أخنوش وبنجلون يستحوذان على 70% من أسهم شركة GOA DAKHLA لتطوير وتشغيل مشروع الحقول الريحية بمدينة الداخلة
يبدو أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ورئيس المجموعة المهنية لبنوك المغرب عثمان بنجلون، قد وجّها مقود استثماراتهما المشتركة صوب الطاقات المتجددة، من خلال ولوج قطاع إنتاج الكهرباء عبر المنصة المزمع تطويرها بمدينة الداخلة، لتشغيل مشروع الحقل الريحي.
وتمكن رجلا المال والأعمال عزيز أخنوش وعثمان بنجلون، اللذان يتموقعان في مقدّمة لائحة "فوربس" لأثرياء القارة الإفريقية، من الاستحواذ على 70% من أسهم شركة "GOA DAKHLA "المتخصصة في مجال الطاقات المتجددة والتي أكيلت لها مهمة تطوير وتمويل وبناء وتشغيل مشروع الحقول الريحية المزمع تطويرها بمدينة الداخلة.
ورخّص مجلس المنافسة بعملية التركيز الاقتصادي المتعلّقة بتولي شركة "GOA INVEST SA"، المملوكة لكل من مجموعة "Group Akwa" وشركة "O CAPITAL GROUP" التي يرأسها عثمان بنجلون، المراقبة الحصرية لشركة "كوا أنفيست الداخلة"عبر اقتناء نسبة 70 بالمائة من أسهم رأسمالها وحقوق التصويت المرتبطة بها بالداخلة، وفق ما ورد ضمن قرار المجلس في عدد الجريدة الرسمية المؤرخ بـ 27 مارس 2023، الذي جرى تداوله من لدن اللجنة الدائمة بمجلس المنافسة المنعقدة بتاريخ 6 مارس المنصرم، بحضور كل من رئيس مجلس المنافسة أحمد رحو، وأعضائه جيهان بنيوسف، عبد الغني أسنينة، وعبد اللطيف المقدم، وحسن أبو عبد الجيد.
وبناء على القرار الصادر في الجريدة الرسمية، من المرتقب أن تتولى المجموعة الاقتصادية "GOA INVEST"، التي تنشط بالأساس في توظيف الأمـوال بالمساهمة في رساميل الشركـات التي تعمل على مشاريع تطوير الطاقة المتجددة في المغرب وبالخارج، والمملوكة لكل من مجموعة "أكوا" و"أو كابيتال" التي يرأسها عثمان بنجلون، (تتولى) السيطرة الكاملة والحصرية على شركة "كوا أنفيست الداخلة" والتي كانت مملوكة سابقًا لشركة Windvision Safi Holding BV.
واستبقت الشركة المذكورة هذا القرار الرسمي القاضي باستحواذ المجموعات الاقتصادية لكل من أخنوش وعثمان بنجلون على معظم أسهمها، بقرار آخر صدر في 7 أبريل الجاري، يهم الرفع من قيمة رأس مالها وفق ما ورد ضمن الإعلانات القانونية، مرتفعا بذلك من 7500.000 درهم إلى 15.000.000 درهم، وذلك بناء على مداولات اجتماعها العام في 30 دجنبر 2022، كما قررت الهيئة العامة للداخلة تعديل تاريخ نهاية سنتها المالية المحددة من 1 يناير 2023 إلى 30 يونيو من كل عام.
ويدخل هذا الاستثمار الجديد لرجلا الأعمال، في إطار مشاريع الطاقات المتجددة في جميع أنحاء الصحراء المغربية، الهادف إلى تنزيل النموذج التنموي الجديد بالأقاليم الجنوبية الذي أطلقه الملك محمد السادس في 2015.
وكان رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، قد أعلن في وقت سابق أن المغرب يمتلك 50 مشروعا للطاقات المتجددة بطاقة تبلغ 3950 ميغاواط قيد الخدمة، بينما يوجد أزيد من 60 مشروعا آخر قيد التطوير أو التنفيذ. هذه المشاريع تمكن المملكة اليوم من التموقع على المستوى الدولي من حيث القدرة التنافسية لإنتاج الطاقة الكهربائية (كيلوواط/ساعة).
وفي ما يتعلق بالأقاليم الجنوبية، التي تتمتع بإمكانيات هائلة في مجال الطاقات المتجددة بفضل مناخها المشمس ورياحها القوية، فإن الاستثمارات الضخمة التي قامت بها السلطات العمومية والشركات متعددة الجنسيات مكنت من تعزيز جاذبية مدينتي العيون والداخلة لدى المستثمرين على المستويين الوطني والدولي.
وساهمت هذه المشاريع الطاقية ذات البعد الاستراتيجي، بشكل كبير، في تحسين ضمان التزويد بالطاقة، وتلبية الطلب المتزايد على هذه المادة الحيوية من طرف المواطنين والفاعلين الاقتصاديين، وكذا في تعزيز الإشعاع الدولي للصحراء المغربية.
وتبنى المغرب استراتيجية جديدة للطاقة في عام 2009 بزيادة حصة الطاقات المتجددة في مزيج القوة الكهربائية المركبة إلى 52٪ بحلول عام 2030، وذلك في إطار اعتماد سياسة طاقية أكثر اكتفاءً ذاتيًا.
ويُعد الاستثمار في قطاع الطاقات المتجددة خاصة الريحية على مستوى المناطق الجنوبية للمملكة بما فيها الداخلة مشروعا مربحا إذ تشهد المنطقة قوة رياح طبير خاصة في شهر يوليوز وغشت بمتوسط شهري يبلغ 7.67 م/ث و 10.12 م/ث في العيون والداخلة على التوالي، وبالنسبة للعيون، تقارب سرعة الرياح القصوى 34 م/ث بينما تقدر ب 27 م/ث في الداخلة، مع تباين أكثر انتظاما في سرعة الرياح بالنسبة لجهة الداخلة.
وفي عام 2021، بلغ إجمالي قوة طاقة الرياح المركبة في المغرب 1350 ميجاوات، أكثر من 56٪ (757.3 ميغاواط) تقع في جنوب المغرب، فيما لا تزال محطة طاقة الرياح المغربية في طرفاية (301.3 ميغاوات) التي تم تركيبها في عام 2014 أكبر محطة في إفريقيا، بينما يبلغ إجمالي قوة طاقة الرياح في موريتانيا 34.4 ميغاوات، تم تركيب أول محطة طاقة الرياح بقدرة 4.4 ميغاوات في نواكشوط في عام 2011.