البيانات الضخمة BIG DATA
فعلا صار بمقدورنا اليوم إنتاج كمية هائلة ورهيبة جدا من المعلومات والتعامل معها بشكل إيجابي وسلبي
اليوم الإنترنيت يرسل للناس ملايين الإيميلات في ثواني، في اليوم الواحد تنتج المواقع التواصلية ملايير الصفحات من المعلومات، حيث أن هذه المعلومات تتزايد بشكل رهيب.. إلى حدود سنة 2003، كمية المعلومات الموجودة بالأنترنيت كانت تعادل حوالي 5 مليار كتاب، في سنة 2011 تم إنتاج نفس الكمية في يومين فقط وفي سنة 2013 أنتجت البشرية نفس الكمية في عشرة دقائق، فانظر إلى هذا التحول العملاق.
من أين تأتي هذه المعلومات وكيف تسجل وكيف تنتج؟
الكمبيوتر والأنترنيت، بما في ذلك الهواتف الذكية وغيرها من التكنولوجيات الجوالة. فكل المعلومات المسجلة في حواسبنا، مع من نتواصل، ماذا نشاهد… كل هذا الكم الرهيب من المعلومات مخزنة ومحفوظة في مجموعة من السيرفرات أو الخوادم حول العالم.
اليوم عن طريق GPS يمكن تحديد كل معطياتك تحركاتك، أصبح يمكن معرفة سلوكك بشكل تفصيلي بل حياتك الشخصية (الأماكن التي تزورها من مطاعم ومحلات، أين تقضي معظم وقت ومع من…)، فكل تحركاتك مسجلة، وكل معلوماتك تباع وتشترى فيما بين الشركات. فهناك تطبيقات نوافق عليها دون قراءة حتى محتوى ذلك التطبيق حيث أن ذلك التطبيقات تتيح لها جراء موافقتك متابعة كل تحركاتك ومعلوماتك الخاصة ولا يمكنك حتى متابعتها قانونيا لأنك وافقت منذ البداية على شروط تلك التطبيقات.
كيف يمكن الاستفادة من هذه المعلومات بطريقة إيجابية؟
هناك الكثير من الفوائد التي يمكن استخلاصها من هذا الكم الهائل للمعلومات، فمثلا إذا حللنا كل المعلومات الطبية (التحليلات أو أشعة، أي أدوية استعملت..) لذا الأشخاص حول العالم فنستطيع مسبقا أن نعرف نوع المرض وعلاقته بالجينوم بشري معين ومقارنته بمن يمتلك نفس الشفرة الجينية.. وبالتالي بإمكان المختبرات المختصة في صناعة الأدوية، أن تعالج مرض معين وتجد له لقاحا بأسرع وقت.
ليبقى السؤال لماذا لم تستغل كل هذه المعلومات خلال هذه الفترة التي تعرف انتشار وباء كورونا حول العالم؟ عن طريق نفس العملية التي يشتغل بها GPS يمكن تحديد المرضى ومتابعة تطور الوباء وبالتالي احتوائه ومعالجته بأسرع وقت وبطريقة أدق..