الجزر الجعفرية صارت تؤرق إسبانيا.. عشرات المهاجرين تسللوا إليها من الناظور
وجدت الحكومة الإسبانية نفسها خلال الأسابيع الأخيرة مجبرة على التعامل مع "موضة" جديدة للهجرة غير النظامية، ويتعلق الأمر بـ"التسلل" إلى الجزر الجعفرية التي تبعد عن مدينة الناظور بأقل من 4 كيلومترات، والتي تمت آخر عملية هجرة جماعية نحوها فجر اليوم الثلاثاء.
ومع اشتداد الحراسة على الحدود البرية التي تفصل مدينة مليلية المحتلة عن باقي التراب المغربي، أضحى المهاجرون غير النظاميون يلجؤون إلى الهجرة بحرا نحو الجزر الجعفرية التي يطالب المغرب باسترداد السيادة عليها، كما حدث اليوم حين تم اقتحامها من طرف نحو 60 مهاجرا في واحدة من أكبر عمليات الهجرة الجماعية في تاريخ هذا الأرخبيل.
واضطرت السلطات الإسبانية مرة أخرى إلى بعث سفينة إنقاذ لنقل المهاجرين غير النظاميين، الذين لم يتم الكشف عن جنسياتهم، نحو مدينة مليلية، حيث سينزل بالأرخبيل طاقم مكون من عناصر الشرطة الوطنية والحرس المدني بالإضافة إلى طاقم طبي مكون من عناصر الصليب الأحمر، وفق ما كشفت عنه وكالة "أوروبا بريس" للأنباء الإسبانية.
وتزايدت في الأسابيع الأخيرة عمليات اقتحام الجزر الجعفرية أو "إيشفارن" كما تسمى باللهجة الريفية المحلية، ففي 19 من شهر شتنبر الجاري تمكن شخصان يمنيان من الوصول إليها بواسطة قارب صيد، أما في 25 غشت الماضي فقد شهدت وصول أكبر عدد من المهاجرين في تاريخها، حين نزل فوق ترابها 68 شخصا من بينهم 41 امرأة و15 طفلا.
وبات المهاجرون غير النظاميين المستقرون بإقليم الناظور يفضلون التسلل نحو هذه الجزر باعتبارها "أراض إسبانية"، ما يعني أن سلطات هذا البلد الإيبيري ستجد نفسها مضطرة إلى نقلهم نحو مدينة مليلية أو إقليم الأندلس، غير أن الأمر لا يكون بهذه السهولة دائما.
ووفق "أوروبا بريس" فإن السلطات الإسبانية ترحب عادة بالنساء والأطفال وتقوم بنقلهم نحو مراكز الإيواء بمليلية، لكن بالنسبة للرجال والشبان الطين تجاوزا 18 عاما، فيتم التمييز بخصوصهم بين القادمين من دول تشهد نزاعات مسلحة على غرار المواطنين السوريين، الذين يتم استقبالهم، وبين القادمين لأسباب اقتصادية مثل مواطني جل دول إفريقيا جنوب الصحراء، وهؤلاء يتم إرجاعهم إلى المغرب.
وتحتل إسبانيا الأرخبيل المكون من 3 جزر (عائشة وآسني وإيدو) والمقابل لقرية "راس الما" بإقليم الناظور، منذ 1848، ورفضت بعد استقلال المغرب سنة 1956 إرجاعه إلى السيادة المغربية على غرار مدينتي سبتة ومليلية ومجموعة من الجزر بالقرب من سواحل الحسيمة، ولا تزال إسبانيا إلى الآن تقيم ثكنة عسكرية في جزيرة عائشة تضم نحو 200 جندي.