استمرار للأزمة الثنائية.. تونس تغيب إلى جانب الجزائر عن اجتماع مبادرة "5+5 دفاع" بالمغرب
غابت تونس إلى جانب الجزائر عن الاجتماع الخامس والثلاثون للجنة التوجيهية لمبادرة "5+5 دفاع" الذي جرى عقده بالعاصمة المغربية الرباط، يومي 23 و 24 نونبر الجاري، الأمر الذي يؤكد استمرار الأزمة الدبلوماسية بين تونس المغرب دون أي مؤشرات في الأفق عن قرب انتهاء القطيعة.
وعرف هذا الاجتماع مشاركة باقي ممثلي الدول الأعضاء، وهي موريتانيا وليبيا من دول المغرب العربي، مقابل كل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال ومالطا. وكان بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية قد أفاد بأن برنامج هذا الاجتماع رفيع المستوى يتضمن استعراض حصيلة الأنشطة المبرمجة برسم سنة 2022، واستكمال مخطط عمل 2023، وكذا وضع الإعلان الوزاري المشترك، والذي سيتم اعتماده والتوقيع عليه خلال الاجتماع الـ18 لوزراء دفاع الدول الأعضاء في المبادرة، المقرر عقده في 16 دجنبر 2022 بالرباط.
وأشار البلاغ إلى أن هذه الأنشطة تشمل تخطيط وإدارة مختلف التمرينات، وتنفيذ أعمال التكوين والبحث المنجزة من طرف تجمع "5 زائد 5 دفاع" والمركز الأورو- مغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، وتنفيذ مشاريع المبادرة، كما سيتم بمناسبة انعقاد الاجتماع الـ35 للجنة التوجيهية لمبادرة (5 زائد 5 دفاع) تقديم نتائج بحث المركز الأورو- مغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية وأحدث المستجدات بشأن التقدم المحرز في المنتدى الإلكتروني ومركز التكوين في مجال إزالة الألغام لدواعي إنسانية ، وكذا تقاسم الخبرات المكتسبة بخصوص تمرين المراقبة البحرية "SEABORDER 2022" ومقاربة النوع الاجتماعي ضمن العمليات العسكرية الخارجية.
وتُعتبر مبادرة خمسة زائد خمسة مبادرة تحت رعاية الاتحاد الأوروبي، التي تهدف إلى تعزيز التعاون الثناي بين بلدان المغرب العربي والبلدان الأوروبية، في العديد من المجالات، كمحاربة الهجرة السرية ومكافحة التهديدات الأمنية وغيرها.
وتجدر الإشارة إلى أن تونس والجزائر اللذين يُعتبران عضوين في هذه المبادرة، سبق أن غابا أيضا عن الاجتماع الرابع عشر للجنة التوجيهية للمبادرة الذي عقد في المملكة المغربية في 27 أكتوبر الماضي، وبالتالي كان متوقعا غيابهما عن هذا الاجتماع أيضا.
وبخصوص الجزائر، فإن العلاقات الثنائية مع المغرب مقطوعة بصفة رسمية، ولا توجد أي صلات أو مواصلات جوية أو برية بين الطرفين، منذ حولي سنتين، في حين أن العلاقات الثنائية بين الرباط وتونس دخلت مرحلة الأزمة في غشت الماضي بسبب استقبال الرئيس التونسي لزعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية بشكل رسمي لحضور منتدى "تيكاد 8" بتونس.
وكان هذا الاستقبال هو الأول من نوعه وغير مسبوق في تاريخ تونس وعلاقتها بأزمة الصحراء، وبالتالي قرر المغرب سحب سفيره من تونس وهو نفس الأمر الذي فعلته الأخيرة، غير أنه لم يتم قطع العلاقات فيما يخص التنقل الجوي بين البلدين.