إفتتاح أشغال الدورة 14 لقمة الأعمال الأمريكية - الإفريقية بمراكش
انطلقت اليوم الأربعاء بمراكش، أشغال الدورة 14 لقمة الأعمال الأمريكية-الإفريقية، وذلك تحت شعار "لنبن المستقبل معا".
وتشهد القمة، التي تنعقد تحت رعاية الملك محمد السادس، إلى غاية 22 يوليوز الجاري، بشراكة مع "مجلس الشركات بإفريقيا" "Corporate Council on Africa"، مشاركة وفد حكومي أمريكي هام، ووزراء أفارقة وصناع القرار بأكبر الشركات الأمريكية متعددة الجنسيات ورجال الأعمال الأفارقة.
وتمثل القمة التي تتيح إحداث شراكات أعمال ثلاثية بين الولايات المتحدة والمغرب وإفريقيا موجهة نحو المستقبل، فرصة لتعزيز التموقع الاستراتيجي للمغرب، البلد الإفريقي الوحيد الذي أبرم اتفاقية للتبادل الحر مع الولايات المتحدة، باعتباره محورا بالنسبة لإفريقيا وشريكا اقتصاديا مرجعيا للولايات المتحدة.
وأبرزت أليس أولبرايت، رئيسة مؤسسة تحدي الألفية، في كلمة خلال افتتاح الأشغال، أن قمة الأعمال هاته تمثل فرصة مناسبة لإقامة شراكات واستكشاف فرص جديدة وللمزيد من التعاون مع الشركاء الأفارقة، مشيرة إلى أن مؤسسة تحدي الألفية تسعى إلى إحداث "شراكة طويلة الأمد" مع هؤلاء الشركاء تكون قادرة على مواجهة التحديات الراهنة.
وشددت على أن هذه القمة ستبرهن على الالتزام الدائم للولايات المتحدة تجاه شركائها الأفارقة، مشيرة إلى أن هذا الالتزام سيكون قائما على مبادئ الاحترام المتبادل والمصالح والقيم المشتركة، وذلك بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية.
كما سلطت الضوء على فرص النمو الاقتصادي في إفريقيا، القارة التي تشهد أسرع نمو في العالم، قبل أن تبرز الاهتمام الكبير لدى قادة من القطاعين العام والخاص للمشاركة في هذا التجمع.
من جانبه، أكد رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، شكيب لعلج، أن المقاولات الخاصة والقطاع العام لهما دور أساسي في تسوية أكبر التحديات التي تواجه إفريقيا، والمتعلقة بالخصوص بالطاقة والأمن الغذائي والتعليم والتحول الرقمي والصحة، مضيفا أن المقاولات المغربية مستعدة للعمل يدا في يد مع الشركاء الأمريكيين والأفارقة من أجل تسريع هذه الدينامية.
وأشار لعلج، من جهة أخرى، إلى أن القارة الإفريقية تتوفر على موارد متجددة وفيرة، مثل الطاقة الكهرومائية والريحية والشمسية، والتي تشكل فرصة كبيرة يتعين اغتنامها، وتحويلها إلى طاقة جد تنافسية وخضراء لتغطية احتياجات القارة فضلا عن إمكانية تصديرها.
كما لم يفوت الفرصة للتشديد على أن جعل إفريقيا مستقلة من حيث الأمن الغذائي أمر أساسي، موضحا أن الأمر يستلزم أساسا زيادة الإنتاج الفلاحي، وتحويل المواد الأولية على المستوى المحلي لرفع القيمة المضافة، وتقليل الحواجز التجارية، وتحسين تنافسية المقاولات الفلاحية وتوفير التقنيات الزراعية والمياه بشكل أوسع.
وتابع أن القارة تزخر بإمكانات هائلة من الموارد الطبيعية مع قدرة كبيرة على التحويل المحلي، مضيفا أن هذه المؤهلات تجعل إفريقيا، ليس فقط جد تنافسية، ولكن أيضا قارة المستقبل، خاصة إذا تم الأخذ بالاعتبار تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، التي توفر ولوجا فوريا إلى سوق يضم 1.2 مليار مستهلك.
وستربط منطقة التجارة الحرة هذه الأسواق الأفريقية فيما بينها، علما أن التجارة بين البلدان الإفريقية لا تمثل سوى 16 في المائة من تجارة الصادرات الإفريقية، كما ستسرع بناء منظومات صناعية جديدة ومتكاملة، مرتبطة بسلاسل القيمة العالمية.
وتميز حفل افتتاح هذه القمة بمشاركة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ورئيس البنك الإفريقي للتنمية، أكينوومي أديسينا. وشهد عرض رسالة مصورة لنائبة رئيس الولايات المتحدة، كامالا هاريس.
وسيشهد هذا الاجتماع تنظيم حوارات رفيعة المستوى، وجلسات عامة، وجلسات نقاش وموائد مستديرة وتظاهرات موازية حول أولويات القارة في مجال الأمن الغذائي، والصحة والفلاحة والانتقال الطاقي والتكنولوجيات الحديثة والبنيات التحتية والاندماج في المنظومات الصناعية.