المَملَكةُ الإفريقيَة!
☆ الرّؤُيةُ المَلكيّة تَضَعُ مَصالحَ القارّةِ الإفريقية، أرضًا وشَعبًا، في أَولويّةِ اهتِماماتِها، على أساسِ مُثلّثٍ مَغربِيّ يَتكوّنُ منَ السّلام والأمنِ والتَنميّة.. والهدَفُ هو: إفريقيا جديدة، قوية، جرّيئة، مُؤثّرة في السّاحة الدّولية..
وقد نُشرت في هذا كِتاباتٌ تحليليةٌ مُتنوّعة..
■ هُنا المَملَكةُ الإفريقيَة!
نحنُ في المَغرب.. وفي زمنِ التّكتُّلات..
وهذه قراءةٌ في لَوحاتِ الغَد:
خَريطتُنا المُستَقبَليةُ تَلتَحِمُ أكثرَ فأكثر، وتُبرِزُ مَوقِعَنا في مَرحلةٍ فاصِلةٍ في سياقِ تاريخِنا الوَطني.. إنّنا قد دَخَلنا عمليًّا في "مَغربِنا الجديد"..
وهذا تَغيِيرٌ جِذرِيٌّ بينَ "المَغربِ" القَدِيمِ الذي كان تابِعًا، في للزّمنِ الاستِعماري، و"المَغربِ الجديد" الذي أصبحَ اليومَ مَتبُوعًا.. الوقتُ قد تغيّر..
وهذا مَغرِبٌ آخَر..
وشتّانَ ما بين الماضي والحاضِر..
والحاضِرِ والزّمنِ القادِم..
القادِمُ وقتٌ آخَر، وظُرُوفٌ أُخرى..
▪︎وهذا رأيٌ خاصّ، يَتَصَوّرُ أنّ "المَملكةَ المَغربية" مُؤهّلةٌ لأن تقُودَ إحدَى التكتُّلاتِ الدّولية الكُبرى..
وهذا "نِظامٌ عَالَمِي" سوفَ يَشتغلُ أساسًا على التّعايُشِ في عَالمٍ مُتَنوّع..
إنهُ المَغرِبُ الآخَر.. في زمَنٍ قادِم..
يكونُ فيه المَغربُ مَغرِبًا آخَر: المَغرِبُ الأكبَر!
■ ولنا مُخَلّفاتُ ورَواسِبُ وتَراكُماتُ منَ الماضي:
ولقد خُضنَا مَعاركَ مَدَنيّةً ضدّ التّخلف، ومِن أجلِ مُستَقبلٍ آمِن..
والمَغربُ اليومَ أُمّةٌ ناهِضةٌ تَنعَكِسُ تطوُّراتُها على علاقاتِنا الإيجابيّةِ مع بِقاعِ العالَم، وفي مُختَلفِ الحُقُول..
مُؤهّلاتٌ مغربيةٌ تَصنعُ لبِلادِنا مَكانةً مُتميّزةً في أنحاءِ المَعمُور!
وهذه حضارةٌ صاعِدةٌ ببِلادِنا، في طُور البِناء..
وبلادُنا واعيةٌ بأساساتِ البناءِ الحَضارِيّ الجَديد..
ويَشهدُ التاريخُ أنّ الحضاراتِ لا تُبنَى ولا تَرتَقِي إلاّ بالقِيّمِ الأخلاقيةِ السّلُوكيّة.. وهي مَبادئُ تُقامُ عليها النهضةُ وتقُوم عليها إنجازاتٌ ذاتُ قِيمَةٍ قَيّمَةٍ في مُختَلفِ المَجالات..
القِيّمُ الإنسانيةُ هي الصانِعةُ للرُّقِيّ والازدِهار، بشَريًّا وإنسانيًّا ومُجتَمعِيّا وَوطنِيًّا وعلى الصعيدِ العالمي..
ولا يكونُ أيُّ امرِئ وأيُّ بلَدٍ في مُستوى المسؤولية إلاّ إذا تَشَبّعَ بالأخلاقِ والتّعاطُفِ والتّآزُر، ولا يُؤذِي غيرَهُ مهمَا كان، بل يُفيدُ ويَنفعُ نفسَهُ وغَيرَه بحُسْنِ السّلوك..
وما ابتَكرَت الدُّولُ القوانينَ إلا لحِمايةِ الناسِ مِن المَظالِم..
وما بُنِيَّ التّعليمُ إلاّ لفَهْمِ ما يَجرِي ويَدُور في هذا البلدِ أو ذاك.. والفَهمُ يعني التوعيةَ الاجتماعية الهادفةَ إلى رَسمِ مَعالِم المُستقبَلِ البَشري المُشترَك..
■ وبلادُنا يُحسَبُ لها كُلُّ حِساب..
لقد تَجاوَزْنا صُعوباتٍ وتحدّيات.. وأصبحَ العالَمُ بكُلّ تنوُّعاتِه يَحسِبُ للمَغربِ ما يَستأهِلُ مِن اعتِبار..
وكُبرياتُ الدُّول تتَقَرّبُ مِن بلادِنا، مَلِكًا وشَعبًا، وفي ضَوءِ سياسةِ الدولة المغربية، لجَذبِها إلى علاقاتٍ تَكَتُّلية تتَميّزُ بأنْ تُفِيدَ وتَستفِيد..
وها هي مَجمُوعاتٌ منَ الدّولِ المُتألّقةِ تَطلُبُ وِدَّ بلادِنا، تقديرًا لنَجاحاتِها في تَثبٍيتِ تَطَلُّعاتِها المُستَقبَلِيّة الرّائدة، على أساسِ التعاوُنِ والتّعامُلِ في أضواءِ تَكتُّلاتٍ تَنمويةٍ كُبرَى..
وفي أضواءِ تَشبُّثِ بلادِنا باستِقلاليّتِها السّياديّة، تنجذبُ إلى توَجّهاتٍ لبعضِ التّكتّلات في مجالاتٍ دُون غيرِها، وخاصةً منها السّياسية والثقافيّة والاقتصادية والتكنولوجية…
هذه المَجالاتُ مُؤشّراتٌ للتّقدُّم..
وعلى العمُوم، تُحافظُ بلادُنا على علاقاتٍ مُتوازنةٍ مفتُوحة مع مُختلفِ الدّول، في سياقِ المَصالِحِ المُشترَكة، والتّكامُل الاقتصادي بين تكتُّلاتٍ مُتجانسةٍ تاريخيًّا أو ثقافيا أو حضاريا أو اقتصاديا أو جغرافيا…
وعلى هذه الأُسُس، تُقامُ الشًّراكات..
وتَحتفظُ بلادُنا بشخصيّتها القانونية، ومكانتِها وسيادتِها..
إن العالمَ مُقبِلٌ على عَصرِ التّكتُّلات الكُبرى..
▪︎ما هي الحَضارةُ التي نحنُ توّاقُون إليها؟
هي أربعةُ عَناصِر: المَوارد الاقتصادية، والنُّظم السياسية، والتقاليدٌ الخُلقية، والعلومُ والفنون..
وهذا هو التعريفُ المُتداوَل..
والحضارةُ تبدأ من حيث ينتهي الاضطراب..
عندَها يأمَنُ المُواطِنُ من الخوف..
وتنطلقُ دوافعُ التطلعِ إلى الأمام، وأساسياتُ الابتِكار، والحَوافزُ التي تقُودُ إلى الإنتاج..
▪︎ولا حَضارة بلا تجمُّعٍ كُتْلَوِي..
وهذا هو الحالً في وقتِنا الرّاهِن..
