الحِماية.. من كمّاشةِ الإقطاع!

 الحِماية.. من كمّاشةِ الإقطاع!
أحمد إفزارن
الجمعة 23 غشت 2019 - 3:46
  • أهذه "نُخبة" يُمكنُ الاعتمادُ عليها؟
    أليسَت بهذه الصّيغة، وهذا التّوجّه، مُتهوّرةً إلى أقصَى الحُدود؟ ألا تُشكّلُ خَطَرًا على نفسِها، وعلى غيرِها، وعلى كلّ البلد؟
  • وعلى مَفاصيلِ الدّولة؟!
    "نُخبةٌ" ظاهِرُها مَسؤول..
    وباطِنُها لامَسؤول..
    تتَصرّفُ بِاستِهتار، وكأنها هي وحدَها في البلاد!
    ولا تُعيرُ اعتبارا لأحد، ولا للمَخاطرِ المُحدِقةِ بنا، مَحلّيّا وإقليميّا ودَوليّا..
    لا تَحسِبُ حِسابًا للسّلامةِ العامّة..
  • وسلامةُ البلد، من سَلامةِ أبناءِ وبناتِ البلد!
    هذه "النّخبةُ" لا تُريدُنا إلاّ كَما كانَ آباؤُنا وأجدَادُنا، في العَهدِ الاستِعماري، تحتَ إقطاعيّةٍ مُتواصِلة..
  • مُمتَدّةٍ من الماضي إلى الحاضر، ومُتَطلّعةٍ إلى المُستَقبل..
    إقطاعيّةٌ يسُودُها الجهلُ والفَقر.. وسيّاسةُ "مَدّ اليَد".. وتحويلِ مُجتمعِنا إلى مُتسَوّلين…
  • وقُطّاعِ الطّريق!
    "النّخبةُ" مُتَواطئةٌ على "العَدالةِ الاجتماعية"..
    وفي الصفّ الأوّلِ لهذه النّخبَة: أحزابٌ هَرِمَة، وإداريّة، وبُرجوازيّة، ومن "تُجّار الدين"، وغيرِ هذه الأشكالِ والألوان…
  • يُقالُ فيها: إنها أحزابٌ سياسيّة!
    وهذه بالذات، هي رأسُ الحِربَة..
    وعندما تَقعُ بين السّندَانِ والمِطرَقة، تراها تُخبرُ بعضَها أنّ "أعداءَ" يتَكالبُون عليها في الخَفاء.. وتُردّدُ أنّ خلفَ السّتارِ "عَفاريتَ وتماسيحَ" تَنصِبُ لها الأفخاخ، كي لا تَنجَحَ في عَملِها..
    وهي هكذا دائما.. في خطاباتِها عَدُوٌّ يَحبِكُ لها مُؤامرات..
    ويبقَى السّؤال: أين هُم أعداءُ "النّخبة" السياسيّة"؟
    هل في الخارج؟ ام الدّاخل؟
    ومن هُم هؤلاء؟ لماذا لا تَذكُرُهم بالاسمِ والصّفة؟
    ولماذا لا تُقدّمُ لناخِبِيها الدّليلَ القاطِع؟
  • البيّنةُ على مَن ادّعَى!
    فما هي هذه "التّماسيحُ والعفاريت"؟
    وما أسماؤُها الحقيقية؟
    وهل لها مسؤولياتٌ في هَرمِ الدولة؟
    من هُم هؤلاء الذين تَزعُمُ "النّخبةُ" أنها هي تُعرقِلُ عَملَها السّياسي والاقتصادي والاجتِماعي والثقافي؟
    نحنُ لا نَفهمُ اللغةَ الفَضفَاضةَ الغامضة..
    وإذا كانت هناك "حقائق"، فما الدليل؟
    ولماذا لم تَبُح بإثباتاتِها؟
    ولماذا لم تُقدّم الاستقالةَ من مَهامّها الحِزبية والحُكومية والبرلمانية وغيرِها؟
    ولماذا تَشَبّثَت قياداتُها بالمَناصِب؟
    ولماذا ما زالت تتَلَقّى رَواتبَ فخمة، وامتيازاتٍ مُتعدّدة، حتى وهي في سنّ التّقاعُد؟
    وما خلفياتُ هذه المُلتَقَيات المُتتَالية مع أكابِرِ "المَخزَن"؟ ألم يَتَمَخزَن قادةُ الأحزاب؟ والنّقابات؟
    أليس كلُّ مُقرّبِيهِم مُتمَوقِعِين في مَناصبَ عُليا؟
    وهذا واقعٌ له مَدلُول.. والمدلُولُ استِمراريةُ "النّخبة" في مَواقعِ السلطة!
    وانتِقالُ كيفيّةِ مُمارسةِ "اللّعبَة السياسيّة" بين النّخبةِ والحُكم، منذ الاستقلال إلى الآن..
    وهذا لعِبٌ لا يَعتَمِدُ على كفاءة، أو شرعيّةٍ ديمقراطية..
    هناك مِقياسٌ آخرُ تُتقِنُه "النّخَب"..
    و"النّخَبُ" قد أحرَقت كلّ أوراقِها..
    مع "التّماسيح"، وغيرِها، والأغلبيةِ الساحِقةِ من أبناءِ المُجتمع..
    وقد استَنفَدَت ما تَبَقّى من شَعبِيّتِها..
    ولم تَعُد لها شعبيّة..
    ليست لها أدنَى شعبية..
    ولا يُمكنُ أن تفُوزَ في أيةِ انتخاباتٍ قادِمة، إلا إذا زوّرَتها تَماسيحُها..
    أحزابٌ لم يعُد لها أفُق..
