إقبال "مُبهر" على شراء أسهم بنك CFG قبل إداجه الاثنين المقبل في بورصة الدار البيضاء
ستتجه الأنظار، ابتداء من يوم الاثنين المقبل، إلى قاعة التداول ببورصة الدار البيضاء، حيث سيتبوأ بنك CFG مكانته باعتباره هيئة فتية جديدة في السوق المالية المغربية.
ويمثل هذا الحدث تتويجا لعملية إدراج شاقة بالبورصة، انطلقت بتاريخ 22 نونبر، إثر الحصول على تأشيرة الهيئة المغربية لسوق الرساميل، وموافقة بورصة القيم بالدار البيضاء.
وسيتم تنفيذ هذا الإدراج بالبورصة من خلال زيادة في الرأسمال بمبلغ 600 مليون درهم، عبر إصدار 5 ملايين و454 ألف و545 سهما جديدا بسعر 110 دراهم للوحدة.
وقد أثارت فترة الاكتتاب، التي جرت ما بين 30 نونبر و7 دجنبر الجاري، اهتماما كبيرا من حوالي 20 ألف مستثمر، وكانت بمثابة شهادة بليغة على الثقة والحماس المحيطين ببنك CFG. وبفضل عرض تم اكتتابه ما بين 25 إلى 30 مرة، شدت هذه العملية انتباه السوق المالية المغربية وخارجها.
وتشير الإحصائيات الأولية إلى أن هذا الإدراج بالبورصة تجاوز حتى خوصصة "مرسى المغرب"، مما جعله أحد النجاحات البارزة في التاريخ الحديث لبورصة الدار البيضاء.
وفي 12 دجنبر الجاري، تم استكمال تخصيص السندات، مما مهد الطريق للإدراج الأول الذي طال انتظاره، والذي حدد في 18 دجنبر. ولن يمثل هذا اليوم الدخول الرسمي لبنك CFG إلى سوق البورصة فحسب، بل سيشكل كذلك علامة بارزة بالنسبة للقطاع المالي المغربي، حيث إن بنك CFG يعد أول بنك يتم إدراجه في البورصة منذ سنة 2004، وهو تاريخ إدراج البنك الشعبي المركزي.
ولا تمثل هذه العملية إنجازا لبنك CFG فحسب، بل كذلك خطوة حاسمة لبورصة الدار البيضاء، تتماشى مع هدفها الطموح المتمثل في زيادة عدد الشركات المدرجة إلى 300 شركة وجذب المستثمرين الأجانب ليمثلوا 25 في المئة من إجمالي المعاملات.
ويدعم إدراج بنك CFG كذلك الرؤية الشاملة للنموذج التنموي الجديد للمغرب، والذي يروم تعزيز سوق البورصة وزيادة رسملتها من 50 إلى 70 في المئة بحلول سنة 2035.
ويعكس هذا الإقبال الملحوظ على أسهم بنك CFG حماس وثقة المستثمرين في إمكانات هذا البنك المبتكر والفتي والدينامي للغاية، والذي أصبح منذ سنة 2012 بنكا عالميا من الجيل الجديد.
وساهمت عدة عوامل في هذا الاهتمام المكثف. فقد كرس بنك CFG نفسه أولا باعتباره بنك الأعمال الأول بالمغرب، حيث يتمتع بسمعة مرموقة تم بناؤها على مدى أكثر من 30 سنة من الخبرة في القطاع المالي. وبالإضافة إلى ذلك، أدى تموقعه القوي في العديد من قطاعات السوق إلى تعزيز سمعته ومصداقيته بين المستثمرين.
وعلاوة على ذلك، فإن رد الفعل الإيجابي من جانب شركات الوساطة في سوق البورصة، ولاسيما الرأي الإيجابي الصادر عن مركز التجاري للأبحاث (AGR)، يؤكدان الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها بنك CFG كفاعل مالي.
وفي هذا السياق، فإن آفاق النمو السنوي المتوسط في الناتج البنكي الصافي والأرباح، المقدرة بزائد 17% وزائد 22%، بين سنتي 2023 و2027، استحوذت على اهتمام المستثمرين الباحثين عن فرص استثمارية ذات مردودية كبيرة.
كما أن تمركز بنك CFG في قطاعات الزبناء "منخفضة المخاطر"، كما أوضح مركز التجاري للأبحاث، شكل عنصرا جذابا آخر. وفي سياق يتطلب الحذر، أعرب المستثمرون عن إعجابهم بالجمع بين الحجم "الصغير" نسبيا للبنك وازدواجية "المخاطرة-المردودية" الأفضل مقارنة بالقطاع البنكي المدرج في بورصة الدار البيضاء.
ومن جهة أخرى، فإن مبادرة BMCE Capital Bourse، التي تتيح الاكتتاب الإلكتروني بنسبة 100 في المئة، ساهمت دون شك في توسيع الوصول إلى هذا الإدراج، وتسهيل مشاركة المستثمرين وبالتالي تعزيز دمقرطة سوق البورصة المغربية.
وبالنسبة للإدارة العليا لبنك CFG، يشكل هذا الإدراج فرصة لتشجيع البنوك المغربية على السير على هذا النهج، وسيمكن من مضاعفة أصول البنك وتحقيق توجهاته الاستراتيجية الجديدة في أفق سنة 2027.
وسيتيح الإدراج بالبورصة لبنك CFG تعزيز أمواله الذاتية لدعم نموه، وتمويل المشاريع الجديدة، وتنويع أنشطته وزيادة قدرته الاستثمارية. ومن خلال تحصيل موارد إضافية من المستثمرين، سيتمكن البنك كذلك من تعزيز متانته المالية، وتحسين قدرته على الصمود في مواجهة التقلبات الاقتصادية والاستعداد بشكل أفضل لمواجهة تحديات القطاع المالي.
ويمثل هذا الإدراج النشط بداية حقبة جديدة لبنك CFG، مما يضفي لمسة من الحيوية والابتكار على مشهد سوق البورصة، كما يرمز، في الوقت نفسه، إلى قوة وإمكانات النمو التي يتمتع بها القطاع المالي المغربي، وثقة المستثمرين والتزامهم بالتنمية الاقتصادية للمملكة.