إنّ في العالَم خلَلاً مَنظُوميًّا.. النظامُ العالمي لم يُقَرّب المسافةَ النّفسية والاقتصادية والسياسية بين الشمالِ والجنوب.. علاقاتٌ غيرُ مُتوازِنة بين الدّول الغنيةِ والفقيرة..
نمُوذجٌ واضح: دُولُ الشمال، وهي غنيّة، تُهَيمِنُ على التّجارة العالمية، على حسابِ الدول الفقيرة.. وهذه الحالةُ اللاّمُتوازِنة تُنتِجُ التّبعيّةَ لأقطارِ الشمال، وكذا التّبَعيّة التكنولوجية.. وهذا يُؤثّر على العلاقاتِ التجارية والاقتصادية بين أورُبّا وإفريقيا، على سبيلِ المِثال..
النّظامُ الدولي بحاجةٍ إلى إصلاحٍ وتقويم..
وبلادُنا تستطيعُ عبرَ الاشتغالِ في منظومة التّكتُّلات التي تُفيدُ وتستقيد، أن تُبرزَ تَعَدُّديةَ الأقطاب، من أجل تحقيقِ توازُناتٍ قُطبِيّة، تجنُّّبًا لقُطبيةٍ أُحاديّة في المَنظومة العالمية..
▪︎وهاجِسٌ مِن انفِرادٍ في قيادةِ العالَم..
وفي فَرضِ هَيمنةٍ اقتِصادية وسياسية وعَسكرية على باقي الدول، في وَقتِ تَراجُعٍ ملحُوظٍ لهيأةِ الأممِ المتّحدة..
وهذه الأُحاديةُ القًراريّة، إذا لم تُعالَج، تَنعكِسُ هي الأُخرى سلبيّا على الأسعار، وتَفتَعِلُ أزماتٍ ونزاعاتٍ وحُروب..
والحلُّ يَكمنُ في إيجاد تَوازُنات..
وهذه تَفرِضُ التقيُّدَ بالاتّفاقيات والمواثيق الدولية..
وعَدمِ احتكارِ ثرَواتِ العالم الثالث..
☆ والدّفاعُ عن مَصالحِ القارّةِ السّمراء، هذا دَورٌ مَغربِيّ: "المَملَكةُ الإفريقيَة" مُؤهّلَةٌ لأن تَقُودَ العلاقاتِ الاقتِصاديةَ القارّيةَ بين الشّمالِ والجنُوبِ والشّرقِ والغرب..
المَغربُ مِحورٌ عالمِيٌّ سياسيّا واقتِصاديّا واجتماعيّا وثقافيّا.. إنهُ إمبراطُوريةُ الأمنِ والأمان بالقارةِ الإفريقية، في علاقاتِها ببَقِيّةِ العالَم..
إنّ المُستَقبلَ العالمِي يَكمُنُ في القارّةِ السّمراء.. هُنا تتمَوقُعُ السّياسةُ والاقتِصاد، مع ثقافاتٍ اجتماعيةٍ إفريقيّة.. وهُنا يتَمَحوَرُ النّظامُ العالمِيّ الذي يجُسُ نبضَ السّلامِ في العالم..
وهذه مَسؤوليةٌ كُبرى تُحيلُنا على التاريخ، حيث كانت المَملكةُ المَغربيةُ تُسمَّى "الإمبراطُوريّة المَغربيّة"..
وكانت المُدُنُ الإمبراطُورية، وعلى امتِدادِ حوالي ألفِ سنَة، هي أربعُ مُدُنٍ تعاقَبَت على الحُكم، وهي: الرباط وفاس ومكناس ومُراكش.. وكانت هذه عَواصِمَ مُتَتابِعةً للحُكم..
التاريخُ المَغربي فيه مدٌّ وجَزر، ويُلقِى على عاتقِ بلادِنا مَسؤوليةً إفريقية، وعلينا أن نكُونَ في المُستوَى المَطلُوب..
واللهُ المُوَفّق!
[email protected]