    ولا قُدرة على اختِلاقِ أكاذيبَ جديدة..
  • انتهَى زمنُ العَبَث!
    ولم تَعُد قادرةً على تَجاوُزِ عُقودٍ ظلاميّةٍ طالما سَوّقَت خلالَها أكاذيبَ في أسواقِ البلد، أُفُقيّا وعَمُوديّا، وفي الداخلِ والخارج..
  • ويَرحمُ اللهُ شُهداءَ "تَزمامارت"، وسَنواتِ الرّصاص، "ودار برِيشَة"، و"دار المُقرِي"، ومَدَنِيّي 1958 بالرّيف، وكُلّ شُرفاءِ البلد…
    لقد باعَتهُم فئاتٌ "نِضاليّة" ما زال بينَها إلى الآن من يَقطِفُون الثّمار..
    وبَلدُنا قد طَوَى صفحةً سَوداءَ من تاريخِنا: ففي أواخرِ التّسعِينات، كانت مُبادرةٌ مَلَكِيّةٌ تتَمَثّلُ في تشكيلِ "هيئةِ الإنصافِ والمُصالحة" وما رافَقَها من "جَبرِ الضّرَر"..
  • كانت مُبادرةً تاريخية..
    ثُمّ جاءَت "حركةُ 20 فبراير"..
    ورَكِبَت نفسُ الأحزابِ الوُصُوليةِ على ظهرِها..
    ومعها برَزَ حِزبُ "تُجّارِ الدّين"..
    وأصبَحنا في البلد، حوالي 40 حزبا، وجُلّها في الظاهرِ مُختَلِفة، وفي الباطنِ مُتّفِقة..
  • مُتّفِقةٌ على ماذا؟
    على إغلاقِ الأبوابِ على "الحُقُوق الاجتماعية"، ومنها تطويقُ الجهل، والفقر، والمَرَض، والبِطالة، وغيرِها…
    وتَراجَعَ بلدُنا إلى الخَلف، على كلّ المُستَويات..
    وتَراجَعت الحُرّيات..
    وارتَدّت الصحافةُ والإعلام..
    وكثُرت الإشاعات..
    وانتَشرت السّجون..
    وارتفعت الدّيونُ الداخليةُ والخارجية..
    وازدادَ الفُقراءُ فقرًا..
    وخَرجَ شبابُنا إلى شوارعِ الاحتِجاجات..
    واتّفقت "الأغلبيةُ الحكومية" على الزّجرِ والحَبس..
    ووقَع في البلد، ما لم يَقَع من قبل..
    مُظاهراتٌ في كل مكان..
    والأحزابُ موقفُها واضِح: ضِدّ المُجتَمع.. مع مَزيدٍ من القَمع!
    وأصبَحت الأحزابُ مَكروهةٌ في كلّ البلد..
    واتّضحَ للجمِيع أن هذه ما كانت أحزابا مُنبثِقةً من الشعب..
    هي شبَكاتٌ تَسَلّقَت إلى الحكومة..
    ورفَعت الجهلَ والفَقر، سياسةً عامّة..
    وانحَرَفَت "الأغلبيةُ السياسية"..
    وهذه بالذّات، هي الأحزابُ الكُبرى التي وصَفَت سُكانَ الرّيفِ بالخَوَنَةِ والانفِصاليّين..
    وساهَمت نفسُ الأحزاب - كلٌّ بطريقتِها - في اغتيالِ التعليم، والصّحة، والشّغل، وغيرِها من أساسياتِ استِقرارِ البلد..
    أحزابٌ ما زالت تُحاربُ فينا مَلَكةَ الفِكر.. والتّفكير.. والإبداع.. والابتكار.. ومُجتمَعَ المعرِفة!
    لا نُريدُنا أن نتَعلّم..
    ولا أن نُعلّمَ أبناءَنا وأحفادَنا..
    وهذا ما يُفسّرُ اختلاقَها لنِقاشاتٍ هامِشيّة، بعيدةٍ عن صُلبِ المَطالبِ الاجتماعيةِ المشروعة..
    أحزابٌ تُحارِبُ أيةَ مشرُوعيةٍ ديمُقراطيّةٍ في بلدِنا، وعلى رأسِها المشروعيةُ المَعرِفيّة المَهاراتيّة..
    وقد هشّمَت، عبر مسؤولياتِها الحِزبية والحكُومية والبرلمانية، كلَّ القطاعاتِ الحيويّة للبلد.. فما النتيجة؟ وإلى أين هي تَقُودنا؟ وماذا يَتَبَقّى أمامَها، بعد تخريبِ كلّ القطاعات الأساسيّة في ربُوع بلدِنا؟
    أحزابُنا لم تُبْقِ أمامَ جَشَعِها إلاّ مَفاصِيلَ الدولة..
    لم تَستَثنِ أيَّ قِطاعٍ من القِطاعات..
    وقد وجَبَت حِمايةُ البلد…
  • من كمّاشةِ الإقطاع!
    [email protected]

 الجزائر.. وأزمة هُوية سَحيقة

انحدر النظام الجزائري إلى حفرة عميقة من التاريخ للبحث عن هوية مفقودة، يبني بها شرعيته كنظام قتل 250 ألف جزائري في العشرية السوداء (2002-1991). وهو ذات النظام الذي يبحث، أيضا، ...

استطلاع رأي

من تُرشح ليكون أفضل لاعب مغاربي لسنة 2024؟

Loading...