها من الغاز الطبيعي بحوالي  2800 مليون أورو.

ومقابل هذه الأرقام، ضاعفت مدريد أيضا وبصفة غير مسبوقة إمدادات الغاز إلى المغرب من خلال خط الأنابيب الذي يربط شبه الجزيرة الأيبيرية بالمملكة، ويمتلك قدرة تصدير تصل إلى 960 جيجاوات ساعة شهريا، حيث شرع في الأسابيع الأخيرة بالتوريد بنسبة تقارب 100 في المائة.

وأعادت إسبانيا، فتح خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي قبل أكثر من عام، بعدما أغلقته الجزائر من جانب واحد، ومنذ ذلك الحين لم يعد يُستخدم لنقل الغاز الطبيعي إلى إسبانيا كما كان الحال دائما، بل تم عكس اتجاه تدفق الإمداد لإرسال الغاز من إسبانيا إلى المغرب.

وهذه الخطوة، جعلت شحنات الغاز ترتفع إلى المغرب بشكل تدريجي خلال العام الجاري، إذ أنه في الأشهر الأخيرة تم استخدام أكثر من 85 في المائة من القدرة القصوى للضخ باتجاه المغرب، ما أفشل مساعي الجزائر لعزل المملكة والإضرار بأمنها الطاقي.

وتستمر إسبانيا في تعزيز إمداد المغرب بالغاز الطبيعي الذي يتم تحويله إلى كهرباء في محطتي عين بني مطهر، بالقرب من الحدود الجزائرية، وتاهدرات، بالقرب من طنجة، وذلك منذ القرار الأحادي الذي اتخذه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بعدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز المغاربي -الأوروبي الذي يزود إسبانيا بالغاز الجزائري ويمر على الأراضي المغربية، بعد أكثر من شهر من قرار الجزائر بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط بصفة أحادية أيضا.

الخطيئة الكبرى للدولة

ما حصل بتاريخ 15 شتنبر 2024، حينما تدفق آلاف القاصرين على مدينة الفنيدق رغبة في الهجرة غير النظامية إلى سبتة المحتلة، هو انعكاس صريح على فشل منظومة تربوية وتعليمية بكاملها، وإخفاق مؤلم في ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...