الرئيس التنفيذي لقطاع الصواريخ بشركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية يقود وفدا إلى المغرب لتعزيز الشراكة الاستراتيجية وبحث فرص الاستثمار في قطاع الدفاع
زار وفد رفيع المستوى من شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية، بقيادة تيم كاهيل، الرئيس التنفيذي لقطاع الصواريخ والتحكم الناري، المملكة المغربية مؤخرا، بهدف استكشاف فرص الشراكة وتعزيز التعاون الصناعي بين الجانبين في قطاع الدفاع، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الشركة والمغرب.
وحسب بلاغ توصلت به "الصحيفة، فإن هذه الزيارة تأتي ضمن استراتيجية الشركة لتوسيع أعمالها الدولية، مع التركيز على الشراكات التي تعزز التنمية المحلية، وقد جرى تنظيمها بالتنسيق مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات (AMDIE)، عقب مشاركة "لوكهيد مارتن" في معرض مراكش الدولي للطيران في نونبر الماضي.
ووفق المصدر نفسه، فإن هذه الزيارة تهدف إلى استكشاف إمكانيات المغرب كمركز استراتيجي للصناعات الدفاعية والطيران في المنطقة، حيث جال الوفد في عدد من المنشآت الصناعية المتطورة بمدينة طنجة، بما في ذلك مرافق شركة Eaton-Souriau طنجة، الشريك الراسخ في سلسلة التوريد التابعة لـ"لوكهيد مارتن"، وشركة Ausare التابعة لمجموعة ميكاكروم، حيث تجري مناقشات لاستكشاف فرص تعاون مستقبلي.
وفي تصريح له، أكد تيم كاهيل أن "العلاقة التاريخية التي تربط شركة لوكهيد مارتن بالمغرب منذ خمسة عقود تعكس الالتزام المشترك بتعزيز القدرات الدفاعية، ودعم التنمية الاقتصادية المحلية، وإيجاد فرص عمل جديدة".
وأضاف المسؤول ذاته "إننا نفخر بمواصلة تقوية شراكاتنا في المغرب ونتطلع إلى توسيع نطاق حضورنا، في وقت تتضافر فيه جهودنا لدعم الأولويات الدفاعية والأمنية للمملكة بالتزامن مع إيجاد فرص العمل واستقطاب استثمارات جديدة إلى المنطقة".
واشار البلاغ إلى أن الشراكة بين المغرب و"لوكهيد مارتن" تعود إلى سنة 1974، عندما زودت الشركة المملكة بأول طائرة من طراز C-130H ومنذ ذلك الحين، تطورت هذه العلاقة لتشمل أنظمة متقدمة مثل طائرات إف-16 ومروحيات سيكورسكي، بالإضافة إلى تأسيس مشروع Aero Maroc (MAM) لخدمات الصيانة والإصلاح والعَمرة للطائرات.
وأشار جوزيف رانك، الرئيس التنفيذي للشركة في السعودية وأفريقيا، إلى أهمية المغرب كشريك استراتيجي للشركة، مؤكدا على أن الزيارة تسلط الضوء على الإمكانات الكبيرة للصناعة المغربية في دعم المنظومة الدفاعية للشركة على المستوى العالمي.
وتلعب شركة Eaton-Souriau طنجة دورا محوريا في دعم أنظمة "لوكهيد مارتن"، من خلال إنتاج مكونات حيوية في قطاع الطيران، وقد أشار البلاغ إلى أن هذا التعاون يعكس نجاح الشراكة في تعزيز القدرات الصناعية المحلية، وخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في المملكة.
وتسعى "لوكهيد مارتن" إلى توسيع نطاق استثماراتها في المغرب، حيث تعتبر المملكة قاعدة متقدمة لدعم أعمالها العالمية، خصوصا في ظل الجهود المبذولة لتعزيز قدرات التصنيع المحلي وجعل المغرب مركزا إقليميا للصناعات الدفاعية والطيران، وتلتزم الشركة بتقديم أحدث التقنيات الدفاعية التي تسهم في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة. ويأتي هذا في إطار رؤيتها لتعزيز الابتكار وتطوير تقنيات تلبي احتياجات المستقبل.
جدير بالذكر أن مساعي شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية، تتماشى مع المخطط المغربي الهادف إلى التأسيس لصناعة دفاعية في المملكة خيث صادق مجلس الحكومة، مؤخرا على مشروع مرسوم يهدف إلى تعديل المرسوم الصادر في يونيو 2018، الذي ينظم الأنشطة الصناعية المستفيدة من الإعفاء الضريبي المؤقت، ويوسع المشروع الجديد قائمة الأنشطة ليشمل شركات تعمل في صناعة العتاد الدفاعي مثل الأسلحة والذخيرة، ما يعكس الاهتمام المتزايد للمغرب بتطوير هذه الصناعات.
وبهذه الخطوة، يسعى المغرب إلى مواصلة مساعيه لتطوير صناعة دفاعيىة محلية عبر جذب الاستثمارات الأجنبية في قطاع الدفاع، حيث تعد هذه الصناعات ضرورية لتعزيز قدرات الجيش المغربي، وتوفير احتياجاته من المعدات الحديثة، وقد أوضح الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، مصطفى بايتاس، أن المشروع يهدف إلى توفير دعم مالي لهذه الشركات عبر تخفيض العبء الضريبي.