استمرار عمليات اعتراض شاحنات نقل البضائع المغربية بإسبانيا.. وبوريطة يصف ما يقع بأنه "غير منطقي"

قالت وكالة الانباء الإسبانية "إيفي" اليوم الثلاثاء، إن شاحنة للنقل الدولي محملة بالخضر والفواكه المغربية، تم اعتراضها من طرف مزراعين وفلاحين إسبان بضواحي مدينة جيرونا بإقليم كتالونيا صباح اليوم، وقاموا بإفراغ جميع محتوياتها بعد قطعهم للطريق السريع AP-7.

وحسب ذات المصدر، فإن هذه الواقعة تشير إلى استمرار عمليات اعتراض شاحنات نقل البضائع المغربية في إسبانيا، في إطار الخطوات الاحتجاجية للفلاحين الإسبان والأوروبيين عموما، ضد ما يسمونها بالإجراءات السلبية التي يتخذها الاتحاد الأوروبي بخصوص القطاع الفلاحي، حيث يركز على تقليل مساحات الزراعة والاعتماد على التصدير من دول خارج الاتحاد.

ويُعتبر المغرب من أكثر المستهدفين في هذه الحملات المضادة للسلع الفلاحية القادمة من خارج الاتحاد الأوروبي، باعتباره من أكثر البلدان المصدرة للاتحاد من البضائع الفلاحية، كما أنه يتربط بالاتحاد الأوروبي باتفاقية فلاحية لتصدير البضائع المغربية إلى أوروبا.

ويأتي اعتراض شاحنة محملة بالبضائع المغربية بضواحي جيرونا، على بُعد يوم واحد من تصريح وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، في ندوة صحفية جمعته بنظيره الفرنسي، سيتفان سيجورني بالعاصمة الرباط، حيث اعتبر ما تتعرض له البضائع المغربية من هجمات في أوروبا بأنها "غير منطقية".

وأشار بوريطة في هذا السياق، أن هذه الهجمات تأتي في وقت يُسجل الاتحاد الأوروبي فائضا في المعاملات مع المغرب بحوالي 600 مليون أورو، ومشددا على أن الاتفاقيات الموقع بين الرباط وبروكسيل ترتكز على معايير صارمة، و"قد تم التفاوض بشأنها بعناية لتحقيق التوازن بين مصالح جميع الأطراف".

كما توجه العديد من الهيئات الفلاحية الإسبانية اتهامات للمغرب بكونه يقوم بتصدير بضائع فلاحية لا تحترم معايير الصحة المعمول بها في أوروبا، وهو الأمر الذي نفاه وزير الفلاحة والصيد البحري والأغذية الإسباني، لويس بلاناس، في الأيام الماضية.

ووفق ما أوردته الصحافة الإسبانية، فإن بلاناس رد على هذه الاتهامات خلال مشاركته في منتدى أوروبا المنظم من طرف منتدى الاقتصاد الجديد بمدريد الأربعاء الماضي، حيث قال أن تلك الاتهامات "ليست صحيحة تماما"، مؤكدا على أن البضائع الفلاحية التي يتم استيرادها من المغرب تتطابق مع المعايير الأوروبية المطلوبة.

وأضاف المسؤول الإسباني في حكومة سانشيز، إن المغرب يبقى بلدا "جد مهم" بالنسبة للقطاع الفلاحي الإسباني، مشيرا إلى أن العديد من الشركات المغربية ونظيرتها الإسبانية، ينشطان في تصدير واستيراد المنتوجات الزراعية والفلاحية بكافة أنواعها بدون أي مشاكل.

وأكد بلاناس على أهمية العلاقات التي تجمع حاليا بين المغرب وإسبانيا، حيث وصفها بأنها "ممتازة" إضافة إلى أنها "استراتيجية" خاصة للمصالح الإسبانية والمصالح الأوروبية، مشيرا إلى أن هذه العلاقات يجب أن تستمر على هذا النحو.