الجزائر تستعرض "عضلاتها العسكرية" في تدريب بمنطقة تندوف قبل شهر من انطلاق مناورات الأسد الإفريقي في المغرب
شرعت الجزائر في إجراء تداريب عسكرية باستخدام الذخيرة الحية في منطقة تندوف أمس الأربعاء، تحت إشراف رئيس أركان دفاع الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة، وذلك قبل أقل من شهر من انطلاق مناورات "الأسد الإفريقي" في المغرب، وهي المناورات التي تُعتبر الأكبر في قارة إفريقيا.
وقالت تقارير إعلامية موالية للنظام الجزائري، إن اختيار الجيش الجزائري لإجراء التداريب العسكرية في الناحية الثالثة بمنطقة تندوف، على مقربة من الحدود المغربية، لم يكن اختيارا اعتباطيا، في إشارة إلى استعراض الجزائر لعضلاتها العسكرية على المغرب في ظل التوتر القائم بين البلدين.
ويأتي هذا في وقت بدأت القوات المغربية تستعد لإجراء مناورات عسكرية في الصحراء في إطار تمارين "الأسد الإفريقي" التي سبق أن أكدت القيادة العامة المسلحة الملكية المغربية، أنها ستنطلق ابتداء من 20 ماي المقبل وستستمر إلى غاية 31 منه.
ووفق نفي المصدر، فإن مناورات "الأسد الإفريقي" المقبلة ستُجرى بمناطق أكادير، وطانطان، وطاطا، والقنيطرة، وبن جرير وتيفنيت، بشراكة مع القوات الأمريكية وقوات دولية أخرى، بهدف توطيد التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة، وتعزيز التبادل بين القوات المسلحة للبلدان المشاركة، والنهوض بالسلم والأمن والاستقرار بالمنطقة.
هذا وكشف التقرير الأخير لمعهد استكهولم الدولي لأبحاث السلام "SIPRI"، أن إنفاق الجزائر على التسلح شهد ارتفاعا كبيرا في سنة 2023، مقابل تراجع انفاق المغرب، مما يشير إلى وجود مخاوف جزائرية أكبر في إطار الصراع مع المملكة المغربية، وهو الصراع الذي يبقى سببه الرئيسي هو قضية الصحراء.
ووفق التقرير المذكور، فقد بلغ إجمالي إنفاق الجزائر والمغرب على الأسلحة العام الماضي إلى 23,5 مليار دولار، مما يُشكل أحد أسباب ارتفاع النسبة العامة لانفاق القارة الإفريقية على الأسلحة، وبالأخص من الجزائر التي سلجت وحدها إنفاقا بلغ 18,3 مليار دولار، جراء ارتفاع أسعار الغاز والنفط حسب تقرير معهد "سيبري".
وبخصوص شمال إفريقيا، فإن انفاق المغرب والجزائر عى التسلح يُمثل نسبة 82 بالمائة من إجمال إنفاق بلدان شمال القارة السمراء على شراء الأسلحة، علما أن القيمة المالية لانفاق المغرب على التسلح في العام الماضي بلغت 5,2 مليار دولار فقط، بتراجع بلغت نسبته 2,3 بالمائة.
ويبقى من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة الانفاق على التسلح بين المغرب والجزائر، هو التوتر السياسي والدبلوماسي القائم بين البلدين بسبب الصحراء المغربية، حيث تصر الجزائر على دعم جبهة البوليساريو الانفصالية، وهو الأمر الذي يرفضه المغرب ويعتبره محاولة جزائرية لضرب الوحدة الترابية للمغرب.
وبالنسبة للمغرب، فإن أبرز الموردين للأسلحة الذين تعتمد عليهم الرباط في اقتناء ما تحتاجه لترسانتها العسكرية، تقف على رأس القائمة الولايات المتحدة الأمريكية، بنسبة 69 بالمائة، تليها فرنسا بـ14 بالمائة، ثم إسرائيل في المرتبة الثالثة بنسبة 11 بالمائة، وفق تقرير المعهد المذكور.
وبخصوص الجزائر، فإن روسيا تبقى هي أول مورد للأسلحة إلى الجزائر بنسبة تصل إلى 48 بالمائة، ثم تليها ألمانيا بنسبة 15 بالمائة، ثم الصين بنسبة 14 بالمائة، وتتعلق هذه النسبة بالسنة الماضية حسب ما جاء في تقرير معهد "سيبري".
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :