القنصلية العامة للمغرب في الجزيرة الخضراء تؤكد أن مهاجم الكنائس شخص "غير متزن" وتعزي عمدة المدينة
قالت القنصلية العامة للمملكة المغربية في الجزيرة الخضراء إن الشاب المغربي الذي نفذ هجوم بالسلاح الأبيض على 3 كنائس بالمدينة الأسبوع الماضي، مخلفا قتيلا واحدا، هو شخص "غير متزن"، وهو ما يؤكد الاستنتاجات الأولية للتحقيقات التي قامت بها الشرطة الوطنية الإسبانية تحت إشراف المدعي العام في المحكمة الوطنية، بعد الاشتباه في كون الأمر "حادثا إرهابيا".
وأصدرت القنصلية بيان تعزية موقعا من طرف القنصل العام للمملكة، محمد الرفاوي، يوم أمس الاثنين، جاء فيه أن التمثيلية الدبلوماسية المغربية تعرب عن "شعورا العميق بالأسف للوفاة والإصابات الناجمة عن الاعتداء الإجرامي الذي حدث بالجزيرة الخضراء يوم الأربعاء الماضي"، وجاء في البيان أن مرتكب الجريمة "شخص غير مُتزن".
ويأتي ذلك بعد أن أكدت تقارير إسبانية الأسبوع الماضي أن السفيرة المغربية في مدريد، كريمة بن يعيش، بعثت رسالة تعزية إلى عمدة مدينة الجزيرة الخضراء، خوسي إغناسيو لاندالوثي، وإلى الأمين العام للمؤتمر الأسقفي، سيزار غارسيا ماغان، على إثر الهجوم الذي استهدف كنيستين وأدى إلى مقتل أحد خدام كنيسة "نويسترا سينيورا دي لا بالما".
والشخص الذي نفذ الهجوم، يدعى ياسين قنجاع، من مواليد 1997، وصل إلى إسبانيا بطريقة غير شرعية وكان يعيش في مسكن مشترك مع أشخاص آخرين، وأفادت التحقيقات الأولية أنه لا يتوفر على أي سجل إجرامي كما لم يُرصد انتماؤه إلى منظمات متطرفة قبل إقدامه على الهجوم، الأمر الذي طرح علامات استفهام حول سلامته العقلية والنفسية.
وفور اعتقاله من طرف الشرطة الوطنية الإسبانية، جرى اقتياد المعني بالأمر إلى أحد مستشفيات المدينة حيث خضع للفحص، وظهر مبتسما عندما عُرض على وسائل الإعلام وهو مصفد اليدين، غير أن وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا، قال إنه كان يردد عبارة "الله أكبر"، كما أكدت الشرطة أنه كان يحمل معه مصحفا عند اعتقاله.
وهاجم المعني بالأمر أبرشية سان إيسيردو، وأصاب كاهنها بجراح، وذلك بعد أن احتج على إقامتها لقداس، ثم توجه إلى كنيسة "نويسترا سينيورا دي لا بالما"، التي تبعد عنها بحوالي 500 متر، وشرع في تحطيم صلبانها وأيقوناتها، قبل أن يطارد خادمها إلى الشارع ويُجهز عليه، وأراد تكرار الأمر نفسه في كنيسة "سيدة أوروبا" لكنه لم يجد أحدا هناك، قبل أن تعتقله الشرطة.
والشاب المغربي سبق أن أوقف قبل 6 أشهر من الواقعة بمدينة قادس بسبب عدم توفره على وثائق الإقامة، وأمرت الشرطة بإحالته على مركز للإيواء الذي يُجبر المهاجرون غير النظاميين عادة على المُكوث فيه إلى حين ترحيلهم إلى بلدهم، لكنه مع ذلك بقي طريقا وانتقل للعيش في الجزيرة الخضراء في مسكن صغير وضيق لا يصلح للعيش الآدمي، حسب توصيف وسائل إعلام إسبانية.