الصين توجه صفعة جديدة لـ"حليفتها" الجزائر.. وقعت عقدا مع مالي لتسليح جيشها في مواجهة الانفصاليين المدعومين من "المرادية"
قررت الصين، التي تستضيف حاليا منتدى التعاون الإفريقي الصيني، كسر الحصار المفروض على مالي بخصوص مبيعات الأسلحة، وتوقيع اتفاقية عسكرية معها تتضمن التسليح والتدريب، على الرغم من أن ذلك يتعارض مع مصالح الجزائر، حليفتها المغاربية.
وبعد أن وجهت بكين ضربة دبلوماسية للجزائر، حين رفضت توجيه الدعوة لقيادة جبهة البوليساريو" الانفصالية لحضور المنتدى، باعتبار أنها لا تعترف بالكيان الانفصالي، أضافت لذلك خطوة جديدة حين وقعت شركة "نورينكو" الصينية اتفاقية دفاعية مع باماكو.
ووقعت الشركة العسكرية الصينية الاتفاقية مع المجلس العسكري الانتقالي، الذي يعيش أزمة دبلوماسية مع قصر المرادية، والذي يشن حاليا حربا على الكيانات الانفصالية بمنطقة أزواد شمال البلاد، غير بعيد على الحدود مع الجزائر، المتهمة من طرف مالي بدعم تلك المجموعات المسلحة.
ويتضمن العقد، الذي وقعه في بكين من الجانب المالي، وزير الدفاع ساديو كامارا، الحصول على معدات عسكرية والتدريب ونقل التكنولوجيا في مجالات الدفاع الرئيسة، وفق ما أعلن عنه المجلس العسكري الانتقالي الحاكم بشكل رسمي.
وأكد كامارا أن بلاده تلقت بالفعل معدات عسكرية من الصين عبر شركة "نوريكو"، حتى قبل دفع أموالها، وذلك في ظل الحظر المفروض عليها إقليميا من طر المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، مبرزا أن الطرفين تمكنا الآن من تسوية تعاقدهما.
وقام الرئيس الفعلي للبلاد ورئيس المجلس العسكري، العقيد أسيمي غويتا، الذي يشغل أيضا منصب القائد العام للقوات المسلحة المالية، بتفقد الأسلحة والمعدات التي توصلت بها بلاده من الصين، بما يشمل مركبات مدرعة وطائرات مسيرة عن بُعد.
وأول أمس الاثنين، التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ، بالعقيد غويتا، الموجود في بكين لحضور قمة منتدى التعاون الصيني - الأفريقي "فوكاك 2024"، بصفته رئيسا لدولة مالي، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".
وأعلن الزعيمان بشكل مشترك الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى شراكة استراتيجية، وخلال اجتماعهما قال الرئيس شي إن الصين مستعدة لتعزيز الصداقة التقليدية، ومواصلة تبادل الدعم بقوة مع مالي، وتقديم المساعدة في حدود قدرتها من أجل التنمية الاقتصادية وتحسين معيشة الشعب في مالي.
وأضاف شي أن الصين ستواصل تشجيع شركاتها على الاستثمار في مالي وتعميق التعاون في مجالات مثل الزراعة والطاقة والتنمية المعدنية وبناء البنية التحتية، معربا عن أمله في أن توفير مالي ضمانات أمنية وتسهيلات سياسية للشركات الصينية.
وأشار الرئيس الصيني إلى أن بلاده تدعم باستمرار حق الشعوب الإفريقية في تقرير مصيرها بشكل مستقل، ومستعدة للعمل مع مالي والدول الإفريقية الأخرى من أجل تبادل الدعم بين الصين والدول الإفريقية في اتباع مسارات تحديث تتناسب مع الظروف الوطنية لكل دولة.
من جانبه، قال غويتا إن مالي تأمل في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتعميق التعاون متبادل المنفعة في مجالات مثل الزراعة والطاقة والتعدين والأمن، وأشار إلى أن بلاده تقدر جهود الصين ومساهماتها في تعزيز السلام والتنمية على المستويين الإقليمي والعالمي، وتتطلع لتنسيق أوثق مع الصين على المستوى متعدد الأطراف.