"إسرائيل لا تريد السلام وترغب في تصفية القضية الفلسطينية".. هل يمهد المغرب للقطيعة مع حكومة نتنياهو بسبب عدوانها على غزة؟
غيّر المغرب نبرته الرسمية تجاه إسرائيل، بشكل حاد ومباشر هذه المرة، وذلك بسبب تصاعد العمليات العسكرية في قطاع غزة، الذي أسقطت آلاف المدنيين ولم تسلم منها لا المستشفيات ولا التجمعات السكنية، حيث اعتبر أن الجانب الإسرائيلي "لا يريد السلام"، ملقيا باللائمة عليه بخصوص التصعيد الحاصل نتيجة ممارساته أحادية الجانب.
وجاء ذلك على لسان سفير المغرب في السعودية والمندوب الدائم للمملكة لدى منظمة المؤتمر الإسلامي، الذي قال الأربعاء إن "التصرف العدواني لإسرائيل وارتكابها لهذه الجرائم البشعة يؤكد مرة أخرى أنها لا تريد السلام بقدر ما تطمح إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي"، في إشارة إلى استهداف مستشفى المعمداني وقتل المئات من الضحايا المدنيين الذين كانوا بداخله.
وحذر المغرب، على لسان المنصوري، من دخول الصراع في المنطقة إلى مرحلة لا يمكن التكهن بتداعياتها بسبب الممارسات الإسرائيلية، مبرزا أن "إصرار إسرائيل على نهج سياسة العقاب الجماعي من شأنها تعميق جذور الأزمة، وتكريس وإذكاء الحقد والكراهية، ما قد يدخل الصراع إلى مرحلة لا يمكن التكهن بتداعياتها على المنطقة"، وجدد السفير المغربي التأكيد على أن الرباط "تدين بشدة" المجزرة الشنيعة التي اقترفها الجيش بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، بقصفه المتعمد لمستشفى المعمداني".
واعتبر المنصوري أنه "لا يمكن بأي حال من الأحوال فصل ما حدث عن الأسباب الجذرية التي شكّلت وما تزال، عاملا رئيسيا في انفجار الوضع باستمرار، وعلى وجه الخصوص انسداد الأفق السياسي للقضية الفلسطينية، واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة، والإجراءات أحادية الجانب في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة".
ودعا المغرب على لسان ممثله في منظمة التعاون الإسلامي، إلى "تحرك عاجل من أجل الوقف الفوري للمواجهات على الأرض، وخفض التصعيد، لبلوغ هدف التهدئة وحقن الدماء مع ما يتطلبه ذلك من حماية للمدنيين ومنع استهدافهم، ووقف الاستفزازات تفاديا لاستفحال الوضع وخروجه عن السيطرة، والعمل على منع تهجير الفلسطينيين والاستجابة لاحتياجاتهم الصحية والإنسانية العاجلة".
وحث المنصوري الأطراف الدولية الراعية لعملية السلام، بما فيها اللجنة الرباعية، إلى البدء في أقرب الآجال بمشاورات حقيقية لإحياء عملية السلام، عبر "بلورة خارطة طريق بأهداف عملية تشمل جدولا زمنيا للدخول في مفاوضات جادة وهادفة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والاتفاق على صيغة نهائية لحل القضية الفلسطينية وفق المرجعيات الدولية والعربية".
ويعيش المغرب وإسرائيل حالة من التنافر الدبلوماسي منذ بدأ العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة يوم 7 أكتوبر الجاري، عبرت المملكة عن "قلقها العميق جراء تدهور الأوضاع واندلاع الأعمال العسكرية في قطاع غزة"، وأعربت وفي بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، عن "إدانتها استهداف المدنيين من أي جهة كانت".
وقالت الخارجية المغربية إن المملكة لطالما حذرت من تداعيات الانسداد السياسي على السلام في المنطقة ومن مخاطر تزايد الاحتقان والتوتر نتيجة لذلك، إلى الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والعودة إلى التهدئة وتفادي كل أشكال التصعيد التي من شأنها تقويض فرص السلام بالمنطقة، معتبرة أن نهج الحوار والمفاوضات يظل السبيل الوحيد للوصول إلى حل شامل ودائم للقضية الفلسطينية، على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين المتوافق عليه دوليا.
وسعت المملكة إثر ذلك، إلى انعقاد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية، ثم بعد استهداف مستشفى المعمداني أول أمس الثلاثاء قالت الخارجية إن المغرب "يدين بشدة" قصف القوات الاسرائيلية للمستشفى وما خلفه من ضحايا بالمئات من بين الجرحى والمصابين، وأورد بلاغها أن المملكة تجدد مطالبتها بحماية المدنيين من قبل كل الأطراف وعدم استهدافهم.
وأوردت الوثيقة أن المملكة المغربية التي يرأس عاهلها الملك محمد السادس، لجنة القدس الشريف، تؤكد على الحاجة الملحة لتظافر جهود المجتمع الدولي لإيقاف الأعمال العدائية بأسرع وقت واحترام القانون الدولي الإنساني والعمل على تفادي انزلاق المنطقة نحو مزيد من التصعيد والاحتقان.