الحكومة تعلن الوصول إلى مرحلة الإنتاج في حقل تندرارة للغاز الطبيعي.. والاستثمارات قاربت 30 مليار درهم خلال 22 سنة
كشفت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، أمس الجمعة، في جواب على سؤال برلماني حول حصيلة التنقيب عن النفط والغاز بالمغرب، إن مرحلة الإنتاج التي تهم اكتشافات منطقة تندرارة التي تمت بشراكة مع شركة "ساوند إنيرجي" البريطانية، ستنطلق على مرحلتين، مبرزة أن الاستثمار في مجال اكتشافات الطاقة منذ سنة 2000 بالمغرب قارب 30 مليار درهم.
فبخصوص حوض الصويرة، قالت بنعلي إن إنتاج الغاز والغاز المكثف من هذا الحوض بدأ منذ ثمانينات القرن الماضي ولازال الإنتاج مستمرا برخصة الامتياز "مسقالة"، ويتم نقل الغاز المنتج في هذا الحوض إلى المركز المنجمي للمجمع الشريف للفوسفاط باليوسفية لتلبية الاحتياجات الطاقية لوحدات تجفيف وكلسنة الفوسفاط كما يتم بيع المكثفات إلى المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.
أما في منطقة تندرارة، فقد قامت شركة شركة "ساوند إينرجي" بحفر آبار استكشافية، واعتمادا على أشغال مسح ومعالجة واستقراء بيانات الاهتزازات الثلاثية الأبعاد اثنتان منها أكد وجود الغاز الطبيعي، حسب تأكيدات الوزيرة، وبناء على هذه النتائج المشجعة تم منح امتياز الاستغلال تندرارة في غشت 2018 لتطوير مكمن الغاز وسينطلق إنتاج هذا الاكتشاف عبر مرحلتين.
المرحلة الأولى، حسب توضيحات بنعلي، تعتمد على تنفيذ مشروع صغير للغاز الطبيعي المسالLNG ، وفي المرحلة الثانية تزويد المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بالغاز عبر خط أنابيب المغرب العربي – أوروباGME ، بعد إنجاز مشروع خط أنبوب طوله 120 كلم يربط بين الحقل والخط المغاربي الأوروبي، مشيرة إلى أن أشغال تطوير حقل تندرارة من قبل المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن بشراكة مع "ساوند اينيرجي" متواصلة .
وتحدثت المسؤولة الحكومية عن منطقة العرائش البحرية أيضا، حيث قام المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن وشريكه شاريوت بعد إنجاز الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيائية بحفر بئر استكشافية في عرض سواحل العرائش وذلك بين الفترة الممتدة من منتصف شهر دجنبر 2021 حتى منتصف شهر يناير من السنة الحالية 2022، وقد أبانت نتائج عملية الحفر وما تلاها من استخلاص بيانات أولية عن وجود إمكانات غازية بهذه المنطقة.
أما بالنسبة للمناطق الأخرى، فقالت بنعلي إن المكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن وشركاؤه يواصلون مجهودات التنقيب بها، إذ يتم إنجاز دراسات جيولوجية وجيوفيزيائية معمقة، من أجل تقييم وتثمين المؤهلات النفطية للأحواض الرسوبية المغربية، ويتعلق الأمر بالمناطق البرية كرسيف، وسيدي مختار وكذا المناطق البحرية موكادور انزكان طرفاية والداخلة.
كما أن المكتب، وفق بنعلي، يقوم بدراسات جيولوجية وجيوفيزيائية تقييمية بإمكانياته الذاتية بكل من المقاطع البحرية الأطلسية لطنجة طرفاية وطرفاية الكويرة والبحر الأبيض المتوسط، وكذلك بالمناطق البرية الراشيدية والعيون وبوجدور والزاك، وكنتيجة لهذه الأشغال وللاستراتيجية المتبعة من طرف المكتب من أجل استقطاب عدد مهم من الشركاء تم استثمار ما مجموعه 29,4 مليار درهم ما بين سنة 2000 وسنة 2022 في مجال التنقيب عن الهيدروكاربورات 96 في المائة منها ممولة من طرف الشركاء.