أسرة "تنسى" ابنها في محطة للاستراحة أثناء رحلتها من فرنسا إلى المغرب
في واحدة من أغرب حوادث المغاربة المقيمين بالخارج خلال عودتهم إلى وطنهم، نسيت أسرة مغربية مقيمة في فرنسا ابنها في إحدى محطات الاستراحة بشمال إسبانيا مؤخرا، خلال وقوفها هناك من أجل أخذ قسط من الراحة، لكن الغريب أن الأسرة لم تتفطن إلى الأمر إلا بعد اتصال من الشرطة الإسبانية.
وكانت الأسرة بصدد العودة من فرنسا إلى المغرب يوم 21 دجنبر الجاري، قاطعة المسافة برا بواسطة سيارة، ليقرر الأب أخذ قسط من الراحة والدخول إلى الحمام بمحطة للبنزين بمدينة بورغوس التابعة لإقليم "قشتالة وليون"، قبل أن يقوم رفقة زوجته بصعود السيارة مرة أخرى دون أن ينتبها إلى أنهما خلفا وراءهما ابنهما البالغ من العمر 10 سنوات.
ووجد الطفل نفسه تائها في مكان لا يعرفه، وفق ما كشفت عنه وسائل إعلام إسبانية، حيث لم يخطر بباله حل سوى متابعة الطريق السريع المتجه إلى مدريد سيرا على الأقدام، لينتبه إليه سائق شاحنة الذي علم من خلال ارتباكه وملامحه أنه تعرض لأمر طبيعي، فقرر الاطمئنان عليه قبل أن يأخذه نحو عناصر الحرس المدني القريبين من المكان.
لكن المشكلة كانت هي أن الطفل لا يحسن الحديث بالإسبانية، بالإضافة إلى أنه لا يحمل أي وثائق هوية ولا يحفظ رقم هاتف أي من والديه، لكن خطوة ذكية من أحد عناصر الحرس المدني مكنت من الوصول إلى الخيط الذي سيقود إلى الأسرة، إذ استطاع التعرف على المدرسة التي يدرس فيها الطفل.
واتصل عناصر الحرس المدني بالمدرسة الفرنسية التي أخبرتهم إدارتها باسم والديه ومنحتهم رقم هاتف أبيه، هذا الأخير الذي صُدم عند تلقيه اتصال السلطات الإسبانية التي كانت تنتظره رفقة طفله في محطة للبنزين بالطريق السيار.
وعرضت شبكة راديو وتلفزيون إقليم قشتالة وليون مشاهد لوالدة الطفل المذعورة وهي تعانق ابنها بعد لقائها به، غير أن عناصر الحرس المدني الإسباني لم يسلموها إياها إلا بعد الحديث معها ومع والده للتأكد بأن ما جرى كان أمرا عرضيا ولم يكن إهمالا متعمدا، أما الفتى فودع منقذيه بعباراة شُكر قبل أن يواصل الطريق إلى المغرب رفقة أسرته.