السلاوي يُقر باتهامات التحرش الموجهة إليه ويُقرر الانسحاب من جميع "أدواره المهنية"
أقرّ العالم المغربي المتخصص في اللقاحات، البروفيسور منصف السلاوي، بالاتهامات التي وُجهت إليه من طرف شركة "GlaxoSmithKline" الأمريكية المتخصصة في الأدوية، أمس الأربعاء، والتي تتحدث عن قيامه بالتحرش الجنسي بإحدى الموظفات منذ عدة سنوات.
ووفق مصادر إعلامية أمريكية، فإن موظفة تعمل بذات الشركة التي كان يشتغل فيها السلاوي لمدة 30 سنة، كانت تقدمت بشكاية لإدارة الشركة تتهم فيها منصف السلاوي بالتحرش الجنسي بها في حادثة وقعت منذ سنوات، وقالت الشركة أن التحقيقات التي تم إجرائها بشأن هذه الاتهامات تم التيقن منها، ليتم الإعلان في بلاغ رسمي أمس الأربعاء بإقالة البروفيسور منصف السلاوي من منصبه كرئيس مجلس إدارة شركة "Galvani Bioelectronics" المملوكة لشركة "غلاغسو سميث كلاين".
وقال السلاوي في بيان أصدره في ساعة متأخرة من أمس الأربعاء، بأنه يُقر "ببالغ الأسف" بالبيان الذي صدر عن شركة جلاكسو سميث كلاين، وقرارها بفصله من منصبه كرئيس مجلس إدارة "جالفاني بيوإلكترونيكس" مضيفا بأن "لديه أقصى دراجات الاحترام لزملائي وأشعر بالفزع لأن أفعالي وضعت زميلا (يقصد الموظفة المشتكية) في موقف غير مريح".
وأضاف السلاوي في هذا السياق،"أود أن أعتذر دون تحفظ للموظفة المعنية وأنا آسف بشدة لأي ضائقة سببتها"، قبل أن يُعرب عن اعتذاره لزوجته وعائلته عن الألم الذي حدث بسبب هذه الواقعة، واعدا بأن يعمل بجد من أجل تخليص نفسه مع كل أولئك الذين أثر عليهم هذا الوضع حسب تعبيره.
وأشارت الصحافة الأمريكية، أن البروفيسور المغربي، منصف السلاوي، اتخذ قرارا بإنهاء جميع أدواره المهنية في الشركات الصحية الأخرى التي يشتغل معها أو يرتبط معها، وليس فقط شركة "غالفاني" التي كان يرأس مجلس إدارتها.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن منصف السلاوي عمل في الشركة الأمريكية غلاكسو سميث كلاين لعدة عقود، وقد تولى منصب الرئيس الأول في قسم اللقاحات، قبل أن يتولى منصب رئيس مجلس إدارة شركة "غالفاني بيوإلكترونيك"، ويعود له الفضل في اختراع 14 لقاحا خلال 10 سنوات.
وكانت الإدارة الأمريكية، بقيادة دونالد ترامب، كانت قد كلفت البروفيسور المغربي والأستاذ الجامعي بجامعة هارفرد، منصف السلاوي، بقيادة الأبحاث المتعلقة بمحاولة الوصول للقاح ضد فيروس "كوفيد 19"، وذلك في ماي الماضي.
ونجحت عملية "وراب سبيد" التي كان يشرف عليها السلاوي في طرح لقاحين ضد فيروس كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية في ظرف شهور معدودة من انطلاقها.
ويعد السلاوي المزداد بمدينة أكادير سنة 1959، والذي تابع دراسته بالمغرب إلى حين حصوله على الباكالوريا، أحد أبرز علماء المناعة على مستوى العالم، وسبق أن درَّس الطب بجامعة بروكسيل ثم بكلية الطب بجامعة هارفرد وجامعة "تافتس" المتخصصة في الدراسات الطبية ببوسطن.
وساهم للسلاوي خلال مشواره العلمي في اكتشاف عشرات اللقاحات المناعية لفيروسات خطيرة ومتطورة، حصلت على اعتماد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وسيكون الآن على رأس الفريق الذي يعتمد عليه الرئيس الأمريكي للوصول إلى لقاح ضد كورونا خلال السنة الجارية.