البوليساريو مصدومة وتختار الصمت.. أنغولا غيرت موقفها من قضية الصحراء بعد أسابيع على استقبالها "سفير" الجبهة
التزمت جبهة البوليساريو الانفصالية الصمت تجاه التغير الحاصل في موقف أنغولا من قضية الصحراء، وذلك بعدما غير هذا البلد الذي كان من أكبر الداعمين للطرح الانفصالي، موقف بشكل رسمي ليسحب اعترافه بما يسمى "الجمهورية الصحراوية"، ويُعلن تأييد حل سياسي متوافق بشأنه برعاية الأمم المتحدة، في خطوة أفقدت الجبهة حليفا أساسيا في القارة الإفريقية.
ولم تتفاعل جبهة "البوليساريو" ولا الجزائر التي تحتضنها، مع الإعلان الذي وقعه وزير الخارجية الأنغولي تيتي أنطونيو، رفقة نظيره المغرب ناصر بوريطة، يوم 11 يوليوز 2023، والذي أنهت بموجبه لواندا عقودا من الدعم الصريح للجبهة داخل أروقة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، على الرغم من أن علاقاتها مع الجبهة الانفصالية كانت تبدو جيدة إلى أمد قريب.
وأنطونيو هو نفسه الذي استقبل يوم 17 أبريل الماضي القيادي في جبهة "البوليساريو" حمدي الخليل ميارة، بمقر وزارة الخارجية الأنغولية، باعتباره "سفيرا للجمهورية الصحراوية" لدى لواندا، أعقب ذلك بيان من الجبهة يتحدث عن أنه تم "التطرق إلى العلاقات الثنائية التي تربط البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها خدمة للشعبين الصحراوي والأنغولي".
وفي بداية 2022 عينت أنغولا لأول مرة "سفيرا" لها لدى ما يسمى "الجمهورية الصحراوية" والذي كان مقيما في الجزائر، وفي منتصف شتنبر من العام نفسه سافر زعيم "البوليساريو" إبراهيم غالي إلى لواندا بدعوة رسمية من أجل المشاركة في حفل تنصيب الرئيس الجديد جواو لورينسو، واستقبله وزير الخارجية الحالي.
وطيلة السنوات الماضية ظلت أنغولا، إلى جانب الجزائر وجنوب إفريقيا، أبرز ثلاث دول تتحدث بلسان جبهة "البوليساريو" داخل أروقة الأمم المتحدة، ولم تكن تتراءى أي إرهاصات لتغيير موقفها المدافع على ما كانت تسميه "استفتاء تقرير المصير" إلا في ماي الماضي، حين بعث الرئيس الأنغولي، جواو مانويل لورينسو، رسالة خطية للملك محمد السادس.
وكانت الخارجية المغربية قد أعلنت أن بوريطة استقبل السفير المتجول لجمهورية أنغولا، برناردو مبالا دومبيلي، حاملا رسالة إلى الملك محمد السادس من الرئيس الأنغولي، وأكد المسؤول الأنغولي على "ضرورة تعزيز علاقات الصداقة التي تجمع بين أنغولا والمغرب، البلدين الذين يمتلكان تاريخا مشتركا"، دون الكشف عن مضامين الرسالة.
وأنهت أنغولا دعمها للطرح الانفصالي رسميا يوم 11 يوليوز الجاري، حين أعربت عن تأييدها لحل سياسي قائم على التوافق للنزاع حول الصحراء، وذلك في بيان مشترك صدر من بالرباط، في ختام أشغال الدورة الثالثة للجنة التعاون المشتركة المغربية – الأنغولية، برئاسة بوريطة وأنطونيو، هذا الأخير الذي قال إن بلاده تشجع جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي، ستافان دي ميستورا، لإيجاد حل سياسي عادل، دائم، مقبول لدى الأطراف، وقائم على التوافق.