اطلاق نشاط الجمارك بسبتة ومليلية يتجه للتأجيل من طرف المغرب إلى ما بعد تشكيل حكومة إسبانية جديدة
لازال نشاط الجمارك التجارية بين المغرب ومدينتي سبتة ومليلية لم يعرف طريقه للانطلاق بعد، بالرغم من تنظيم عدد من تجارب العبور في الشهور الماضية، ومن المرتقب أن يتسمر تأجيل الافتتاح الرسمي إلى ما بعد تشكيل حكومة إسبانية جديدة بعد انتخابات 23 يوليوز الأخيرة.
وحسب تقارير عدد من الصحف الإسبانية، فإن فتح نشاط الجمارك التجارية في كل من سبتة ومليلية، سيكون خلال العام المقبل 2024، أي بعد اتضاح المشهد الحكومي في مدريد والاعلان عن الحكومة الجديدة، وذلك في حالة إذا نجح الحزب الشعبي أو حزب العمال الاشتراكي في تشكيلها، وإلا فإن الأمر قد يطول إلى ما بعد انتخابات جديدة.
وكان الحزب الشعبي بقيادة ألبيرتو نونييز فييخو، هو الذي تصدر نتائج الانتخابات العامة في إسبانيا في 23 يوليوز الجاري، غير أن هذا التصدر لم يكن بأغلبية مريحة، حيث فاز بـ136 مقعدا من أصل 350 مقعد، ويحتاج إلى 40 مقعد لتشكيل الحكومة، في حين حل حزب العمال الاشتراكي الحاكم حاليا بقيادة بيدرو سانشيز في الوصافة بـ122 مقعدا، ويحتاج 54 مقعدا لتشكيل الحكومة.
وبالرغم من أن لغة المقاعد لكل الحزبين تُظهر تفوق الحزب الشعبي المنتمي إلى اليمين، إلا أن مهمة تشكيل الحكومة من طرف حزب العمال الاشتراكي المنتمي إلى اليسار تبدو أقل صعوبة مقارنة بالحزب المتصدر، حيث أن عدد مقاعد المحصل عليها من طرف الكتلة اليسارية في هذه الانتخابات هي 169 مقعدا، وتتبقى له 7 مقاعد للوصول إلى الأغلبية التي تخول تشكيل الحكومة.
غير أن كلا الحزبين يصطدمان برفض بعض الأحزاب التي يرغبون في تشكيل الحكومة معها، وبالتالي فإن المشهد السياسي في إسبانيا بخصوص تشكيل الحكومة يبقى ضبابيا إلى حدود الساعة، ومن المرتقب أن يطول الأمر لعدة أسابيع قبل الإقرار إما بتشكيل حكومة جديدة أو إعادة الانتخابات.
وفي ظل هذا الوضع، فإنه من المرتقب أن تؤجل المملكة المغربية أي قرار يتعلق بنشاط الجمارك التجارية في كل من سبتة ومليلية، ويُتوقع أن يكون قرار الافتتاح يتماشى مع المواقف الإيجابية للحكومة الإسبانية مع القضايا التي تهم الرباط، وإلا فإن القرار قد يتأجل أكثر من المتوقع.
جدير بالذكر أن قرار افتتاح معابر جمركية خاصة بتبادل البضائع بكل من سبتة ومليلية، يدخل ضمن خارطة الطريق الجديدة بين المغرب وإسبانيا والتي تم الاتفاق عليها بين الحكومة المغربية بقيادة عزيز اخنوش، والحكومة الإسبانية بقيادة بيدرو سانشيز، وبالتالي فإن استمرار الأخيرة على رأس الحكومة الإسبانية لولاية جديدة قد يضمن تنفيذ جميع بنود خارطة الطريق.
ويُتوقع أن يرفض المغرب افتتاح الجمارك التجارية، في حالة صعود اسم سياسي جديد لقيادة الحكومة الإسبانية ويعمل على تغيير الاتفاقيات المبرمة مع الرباط، خاصة في قضية الصحراء، حيث أن الاتفاق على خارطة طريق جديدة بين البلدين تأسس على دعم مدريد لسيادة المغرب على الصحراء.