أنفانتينو: النهوض بكرة القدم الإفريقية رهين بتطوير البنيات التحتية
اعتبر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني أنفانتينو، اليوم السبت، أن النهوض بكرة القدم الإفريقية يظل رهينا بتطوير البنيات التحتية والتحكيم ونظام المسابقات.
وأكد أنفانتينو، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي حول "تطوير المسابقات والبنيات التحتية بإفريقيا في مجال كرة القدم"، الذي ينظمه الاتحاد الدولي للعبة بشراكة مع الكونفدرالية الإفريقية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن مركب محمد السادس لكرة القدم بسلا، الذي يحتضن أشغال هذه التظاهرة، يضاهي أرقى المراكز التقنية العالمية، ويعد مفخرة ليس للمغرب فحسب، بل لإفريقيا والعالم.
وقال إن كرة القدم الإفريقية تزخر بالطاقات والمواهب، ناهيك عن شغف الشعوب الإفريقية حتى النخاع بالرياضة الأكثر شعبية في القارة، التي ينبغي العمل سويا من أجل النهوض بها حتى تلحق بالصفوة العالمية.
وسجل أنفانتينو أن القارة الإفريقية، مع بعض الاستثناءات، ما تزال تفتقر إلى البنيات التحتية للنهوض بكرة القدم وتسويق المنتوج الكروي، رغم الاستثمارات التي ضختها "الفيفا" في السنوات الأربع الأخيرة والتي تناهز ال500 مليون دولار، مؤكدا عزم الاتحاد الدولي مستقبلا استثمار مليار دولار في البنى التحتية بالقارة الإفريقية حتى يتوفر كل بلد على الأقل على ملعب يستجيب للمواصفات الدولية.
من جهة أخرى، شدد رئيس (الفيفا) على ضرورة تطوير التحكيم من خلال إضفاء الطابع الاحترافي على قضاة الملاعب بالقارة السمراء، دون إغفال أن مشاكل التحكيم لا تقتصر على إفريقيا وحدها، والذين ينبغي عليهم أن يتحلوا بالنزاهة والإنصاف حتى يكونوا أهلا للثقة وفوق كل الشبهات.
ودعا في هذا الصدد، إلى طرح حلول مبتكرة وخلاقة نابعة من الواقع الإفريقي، مع إبرام عقود احترافية مع مجموعة من الحكام الحاملين لشارة " الفيفا".
ولدى حديثه عن تطوير المسابقات، أكد أنفانتينو على ضرورة الاستثمار على مستويات الشباب وكرة القدم النسوية والفرق الوطنية والأندية "التي تشكل قاطرة كرة القدم العالمية"، داعيا بخصوص هذه الأخيرة إلى "خلق عصبة إفريقية ممتازة لكرة القدم تضم ما بين 20 و24 فريقا"، ما قد يمكن من مداخيل في حدود 200 مليون دولار سنويا ويفتح لها باب العالمية من حيث التصنيف.
وكانت لرئيس ( الفيفا) بعض المؤاخذات على تنظيم كأس إفريقيا للأمم كل سنتين، لاسيما من حيث عائداتها التي تقل بنحو 20 مرة عن كأس أوروبا للأمم، مقترحا تنظيمها كل أربع سنوات عوض كل سنتين، والعمل على أن تكون حدثا عالميا وليس قاريا، ما قد يدر مداخيل مضاعفة أربع أو ست مرات على ما هو عليه الحال اليوم.
وعبر جياني أنفانتينو عن أمله في أن يشكل يوم فاتح فبراير 2020 بمركب محمد السادس لكرة القدم انطلاقة جديدة لكرة القدم الإفريقية، التي على الرغم من شعبيتها الكبيرة، والخزان الذي لا ينضب من المواهب، والطاقات الهائلة التي تزخر بها القارة السمراء، فإنها ما تزال تعاني من أجل الارتقاء إلى مصاف كرة القدم الأوروبية والأمريكية الجنوبية.
ومن جهته، اعتبر رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، الملغاشي أحمد أحمد، أن إنجاز البنيات التحتية ليس غاية في حد ذاتها، بل ينبغي إحكام التدبير والصيانة وتوظيفها بشكل أمثل حتى تصبح مدرة لعائدات مالية مهمة، مضيفا أن هذه هي الاستثمارات التي يتعين على الجامعات القيام بها لفائدة أنديتها ومستقبل كرة القدم باعتبارها قاعدة اقتصادية حقيقية مدرة للدخل وتوفر مناصب الشغل .
وعبر عن ارتياحه لمساهمة الاتحاد الدولي لكرة القدم في إطار شراكة مع الكونفدرالية الإفريقية، بصورة كلية وفعالة، في تطوير البنيات التحتية الكروية والمسابقات في إفريقيا.
وكشف أحمد أحمد أن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم تفكر في إدخال إصلاحات على نظام المسابقات وطريقة تدبيرها وتواريخ إقامتها على مستوى جميع الفئات.
من جانبه، عبر فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية، عن عميق امتنانه لراعي الرياضة والرياضيين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، بتفضل جلالته قبل أسابيع، بتدشين، هذه المعلمة الكروية، التي تحمل اسم جلالته، والتي تضع انفتاح الشباب في صلب عملها.
وسجل بدوره أنه رغم الجهود المبذولة في ميدان البنيات التحتية في القارة الإفريقية، فإنها ما تزال دون الانتظارات، مؤكدا أنه آن الأوان، للعمل على تطوير كرة القدم الإفريقية بتعاون وثيق مع المؤسسة الأم (الفيفا) بما يمكن، بفضل الإرادة الجماعية، والخبرة والمهارة الإفريقية، من كسب الرهانات المطروحة، وتحقيق تطلعات وطموحات الملايين من المواهب الإفريقية.
ويهدف هذا اليوم الدراسي، من بين أمور أخرى، إلى زيادة الوعي في الأسواق المالية بالدور الاجتماعي لكرة القدم ، وإمكاناتها الهائلة للمساهمة في حل الجوانب الكامنة الأخرى التي تفسد كرة القدم ، من قبيل التمييز والعنصرية وانعدام الأمن في الملاعب وإقصاء الفئات الهشة وعدم نزاهة المسابقات وانعدام الشفافية في انتقالات اللاعبين وقضايا الأخلاقيات والحكامة المرتبطة بإدارة الأموال المتأتية من كرة القدم.
وستشكل الاستنتاجات والتوصيات المنبثقة عن هذه الندوة أرضية لإعداد استراتيجية جديدة أكثر حداثة، تعكس الإمكانات الهائلة لكرة القدم الإفريقية وتمكن الكونفدرالية الإفريقية من الارتقاء بكرة القدم الإفريقية إلى أعلى المستويات.