الانقلاب على بونغو لم يُؤثر في العلاقات المغربية.. الغابون تُجدد دعمها للحكم الذاتي المغربي في الصحراء
أظهرت الغابون أولى الإشارات على أن الانقلاب العسكري الذي أطاح بعلي بونغو لم يؤثر في علاقاتها مع المملكة المغربية، حيث جددت ممثلة الغابون، ليا بوانغا أيون، أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي تقدم حسب تصريحها آفاقا "موثوقة ومطمئنة" من أجل الطي النهائي للنزاع الإقليمي.
وأبرزت ممثلة الغابون في كلمة لها بالأمم المتحدة، وفق ما جاء في تقرير لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن بلادها تجدد "دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، لكونها توفر آفاقا ذات مصداقية ومطمئنة لا تمكن فقط من إنهاء المأزق السياسي الراهن بل تتيح أيضا التوصل إلى حل سياسي مقبول لدى الجميع ومتفاوض بشأنه".
ووفق نفس المصدر، فإن المسؤولة الغابونية أشارت إلى تزايد الدعم للمبادرة المغربية حيث فاق عدد المدعمين 100 دولة، مشيرة أيضا إلى المجهود الذي يبذله المغرب على الصعيد الاقتصادي للارتقاء بظروف عيش ساكنة الأقاليم الجنوبية، مبرزة أن النموذج التنموي الجديد لهذه الأقاليم، الذي تم إطلاقه في سنة 2015، ساهم بشكل قوي في تطوير مؤشرات التنمية البشرية في هذه المنطقة.
وخلصت ممثلة الغابون إلى أن بلادها "تشجع" المغرب على مواصلة جهود احترام وقف إطلاق النار وتعاونه مع المينورسو، داعية باقي الأطراف إلى القيام بالمثل، لما فيه مصلحة وأمن واستقرار المنطقة بأكملها.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن الغابون شهدت في 30 غشت الماضي، انقلابا عسكريا أطاح بحكم الرئيس علي بونغو، وأعلن قادة الانقلاب عن تولية الجنرال أوليغي نغويما زعيما لهم، وهو الذي يسير شؤون البلاد حاليا بعد وضع بونغو تحت الإقامة الجبرية مع إمكانية السماح له بالمغادرة في حالة إذا أراد مغادرة البلاد للعلاج.
وكشفت أنذاك العديد من التقارير، أن الجنرال بريس كلوتير أوليغي نغويما، تلقى تعليمه وتدريبه العسكري في المملكة المغربية، وبالضبط في الأكاديمية الملكية العسكرية بمدينة مكناس، حيث تخرج منها، ليعود إلى بلده وينضم إلى الدائرة المقربة من الرئيس عمر بونغو.
ووفق نفس المصادر، فإن نغويما، تم تعيينه بعد وفاة عمر بونغو، وتولي ابنه علي بونغو السلطة في البلاد، (تم تعيينه) كملحق عسكري في سفارة الغابون في العاصمة المغربية الرباط، وقد ظل عدة سنوات في ذلك المنصب قبل أن ينتقل إلى السينغال للقيام بنفس المهام في السفارة الغابونية.
وعاد نغويما إلى الغابون مرة أخرى في سنة 2018، وذلك تزامنا مع المرض الخطير الذي كان قد أصيب به علي بونغو، عندما تعرض لسكتة دماغيىة عجلت بنقله إلى المستشفى العسكري في العاصمة المغربية لتلقي العلاج، وقد تم ترقية نغويما في تلك السنة برتبة رئيس مكافحة التجسس في الحرس الجمهوري، ثم تمت ترقيته بعد 6 أشهر على لترؤس الحرس الجمهوري.
ووفق العديد من التقارير، فإن نغويما منذ تلك الفترة عمل مجهودات كبيرة لتعزيز قدرات الأمن الرئاسي، بزيادة عدد الأفرد المدربين، ومنذ ذلك الحين ظل غائبا عن الأضواء قبل أن يظهر من جديد على رأس قادة الانقلاب الذين أطاحوا بعلي بونغو.