الحزب الحاكم في إسبانيا يمنع رفع أعلام جبهة "البوليساريو" الانفصالية في تجمعاته الانتخابية

أثار الحزب الاشتراكي العمالي "PSOE" الحاكم في إسبانيا، غضبا عارما في صفوف الموالين لجبهة "البوليساريو" الانفصالية في إسبانيا، بسبب رفضه ومنعه لرفع أعلام الجبهة خلال الحملات الانتخابية التي يقوم مرشحو الحزب حاليا في إسبانيا تزامنا مع اقتراب الانتخابات البلدية.

وتعرض موالون لجبهة "البوليساريو" للمنع من رفع أعلام الجبهة في ثلاث تجمعات انتخابية للحزب الاشتراكي العمالي الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الإسباني الحالي، بيدرو سانشيز، آخرها في مدينة بورغوس، حيث تم منع موالين للجبهة الانفصالية رفع أعلامهم في التجمع الانتخالي التابع لحزب "PSOE"، قبل أن يشرع الموالون لـ"البوليساريو" باتهام حكومة سانشيز بالموالاة إلى المغرب.

وأظهرت الحوادث الثلاثة المتعلقة بمنع رفع أعلام "البوليساريو" في التجمعات الانتخابية للحزب الحاكم في إسبانيا، أن الأخير له تعليمات بعدم قبول رفع أعلام الجبهة المذكورة في تجمعات الحزب الانتخابية ، تماشيا مع موقف الحكومة بقيادة سانشيز الداعم للمغرب في قضية الصحراء عبر دعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية لحل النزاع تحت سيادة المغرب.

وكانت الحكومة الإسبانية قد أعلنت في مارس 2021 عن موقفها الجديد بدعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية لحل نزاع الصحراء، في رسالة كان قد وجهها بيدرو سانشيز إلى العاهل المغربي محمد السادس، وكان ذلك بداية لطي صفحة أزمة ديبلوماسية بين البلدين دامت حوالي سنة، بعدما كانت إسبانيا قد قررت بشكل سري استقبال زعيم "البوليساريو" في أواخر أبريل 2020 لتلقي العلاجات من إصابته بفيروس كورونا.

وكان خبر دخول زعيم "البوليساريو" إلى إسبانيا قد تسرب إلى الصحافة، مما تسبب في أزمة ديبلوماسية بين الرباط ومدريد، حيث اعتبر المغرب أن قبول إسبانيا بدخول زعيم انفصالي إلى أراضيها هو ضرب لعلاقات حسن الجوار بين البلدين، ولم تنته الأزمة إلا بعد إعلان مدريد تغيير موقفها من قضية الصحراء واتخاذ موقف مساند للرباط.

وترى الحكومة الإسبانية بقياد بيدرو سانشيز، بأن مبادرة الحكم الذاتي المغربية، هي مبادرة عادلة وذات مصداقية لحل نزاع الصحراء، بعدما طال أمد هذا الصراع، وهو موقف يتماشى مع مواقف العديد من البلدان الأخرى التي أعلنت دعمها لهذه المبادرة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبلدان أخرى مثل ألمانياز

ومنذ إعلان إسبانيا هذا الموقف الجديد، لم تتوقف الأبواق المساندة لجبهة "البوليساريو" التي تنتشر بكثرة في شبه الجزيرة الإيبيرية، عن إعلان انتقاداتها الشديدة لحكومة سانشيز، متهمة إياه بالتخلي عن "حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره"، وتعتمد على أطراف سياسية معارضة لسانشيز لزيادة الضغط على الحكومة الحالية بهدف أن تتراجع الأخيرة عن موقفها.

ويرى متابعون للعلاقات المغربية الإسبانية، أن تراجع مدريد عن موقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء، هو أمر صعب التحقيق، في ظل قطع البلدين لمراحل متقدمة لتثبيت شراكتهما الجديدة وتقوية العلاقات الثنائية، خاصة أن أي تراجع إسباني في ملف الصحراء يعني مباشرة عودة الأزمة الديبلوماسية بقوة بين الطرفين، وستكون إسبانيا هي الطرف الأكثر تضررا في ظل اعتمادها على المغرب في العديد من مجالات التعاون، كالأمن والهجرة والمبادلات التجارية وغيرها.