العنصر ينافس أخنوش على استقطاب نشطائها.. هل تصبح القضية الأمازيغية وقود انتخابات 2021؟
قبل أن ينتهي الجدل الذي رافق توقيعها على اتفاق انضمام أعضائها إلى حزب التجمع الوطني للأحرار في 17 نونبر الماضي، وقعت جبهة العمل الأمازيغي، إحدى أبرز الإطارات المنتمية للحركة الأمازيغية بالمغرب، اتفاقا مماثلة مع الحركة الشعبية من أجل "الانخراط في العمل السياسي والهياكل التنظيمية للحزب"، ما يشي بتحول القضية الأمازيغية إلى ورقة سياسية في الانتخابات القادمة.
وحسب الأمين العام للحركة الشعبية، محند العنصر، فإن هذه الخطوة تأتي في سياق "ترافع" الحزب عن الأمازيغية بالنظر لكونها "قضية هوية تهم جميع المغاربة"، معتبرا أنها ستكون البداية الحقيقية لمنح اللغة والثقافة الأمازيغيتين مكانتهما في مختلف مناحي الحياة انطلاقا من الأحزاب"، كما ذكر بأن تاريخ حزبه مرتبط بالقضية الأمازيغية.
غير أن فكرة تسييس الأمازيغية واستخدامها كورقة انتخابية لاحقت العنصر إلى حفل التوقيع، الأمر الذي دفعه إلى نفي ذلك مبرزا أن هذه القضية "لا يمكن أن تختزل في الصراع السياسي والانتخابي"، وشدد في المقابل على "ضرورة ولوج النشطاء الأمازيغيين إلى الأحزاب السياسية لمناصرة المسألة الأمازيغية، وذلك عبر المؤسسات الرسمية مثل الحكومة والبرلمان".
لكن التوقيت الذي اختاره محي الدين الحجاجي، الأمين العام لجبهة العمل الأمازيغي، لتوقيع هذه الاتفاقية، بعد أقل من شهر ونصف على توقيع مثيلتها مع عزيز أخنوش، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، طرح علامات استفهام حول إمكانية فتح الباب أمام صراع سياسي مع أحزاب أخرى يكون النشطاء الأمازيغ وقوده هذه المرة، خاصة وأن منتمين للجبهة سبق أن عبروا عن ذلك.
ففي أواخر نونبر الماضي أعلن فرع الجبهة في سوس، المنطقة التي ينتمي إليها أخنوش، أنه "يتبرؤون" من الاتفاقية التي وقعت مع حزب التجمع الوطني للأحرار، معتبرين أنه اتفاق "لا يلزم إلا أولئك الذين وقعوا عليه"، على اعتبار أنهم لم يحظوا بأي تفويض بهذا الشأن من طرف المجلس الفيدرالي المخول باتخاذ هذه القرارات"، خالصا إلى أن الفرع لا زال يضع نفسه على نفس المستوى مع جميع الأحزاب التي فتحت نقاشات معه.
وكان حزب التجمع الوطني للأحرار قد أعلن، في أجواء احتفالية، عن كونه الجهة التي اختارها أعضاء جبهة العمل الأمازيغي لدخول معترك الحياة الحزبية، واصفا الاتفاق بأنه "خطوة تاريخية من شأنها أن تفتح الباب على مصراعيها أمام مناضلات ومناضلي الحركة الأمازيغية للدخول للمعترك السياسي ومراكز القرار"، وحينها صرح أخنوش قائلا إن هذا الالتحاق "لم يأت من فراغ وليس صدفة، وإنما عن قناعة بأن خدمة القضية الأمازيغية سيكون أكثر فعالية وجدوى من داخل المؤسسات".
وتُعَرِّف جبهة العمل السياسي الأمازيغي نفسها بأنها "مبادرة جماعية خُلقت من قبل مجموعة من فعاليات الحركة الأمازيغية بالمغرب، تتلخص غاياتها أو استراتيجياتها على المدى القريب، في التحسيس بمنسوب المخاطر التي تزداد حدتها ضد حياة الأمازيغية والحركة الأمازيغية معا، بالرغم من دسترة الأولى وعراقة نضالات الثانية".
ولا تخفي الجبهة طموحها السياسي إذ أوردت في أرضيتها أنها "ستسعى إلى توسيع فضاءات النقاش العام حول ملحاحية، أو لنقل حتمية، الحسم الآن وليس غداً في سؤال المشاركة السياسية المباشرة للحركة الأمازيغية، أو التحول إلى الانخراط في العمل السياسي المباشر بآفاقه التنظيمية والمؤسساتية، والغاية الكبرى هي ضمان وتيرة قوية للعمل الأمازيغي داخل المؤسسات، الأمر الذي من شأنه أن يعطي أيضا قوة رمزية ومادية لعموم مكونات الحركة الأمازيغية".