الجزائر تؤكد أن اعتقال صنصال مرتبط بتصريحاته حول المغرب.. ولائحة التهم تشمل "التشكيك في سيادة وحدود الجزائر وإنكار الأمة"
أكدت الجزائر، بشكل رسمي، أن اعتقال الكاتب لحامل للجنسية الفرنسية، بوعلام صنصال، له علاقة بتصريحاته حول اقتطاع أجزاء من الأراضي المغربية لضمها إلى الدولة الجزائرية الوليدة خلال فترة الاستعمار، حيث أوردت وكالة الأنباء الجزائرية أنه متهم بـ"التشكيك في استقلال وتاريخ وسيادة وحدود الجزائر، وإنكار وجود الأمة الجزائرية".
ونشرت الوكالة الرسمية مقالا بعنوان "صنصال.. اللوبي الحاقد على الجزائر"، تطرقت فيه إلى إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قلقه من اعتقال الكاتب الجزائري – الفرنسي، موردة "إن فرنسا الماكرونية الصهيونية تشجب توقيف صنصال في مطار الجزائر، لكنها لم تصرح للعالم عما إذا كانت لديها السيادة اللازمة التي تمكنها من اعتقال بنيامين نتنياهو إذا وطأت قدمه مطار شارل ديغول".
واعتبرت الوكالة أن رنسا، كان عليها أن "تدين" صنصال لمحاولته "إنكار وجود الأمة الجزائرية"، وتابعت أنه "مع كل موجة عداء ضد الجزائر, تتهم باريس الجزائر بكل الشرور, بينما تتصرف الجزائر دائما وفقا لمبدأ الثبات"، واصفة الجدل الدائر بخصوص اعتقال الكاتب المذكور بأنه "مسرحية شريرة".
ويعود اعتقال صنصال إلى تصريحات يربط فيها بين الأزمات المتوالية الحاصلة بين المغرب والجزائر، وبين قيام الاستعمال الفرنسي باقتطاع أجزاء من أراضي شرق المملكة وضمها إلى الأراضي الجزائرية قبل تأسيس الدولة هناك إثر الاستقلال سنة 1962.
وأوضح صنصال أن مناطق مثل تلمسان ووهران وبسكرة كانت في الأصل جزءًا من المغرب، قبل أن تضمها فرنسا إلى الجزائر خلال حقبتها الاستعمارية، مشيرا إلى أن الغرب الجزائري كان تاريخيا تابعا للإمبراطورية المغربية.
وحسب صنصال، فإن الجزائر طلبت دعم المغرب في نضالها من أجل الاستقلال عام 1954، مقابل وعد بإعادة الأراضي المقتطعة، مبرزا أن الجزائر نكثت بوعدها بعد الاستقلال، ما أدى إلى اندلاع حرب الرمال بين البلدين عام 1963.
لائحة الاتهامات التي جرى تحضيرها من طرف السلطات الجزائرية ضد صنصال ترتبط أيضا بوصفه المغرب بأنه دولة عظمى وإمبراطورية ممتدة على مدى أكثر من 12 قرنا، مقارنة بدولة الجزائر التي اعتبرها بلا هوية أو تاريخ واضح.
وكان الرئيس ماكرون قد أعرب عن قلقه البالغ حيال مصير الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال بعد فقدان أثره في الجزائر، مؤكداً عبر مقربين منه أن "أجهزة الدولة تعمل بلا كلل لتوضيح ملابسات قضيته"، كما شدد على "موقفه الراسخ في الدفاع عن حرية التعبير".