أخنوش يُنقذ شركة "أكسيونا" الإسبانية من الإفلاس بعد ضمها لتحالف "أفريقيا غاز" و"غرين أوف أفريكا" الفائز بمحطة الدار البيضاء لتحلية مياه البحر بـ 1.5 مليار دولار
قدم رئيس الحكومة عزيز أخنوش، طوق نجاة لشركة "أكسيونا" الإسبانية، من خلال التحالف الذي جمع هذه الأخيرة بالشركتين المملوكتين له كليا وجزئيا، "أفريقيا غاز" و"غرين أوف أفريكا"، والذي ظفر بصفقة إنجاز وتشغيل محطة تحلية المياه بالدار البيضاء، الأكبر من نوعها في المغرب، والتي بلغت قيمتها الإجمالية 1,5 مليار دولار.
وأنعشت هذه الصفقة الضخمة التي تتعلق بتوفير المياه لـ7 ملايين نسمة من سكان جهة الدار البيضاء – سطات، وسقي 5000 هكتار من الأراضي الفلاحية، أسهم شركة "أكسيونا" الإسبانية في البورصة، بعد سنة سلبية بكل المقاييس، وفق ما كشف عنه موقع "فوث بوبولي" الإسباني، ما يطرح علامات استفهام حول ما إذا كان أخنوش رهن مصير هذا المشروع بشركة "فاشلة".
وسجلت الشركة أفضل أرقامها في بورصة مدريد وفق مؤشر "إيبيكس" الرئيسي، وذلك في شهر نونبر الماضي، الذي كان الحدث الأهم فيه هو إعلان فوزها بصفقة محطة الدار البيضاء ضمن تحالف ثلاثي مكون أيضا من "أفريقيا غاز" التابعة لهولدينغ "أكوا" وشركة "غرين أوف أفريكا"، بإغلاقها على ارتفاع بلغت نسبته 10 في المائة.
ووفق التقرير، فإن الأمر مرتبط بتحسن أعمال الشركة خلال الفترة الأخيرة، وأكبرها الحصول على عقد محطة تحلية المياه بالدار البيضاء بقيمة 800 مليون أورو، بعدما كانت الشركة تتكبد الخسائر المتتالية لدرجة وصولها إلى ما دون عتبة الإدراج في يوليوز الماضي، متأثرة بتأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية، لدرجة أنها أعلنت الشروع في بيع أصولها العام المقبل.
ويمثل العقد المغربي، الذي يتعلق ببناء أكبر محطة للطاقة الشمسية في إفريقيا، أهم "إنجاز" للشركة هذه السنة، إذ يمثل ثلث إجمالي قيمة الاسترداد التي بلغت 1,2 مليار أورو، للاستفادة من قطاع المياه الذي يحرك سنويا 700 مليون أورو، علما أن "أكسيونا" استفادت أيضا من توقيع عقود إنجاز مجموعة من مشاريع البنى التحتية الطرقية والطاقة الشمسية في أستراليا.
ويتعلق المشروع المغربي بإنتاج 548 ألف متر مكعب من المياه في المرحلة الأولى التي ستبدأ سنة 2026، على أن يصل الإنتاج إلى 822 ألف متر مكعب في المرحلة الثانية سنة 2030، وستكون المحطة التي سيتم إنشاؤها في سيدي رحال، على بعد 40 كيلومتر من العاصمة الاقتصادية، المصدر الأساسي للمياه لمدن الدار البيضاء وسطات وبرشيد والجديدة وأزمور.
وفي تحقيق خاص، كشفت "الصحيفة" الورقية قبل 7 أشهر، أن أخنوش، هو أحد الساعين للظفر بصفقة محطة تحلية المياه في الدار البيضاء، عبر شركتين مملوكتين له، هما "أفريقيا غاز" التابعة لهولدينغ "أكوا" المملوك لآل أخنوش و"غرين أوف أفريكا" الموزعة أسهمها بين "أكوا" و"فينانس كوم" المملوكة للملياردير عثمان بن جلون و"سوفينام"، وذلك في إطار تحالف يجمعهما بالشركة الإسبانية "أكسيونا".
وكشف التحقيق العديد من المواقع الضبابية في هذه الصفقة البالغة قيمتها 1,5 مليارات دولار، على غرار توقيع 4 اتفاقيات بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات والمكتب الوطني للماء والكهرباء، تحت إشراف رئيس الحكومة عزيز أخنوش، لإنشاء محطة للتحلية بمدينة الداخلة، قبل يومين فقط من موعد فتح الأظرفة.
كما توصل التحقيق إلى أن موعد فتح الأظرفة تغير من 10 يونيو إلى 24 يونيو 2022، دون الإشارة إلى أي مبرر لهذا التأجيل الذي مكن رئيس الحكومة، والمنافس على الصفقة أيضا، من الحضور بصفته السياسية مع جميع الفاعلين والمشرفين على انتقاء المجموعات الثلاث التي تأهلت للدور النهائي في مرحلة الاختيار الأولى من أصل 6 مجموعات، وطبعا كان التحالف الثلاثي الذي تنتمي إليه شركتاه من بين من وقع عليهم الاختيار.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :