الحرب الروسية على أوكرانيا.. اختبار ميداني تُتابعه الرباط لتحديد نوعية صفقات التسلح "الناجحة" التي يمكن تزويد الجيش المغربي بها
شكّلت الحرب الروسية على أوكرانيا، اختبارا ميدانيا لتحديد فعالية العديد من الأسلحة، سواء تلك التي تصنعها روسيا، أو الأسلحة التي تصنعها الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، الأخيرة التي قدمت دعما هاما لكييف متمثلا في العديد من امدادات السلاح.
ومنذ أن شنت موسكو حربها على أوكرانيا قبل عامين، أبرم المغرب العديد من صفقات التسلح، وكان تركيز الرباط في الصفقات الأخيرة على نوعية الأسلحة التي أثبتت نجاحها وفعاليتها في الحرب الروسية – الأوكرانية، ما يشير إلى أن الجيش المغربي يُتابع عن كثب تطورات المواجهات العسكرية بين الطرفين.
وفي هذا السياق، أدى استعمال أوكرانيا للمسيرات عن بعد، لتنفيذ ضربات محددة ضد روسيا، إلى التأكيد على أهمية المسيرات في الحروب في السنوات الأخيرة، وهو ما دفع بالمغرب إلى تعزيز أسطوله من طائرات "الدرون" العسكرية، عبر صفقات مع تركيا والصين والولايات المتحدة في السنتين الأخيريتين.
كما أن من بين الأسلحة التي أبانت عن نجاعة كبيرة في الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا، هي منظومة صواريخ "هيمارس" الأمريكية، التي يستعملها الجيش الأوكراني ضد الروسي، الأمر الذي دفع بالرباط إلى توقيع صفقة مع واشنطن للحصول على هذه المنظومة، وقد وافقت الولايات المتحدة العام الماضي على هذه الصفقة.
وتتعلق الصفقة بشراء 18 قاذفة صواريخ M142 عالية الحركة من طراز (HIMARS) مع 40 من أنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش (ATACMS)، و36 من أنظمة إطلاق صواريخ متعددة موجهة، و36 رأسا حربيا بديلا لأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة (GMLRS)، وتسع مركبات متعددة الأغراض عالية القدرة على التنقل (HMMWV).
هذا قد كشف بلاغ نشرته وزارة الدفاع الامريكية يوم الثلاثاء الماضي، أن وزارة الخارجية وافقت على صفقة بيع عسكرية محتملة لفائدة المملكة المغربية، تتعلق بمنظومة صورايخ "Javelin"، وهي منظومة صاروخية أخرى أثبتت نجاعتها في الحرب القائمة بين موسكو وكييف، حيث يستخدما الأكرانيون ضد الدبابات الروسية، وقد غيّرت الكثير من الواقع الميداني لصالح أوكرانيا.
وتتعلق الصفقة باقتناء المغرب 612 قذيفة FGM-148F من طراز Javelin، و200 وحدة إطلاق، إضافة إلى العديد من المعدات العسكرية الأخرى المرتبطة بهذا النظام الصاروخي، مثل قطع الغيار ومعدات المساعدة التقنية والدعم الوجيستي والتدريبي، وكلها من صنع شركة "لوكهيد مارتين" وشركة "RTX Corporation".
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، أن هذذا البيع سيساهم في تحسين القدرة الدفاعية طويلة الأجل للمغرب للدفاع عن سيادته وسلامة أراضيه وتلبية متطلبات الدفاع الوطني. ولن يواجه المغرب أي صعوبة في استيعاب هذه المعدات في قواته المسلحة.
هذا ويُتوقع أن يقوم المغرب في الشهور المقبلة بتوقيع صفقات تسلح جديدة مع العديد من المزودين الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، ويُتوقع أن تكون الأرضية الأساس لتوقيع هذه الصفقات هي المراجعات الميدانية لفعالية بعض الأسلحة في الحرب الروسية الأوكرانية.