استورد 92 مليون يورو خلال 5 سنوات.. المغرب كان ثالث زيون عربي للأسلحة الإسبانية قبل عام الأزمة
كشف تقرير لكتابة الدولة الإسبانية المكلفة بالتجارة أن المغرب كان العام الماضي من بين زبناء مدريد فيما يخص مبيعات الأسلحة والمعدات الدفاعية، حيث استوردت الرباط ما قيمته 12,5 ملايين يورو، في حين تصدرت المملكة العربية السعودية زبناء إسبانيا في العالم العربي بواردات بقيمة تجاوزت 48 مليون دولار.
ووفق التقرير الذي وجهته الحكومة الإسبانية للبرلمان، فإن صادرات إسبانيا الدفاعية شهدت تراجعا سنة 2020 بنسبة 10,4 في المائة مقارنة بمبيعات سنة 2019، لتستقر عند حاجز 3 مليارات و622 مليون يورو، وكان المغرب من بين زبناء مدريد باقتناء قذائف هاون ومتفجرات وصواعق وقطع غيار للمركبات والطائرات العسكرية، كلها ذهبت للقوات المسلحة الملكية.
وبهذا الرقم، بلغ إجمالي مقتنيات المغرب خلال الفترة ما بين بداية 2016 ونهاية 2020 من الأسلحة والمعدات الدفاعية الإسبانية 92,5 مليارات دولار، لكن النسبة السنوية لتلك الواردات من مجموع مبيعات الصناعة العسكرية الإسبانية للخارج لم تتجاوز 0,34 في المائة العام الماضي، في الوقت الذي تحتكر فيه دول حلف "النيتو" ودول الاتحاد الأوروبي مجتمعة 77,3 في المائة من الواردات.
وجاءت هولندا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة ضمن قائمة البلدان الأكثر استيرادا للمعدات العسكرية من إسبانيا، فيما حلت السعودية في الرتبة الأولى عربيا سنة 2020 بمشتريات بلغت قيمتها 48,3 ملايين دولار مقابل 23,5 ملايين دولار سنة 2019.
وهذا الرقم مثير للانتباه، كون أن حزب "بوديموس" اليساري الراديكالي المشارك في الائتلاف الحكومي كان يعارض بيع الأسلحة للرياض بسبب تورطها في الحرب على اليمن، وشملت مقتنيات السعودية قذائف هاون ومسدسات وذخيرة حية وقنابل غاز مسيل للدموع، إلى جانب طائرات نقل وطائرات مسيرة عن بعد وزوارق لنقل الجنود وأنظمة مراقبة متطورة للحدود وقطع غيار.
وضمت اللائحة أيضا الإمارات العربية المتحدة التي اقتنت من إسبانيا آليات وأسلحة بقيمة 27,7 ملايين يورو كثاني أكبر مشترٍ عربي بعد السعودية، فيما حلت الجزائر بعد المغرب في الترتيب بـ11,9 ملايين يورو، تليها العراق بما يزيد قليلا عن 874 ألف يورو، أما إسرائيل فاقتنت من مدريد معدات للرؤية الليلة ومفخخات بحوالي 478 ألف يورو.
وللإشارة، فإن الرباط ومدريد كانا على مشارف تعاون عسكري غير مباشر قُبيل الأزمة الدبلوماسية الأخيرة، من خلال تفاوض المغرب مع فرنسا لتصنيع غواصة "سكوربين" المتطورة بقيمة 500 مليون يورو من خلال شركة "نافال" التي تنفذ مشاريعها في مصانع "نافاتيا" الإسبانية، ولا تتوفر الكثير من المعلومات حول هذا المشروع حاليا في ظل القطيعة شبه الكلية بين البلدين.