إسبانيا ترفع صادراتها من الغاز إلى المغرب عبر الخط المغاربي الأوروبي بفضل وارداتها القياسية من روسيا
أدخلت إسبانيا الغاز الروسي في معادلة مبيعاتها من هذه المادة الطاقية إلى المغرب، إذ في الوقت الذي سجلت فيه مشترياتها من موسكو أرقاما قياسية في ظل العقوبات الغربية المفروضة على هذه الأخيرة، ارتفعت مبيعاتها إلى المغرب بشكل كبير أيضا، وذلك عبر الاستخدام العكسي لخط الغاز المغاربي الأوروبي الذي أصبح يعوض الغاز الجزائري.
وكشفت الشركة الوطنية الإسبانية للغاز "إينغاس" عن أرقام شهر يناير التي نشرتها صحيفة ABC مبرزة أن إسبانيا استوردت ما مجموعه 6372 جيغاوات في الساعة من الغاز الطبيعي الروسي في يناير 2023، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 16,85 في المائة مقارنة بشهر دجنبر 2022، لكن الارتفاع الكبير يبرز بالمقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ففي يناير من سنة 2022 كانت إسبانيا تستورد 2178 جيغاوات في الساعة من الغاز الروسي، أي أنه في ظرف عام واحد ارتفعت وارداتها الروسية بنسبة 192,5 في المائة، على الرغم من أن موسكو لا تزال رابع مورد لمدريد بنسبة 18,6 في المائة من حاجياتها، حيث تتصدر الجزائر القائمة بنسبة 25 في المائة ثم الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 20,7 في المائة فنيجيريا بنسبة 20,2 في المائة.
وسمح رفع إسبانيا لوارداتها من الغاز الروسي برفع تدفقاتها من الغاز الموجه للمغرب، إذ حسب ABC جرى إرسال 536 جيغاوات في الساعة من هذه المادة إلى المملكة عبر الخط المغاربي الأوروبي، وهي ثاني أكبر كمية يتم تصديرها عبر هذه الآلية بعد اعتمادها في يونيو من سنة 2022، بعد أن قررت الجزائر سنة 2021 عدم تجديد عقود تصدير الغاز إلى أوروبا عبر المغرب.
ولا تصدر إسبانيا إلى المغرب الغاز الجزائري وذلك بناء على الاتفاق بين الطرفين الذي يمنعها من إعادة بيع هذه المادة، الأمر الذي حذرت منه الجزائر بشكل رسمي في ظل أزمتها الدبلوماسية مع الغرب، علما أنها كانت تلوح أيضا بوقف واردات الغاز إلى الدولة الإيبيرية بسبب إعلان هذه الأخيرة دعم مخطط الحكم الذاتي المغربي في الصحراء.
ولا تكشف إسبانيا ولا المغرب عن مصدر الغاز المستورد من طرف هذا الأخير، علما أن الإسبان يستوردون حاجياتهم، سواء الخاصة بالاستهلاك الداخلي أو التصدير، من 20 بلدا، غير أنه في أواخر العام الماضي ظهرت تقارير تؤكد استعداد مدريد لضخ كميات أكبر من الغاز الطبيعي الروسي، الذي تراجع سعره في السوق الدولية، إلى المغرب عبر الخط المغاربي الأوروبي.
وعلى الرغم من أن إسبانيا عضو في الاتحاد الأوروبي الذي يفرض عقوبات على روسيا في المجال الطاقي بسبب حربها على أوكرانيا، إلا أن وارداتها من الغاز الروسي ارتفعت بـ 23 في المائة سنة 2022 مقارنة بـ2021، وخلال الثلث الأول والثاني فقط من السنة الماضية كانت قد اشترت منها 32.770 جيغاوات في الساعة، تزامنا مع بدء التصدير إلى المغرب.