اقترحوا الإفراج عن كل السجناء الفلسطينيين.. عائلات الرهائن الإسرائيليين في غزة تطلب وساطة الملك محمد السادس للوصول إلى صفقة تبادل
كشف رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، ديفيد عوفرين، الموجود حاليا في تل أبيب، عن رسالة بعث بها إسرائيلييون، من بينهم ذوو أصول مغربية، إلى الملك محمد السادس، من أجل الوساطة في عملية لتبادل الرهائن الموجودين في قطاع غزة، والذين تم اقتيادهم إلى هناك منذ عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة "حماس" في 7 أكتوبر الماضي.
وصيغة الرسالة، الموجهة من طرف "منتدى عائلات الرهائن والمفقودين"، بأسلوب يتفادى أي "عتب" على الموقف الرسمي المغربي الذي أدان العمليات الإسرائيلية في غزة والتي أدت إلى مقتل الآلاف من المدنيين، بل انطلقت من كون الملك محمد السادس رئيسا للجنة القدس، لدعوته إلى التدخل في عملية التفاوض من أجل تبادل الرهائن، وفق مبدأ "الكل مقابل الكل".
وجاء في الرسالة نصا "مولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم نتشرف بكل إجلال أن نتقدم إلى جنابكم العالي بالله، نحن أفراد عائلات المختطفين الذين تحتجزهم حركة حماس كرهائن منذ يوم السبت 7 أكتوبر 2023 بقطاع غزة"، وتابعت "نتواصل معكم اليوم يا صاحب الجلالة بقلق بالغ على حياة أحبائنا الرضع والأطفال والأمهات والآباء والأجداد".
ووفق الرسالة الموجهة إلى القصر الملكي بالرباط يوم 3 نونبر الجاري، والتي نشرها الدبلوماسي الإسرائيلي نهاية الأسبوع الماضي، فإنه حتى الساعة، "يوجد 242 رهينة محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم الكثير من رعاياكم اليهود من أصول مغربية بالإضافة إلى مواطني من دول أخرى"، وتابعت "لطالما حافظت المملكة المغربية على سياسة الباب المفتوح المتبصرة، حيث اعتاد اليهود المغاربة المقيمون في إسرائيل والإسرائيليون عامة على زيارة المغرب وذلك حتى خلال فترة غياب العلاقات الدبلوماسية الرسمية أو الرحلات الجوية المباشرة".
وأشادت الرسالة بحماية الملك محمد السادس للروابط العائلية بين اليهود المغاربة، موردة "عملت سياستكم الحكيمة على ضمان استقرار العلاقات الأسرية، رافضة بذلك تفكيك العائلات وقطع صلة الرحم الأسباب سياسية"، وتابعت "تتميز المملكة المغربية بدفاعها على قيم الأسرة والتضامن وهي قيم توارثها المغاربة لقرون عدة ومتأثرة بشكل مباشر بالتعاليم الدينية للإسلام واليهودية".
وجاء في الوثيقة "إننا نقدر الدور الفريد الذي تلعبه المملكة المغربية في المنطقة ونشيد بالتزامكم الثابت بتعزيز السلام والاستقرار"، وأضافت "إن دور جلالتكم كرئيس للجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي يمنح المملكة المغربية مكانة خاصة في هذه الأمور، وبهذه الروح نناشدكم اليوم طالبين تدخلكم الرحيم للمساعدة في إعادة أفراد عائلاتنا إلى وطنهم بأمان".
وشدد أعضاء المنتدى الذي صاغ الرسالة على أنهم يدعمون "عملية التبادل الكامل والمتبادل لجميع الرهائن والسجناء من الجانبين، الكل مقابل الكل"، وأوردوا "نؤمن أن حكمتك المتبصرة وقيادتك الحكيمة ستكون بمثابة حافز للتغيير الإيجابي في الوضع الحالي، إن لم عمل عائلاتنا لن يخفف من معاناتنا فحسب، بل سيسهم أيضا في تعزيز السلام والمُصالحة في المنطقة".
وذكرت الرسالة بعبارة الملك الراحل الحسن الثاني، التي وصفتها بـ"التصريح العميق الذي يفتخر به جميع اليهود المغاربة" حين قال "عندما يغادر يهودي المغرب، فإننا لا نفقد مواطن بل نكتسب سفيرا"، مضيفة "لقد خدم اليهود المغاربة لسنوات عديدة هذا الهدف، من منطلق الفخر بالانتماء لثقافة متجذرة، وكذا تقديرا لوطن ظل دائما قلعة أمان لجميع اليهود" خالصة إلى القول "اليوم نطلب منكم يا أمير المؤمنين أن تكونوا سفيرنا للسلام في المنطقة، إن دعم جلالتكم في هذا الشأن سيكون بارقة أمل ومصدر راحة لنا جميعا".