الجزائر تُلغي مناوراتها مع روسيا على الحدود المغربية بعد التحذيرات الأمريكية.. وتبون يقترب من إلغاء زيارته إلى موسكو
أدى تلويح الولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات على الجزائر بسبب علاقاتها العسكرية مع روسيا، إلى إلغاء مناورات "درع الصحراء" التي كان يُنتظر أن تحتضنها ولاية بشار على الحدود المغربية خلال الفترة ما بين 16 و28 نونبر المنصرم، وذلك على خلفية ربط واشنطن بين ذلك وبين الحرب الروسية على أوكرانيا، الأمر الذي يفسر بيان وزارة الدفاع الجزائرية التي نفت تنظيمها دون الحديث عن مصيرها، وسط توقعات بإلغاء الرئيس عبد المجيد تبون زيارة مُنتظرة إلى موسكو.
وكشف تقرير لصحيفة "إل كونفيدينثيال" الإسبانية أن الجزائر بدأت تُبعد نفسها عن روسيا، البلد الذي يعد أحد حلفائها السياسيين والمورد الرئيس لها بالأسلحة، مبرزة أن وزارة دفاعها ألغت التدريبات العسكرية المشتركة و"الرمزية" التي كان من المقرر إجراؤها بمدينة حماكير التابعة لولاية بشار، على بُعد 50 كيلومترا من الحدود المغربية، والمخصصة لمناورات تتعلق بــ"مكافحة الإرهاب"، حيث كان يُفترض أن يشارك فيها 80 جنديا روسيا.
وتوقع التقرير أن يلغي الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون زيارة مُبرمجة سلفا إلى موسكو شهر دجنبر الجاري، والتي من المنتظر أن تشهد توقيع اتفاقية لـ"تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين"، علما أن هذه الزيارة مؤجلة أساسا منذ شهر يوليوز الماضي، ناقلة عن مصادر جزائرية قولها إن حديث السفير الروسي لدى الجزائر، فاليريان شوفاييف، عن إتمام الزيارة قبل نهاية العام الجاري "لن يتم الوفاء به".
وأوضحت "إل كونفيدينثيال" أن 3 أسباب تقف وراء إلغاء هذه الزيارة، أولها عدم فاعلية الأسلحة الروسية التي يستوردها الجيش الجزائري مقارنة بتلك المصنعة في الغرب، الأمر الذي أبرزته الحرب في أوكرانيا، وثانيها إضعاف موسكو كحليف سياسي، وثالثها إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على تقليص العلاقات الجزائرية الروسية، وذلك على الرغم من تقرير السفيرة الأمريكية في الجزائر، إليزابيث مور أوبين، من أهمية توقيع 27 عضوا في "الكونغرس" رسالة تطالب الإدارة الأمريكية بمعاقبة الجزائر بسبب اقتناء الأسلحة الروسية.
لكن في المقابل، أكدت السفيرة أنها طلبت من الجزائر تقليص وارداتها من الأسلحة الروسية، موردة أن "هذا الأمر مهم بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، وفي نفس الوقت الجزائر شريك مهم لها"، وقالت "لقد نصحنا الشركاء الذين يشترون الأسلحة من روسيا بتنويع مورديهم غير الروس، وسمعنا مسؤولين جزائريين يقولون إنهم التزموا بتنويع المشتريات الدفاعية"، علما أن الجزائر استبدلت بالفعل خطة لاقتناء بطارية صاروخية بحرية روسية مضادة للسفن من نوع 3K55 بأخرى صينية من نوع YJ-12E.
وفي أكتوبر الماضي قال فيدانت باتل، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن صفقات الأسلحة التي تجري بين الجزائر وموسكو "موضوع إشكالي جدا"، وأضاف أن أن دولة "مستمرة في دعم روسيا بخصوص حربها على أوكرانيا حاليا، وانتهاكها الجائر وغير القانوني لسيادتها ووحدة أراضيها تمثل مشكلة عميقة"، جاء ذلك على خلفية 27 مُشرعا أمريكيا من وزير الخارجية أنتوني بلينكن، بتطبيق عقوبات قانون "كاستا" الخاص بأعداء واشنطن على جزائر.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :