إسبانيا تواجه قساوة عاصفة "فيلومينا" بإنزال الجيش لفتح الطرقات والمرافق العمومية
تستعد إسبانيا بعد أن خفتت قوة وضراوة العاصفة الثلجية (فيلومينا) التي اتجهت عشية أمس الأحد نحو الشمال الشرقي من البلاد للدخول في موجة برد غير مسبوقة خاصة بجهة مدريد حسب توقعات وكالة الأرصاد الجوية الوطنية التي تؤكد أن هذه الموجة من البرد القارس ستستمر حتى الخميس المقبل في الوقت الذي تواصل فيه السلطات جهودها لإزالة الثلوج المتراكمة التي خلفتها العاصفة.
وتسببت هذه العاصفة التي اجتاحت البلاد منذ يومين في تساقطات ثلجية استثنائية وأمطار غزيرة همت بالخصوص وسط البلاد وأجزاء كثيرة من إسبانيا وأدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص مع شلل تام واضطراب في حركة السير على الطرقات كما فرضت إغلاق مطار (باراخاس) بمدريد وتعليق حركة سير القطارات والنقل العمومي.
وحسب وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية فمن المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة ابتداء من صباح اليوم الاثنين لتصل إلى مستويات قياسية (ناقص 10 تحت الصفر) في العديد من المناطق الداخلية من البلاد مشيرة إلى أن موجة البرد القارس هذه ستستمر حتى يوم الخميس المقبل.
وحذر فرناندو غراندي مارلاسكا وزير الداخلية من أن المخاطر التي تسببت فيها عاصفة (فيلومينا) التي اجتاحت البلاد "لم تنته بعد ولا تزال قائمة" حيث يتوقع انخفاض كبير في درجات الحرارة الدنيا ما سيؤدي إلى تحول الثلوج المتراكمة على الطرقات إلى جليد، وهو ما يشكل خطرا على حركة سير السيارات وعلى الراجلين على حد سواء ودعا المواطنين إلى تجنب السفر قدر الإمكان في ظل هذه الأحوال الجوية السيئة.
وبدأت السلطات العمومية منذ أمس الأحد في سباق ضد الساعة لإزالة الثلوج المتراكمة من مختلف المحاور الطرقية حيث تعمل كاسحات الثلوج بكل طاقتها مدعومة بفرق ودوريات الإنقاذ ومعدات وآليات خاصة بمدريد على إزالة الثلوج من الشوارع والمدارات والملتقيات وأبواب المستشفيات والإدارات العمومية.
وتم نشر وحدات من الجيش لإزالة الثلوج من مدرجات مطار (باراخاس) الذي أعيد فتحه تدريجيا أمام الرحلات الجوية وكذا من الطرق المؤدية إلى المستشفيات التي لا تزال تعاني من الضغط في ظل تفشي جائحة فيروس (كوفيد ـ 19) وذلك بمساهمة العديد من فرق الطوارئ، وكذا المتطوعين من سكان العاصمة.
وحسب الحكومة الإسبانية فقد ظلت حوالي 700 طريق مغلقة في وجه حركة السير حتى يوم الأحد بينما استأنفت القطارات القادمة أو المغادرة لمدريد رحلاتها بشكل تدريجي ابتداء من مساء أمس باستثناء تلك المتوجه إلى منطقة الشمال والشمال الشرقي في حين سيستمر تعليق الدراسة في مختلف المدارس والكليات والجامعات خلال اليومين القادمين.
واتجهت العاصفة الثلجية (فيلومينا) التي ضعفت حدتها حسب الخبراء نحو المناطق الشمالية والشرقية خاصة باتجاه آراغون وكتالونيا التي شهدت في اليومين الماضيين تساقطات ثلجية أقل من المناطق الداخلية وسط البلاد.