المغرب يرفض استقبال المهاجرين الذين ترغب إسبانيا في إخراجهم "قسرا" وسانشيز يتعهد بتشديد المراقبة على حدود سبتة
كشفت مفوضية الحكومة المركزية الإسبانية في مدينة سبتة، أمس الأربعاء، أن عمليات إعادة المهاجرين غير النظاميين المغاربة الذين اقتحموا مدينة سبتة الشهر الماضي أفضت إلى رجوع أقل من 2400 شخص إلى المغرب منذ يوم 20 ماي، في الوقت الذي لا تزال فيه الرباط ترفض استقبال المُرحَّلين بشكل قسري، ويأتي ذلك تزامن مع بعث رئيس الحكومة المركزية رسالة إلى رئيس الحكومة المحلية للمدينة، يتعهد فيها بتشديد المراقبة على الحدود.
ووفق المفوضية الحكومية فإن 2388 مغربيا أخرجوا من المدينة الخاضعة للسلطات الإسبانية والمتمتعة بحكم ذاتي إلى غاية يوم أمس الأربعاء، من بينهم 23 عادوا يوم الاثنين و10 يوم الثلاثاء و65 عادوا خلال الأسبوع المنصرم، وجميعهم قبلوا الرجوع بشكل طوعي، ليصل العدد الإجمالي للأشخاص الذين أعيدوا للمغرب أكثر من 10 آلاف شخص، باحتساب من فرض عليهم الرجوع مباشرة بعد وصولهم أيام 17 و18 و19 ماي الماضي.
لكن السلطات الإسبانية لا تزال غير قادرة على إعادة جميع الذين دخلوا خلال الأزمة التي تزامنت مع دخول زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية إلى إسبانيا بشكل سري وبهوية مزورة، والتي أدت إلى صدام دبلوماسي بين البلدين، وتقدر عددهم بـما بين 12 و14 ألفا، وهو رقم أكبر حتى من ذلك الذي توقعه رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز والذي صرح به أمام وسائل الإعلام، حين أورد أن 10 مهاجر غير نظامي دخلوا مدينة سبتة في ظرف 48 ساعة.
وحسب المعطيات الإسبانية فإن الرباط ترفض استقبال المهاجرين غير الشرعيين المغاربة الذين فُرضت عليهم العودة بشكل قسري، وتسمح فقط باستقبال المهاجرين الذين عبروا عن رغبتهم في العودة إلى وطنهم طوعا، وهو الأمر الذي دفع مجموعة من المعنيين بالترحيل إلى التوجه لمكاتب الحماية الدولية بغرض طلب "اللجوء" تحسبا لتغير محتمل في القرار المغربي، لكن عدد الملفات التي تمت معالجتها إلى غاية اليوم لم يتعدَ 57 ملفا.
وفي خضم ذلك، لا زال المغرب يرفض عودة القاصرين الذين دخلوا المدينة المجاورة لإقليم المضيق – الفنيدق، والذين تجاوز عدد المحصيين منهم 1000 طفل جرى توزيع أغلبهم على 3 مستودعات تجارية حُولت إلى مراكز استقبال مؤقتة، والتي صدرت بشأنها تقارير من منظمات حقوقية تؤكد تعرض نزلائها إلى سوء المعاملة، في حين تقدر السلطات الحكومية إجمالي القاصرين الذين تسللوا إلى داخل المدينة الشهر الماضي بـ1500 طفل كون أن عددا كبيرا منهم لا زالوا مشتتين في الشوارع.
وفي السياق نفسه، أكدت وكالة الأنباء الإسبانية المستقلة "أوروبا بريس" أن رئيس الحكومة المحلية لسبتة، خوان فيفاس، تلقى رسالة من سانشيز أمس الأربعاء أورد فيها أن حكومته تعتبر أن "سلامة سبتة مثلها مثل سلامة أي إقليم من الأقاليم الإسبانية، وسيتم الدفاع عنها دائما من طرف إسبانيا والاتحاد الأوروبي".
وتابع سانشيز أن "الحكومة المركزية ملتزمة التزاما راسخة بتشديد مراقبة الحدود مع المغرب" وأن هذه المدينة "باعتبارها جزءا لا يتجزأ من إسبانيا، حاصلة على تضامن جميع الأقاليم ذات الحكم الذاتي خلال هذه اللحظات العصيبة"، كما تعهد بأن الحكومة "ستواصل العمل على تزويد مدينتي سبتة ومليلية بجميع الوسائل الضرورة لحل هذه الأزمة الإنسانية".