المدير العام لـ Avito للصحيفة: الشركات الناشئة المغربية متقدّمة.. والمغاربة يُفضلون منتجات "صنع في المغرب" إن كانت ذات جودة
في إطار مساعي المغرب لتسريع مسار رقمنة الخدمات التي يلجها المواطن بشكل يومي ويتعامل بها في حياته اليومية، عقدت الوزارات الوصية على القطاعات المعنية عددا من الشراكات مع منصات تُعد رائدة في المجال ومن بينها شركة "أفيتو" المغرب التي تُعد واحدة من الفروع الـ 16 حول العالم، ما مدى تنزيلها وكيف استفاد منها التجار؟ وأي دور ممكن أن تلعبه هذه المنصات في تثمين منتجات المغرب أو "صنع في المغرب " الذي تحول إلى في استراتيجية دولة بكل مقوماتها منذ عهد الجائحة التي رحلت وقد خلفت ورائها دروسا مهمة.. وضرورة الرقمة واحدة منها.
في هذا الإطار حاورت "الصحيفة" المدير العالم لشركة "أفيتو" زكرياء الغسولي، وذلك على هامش احتضان المغرب لأشغال النسخة الأولى من معرض "جيتكس" إفريقيا، أكبر تظاهرة تكنولوجية في العالم.
حدّثنا بداية عن مشاركتهم في جيتكس أفريقيا الذي يعد المعرض التكنولوجي الأكبر في العالم، ما الذي يعنيه هذا لـ"أفيتو" المغرب؟
من المؤكد، أن هذا المعرض التكنولوجي الذي يحتضنه المغرب لأول مرة سيُمكننا من الانفتاح على عشرات من الشركات المغربية والأجنبية المشاركة خصوصا في الدول الناشئة. وبطبيعة الحال هذا يدخُل في الاستراتيجية الخاصة بشركتنا التي تعتبر اليوم، هي مجموعة من الشركات المغربية الحاضرة والمنُبثقة عن الشركة الأم المتواجدة في 16 دولة.
واليوم مشاركتنا في معرض "جيتكس" إفريقيا تدخل في إطار رؤيتنا واستراتجيتنا لتحقيق النمو والتي نتوقع أن تكون عبر شراكات سنعقدها مع مجموعة من الشركات الناشئة. وفي غضون هذه الأيام التي تحتضن فيها مراكش "جيتكس" أفريقيا سنكون منفتحين على هذه الشركات الحاملة لأفكار تتماشى مع شركتنا وسنواكبهم، ومن المؤكد سنلتقي أيضا مع الفاعلين في المجال بشكل عام وهذا مفيد لجميع الشركات، ويسهم في تبادل الخبرات والأفكار وتحقيق التعاون.
عندما تتحدّث عن الشركات الناشئة هل تقصد الـ 100 المشاركة أو الأجنبية؟
الحقيقة، انفتحنا أساسا على الشركات المغربية الناشئة، الـ 100 المتواجدة في المعرض، وأيضا الشركات المغربية المتقدّمة المتواجدة أساسا في السوق، ثم الشركات الأخرى الأجنبية ومن بينها الشركات الناشئة التونسية المُشاركة في المغرب، وأيضا من الولايات المتحدة الأمريكية، هذه كلها شركات انفتحنا عليها خلال هاذين اليومين، وبلا شك هذا أسعدنا خصوصا بتمكن المغرب من استقطاب شركات ناشئة من مختلف الدول بما فيها الدول المتقدمة على غرار الولايات المتحدة الأمريكية التي تسبقنا بخطوات عديدة في مجال الشركات الناشئة والاستثمار.
طيب، ما هي المعايير التي تضعونها صوب أعينكم في تحديد الشركات الناشئة سواء كانت مغربية أو أجنبية للتعاقد معها أو ضمها لاستثماركم؟
بشكل رئيسي أن يكون تكامل بيننا بينهم، وتكون مسايرة لمضمون ما نفعله باعتبارنا شركة "ماركت بلايس" أو متجر إلكتروني، وأيضا أن تكون هذه الشركات تجاوزت مرحلة الفكرة إلى الإنجاز أو تقديم منتج يكون قد ولج السوق وتعرف عليه الزبناء ويوجد تقدم في رؤيتهم وأفكارهم.
ماهو تقييمك الحالي للشركات المغربية الناشئة المشاركة في المعرض، هل تعتقد أنها تملك أرضية صلبة وأفكار متميزة يسعها استقطاب رؤوس الأموال الأجنبية التي تحدّثت عنها الوزير غيثة مزور في كلمتها بالمعرض؟
الحقيقة يوجد من كل فن طرب، توجد شركات متقدّمة في رؤيتها، وتوجد شركات تتوفر على منتج، وأخرى طوّرت مشروعها أكثر على الرغم من كونها تحت يافطة شركة ناشئة إلا أنها تتوفر على كل مقوّمات الشركة الصغيرة أو المتوسطة، وتوجد شركات لا تزال في وضع الفكرة، وأخرى بدأت تحقق مبيعات مهمة.
الجيد هنا هو أن الجميع متساو سواء كانت شركات متقدمة أو لا تزال في مراحلها الأولى، وهذا التجمع يمكنهم أيضا من تحقيق التلاقي والتواصل فيما بينهم وبين الخبراء والمحترفين في المجال وبالتالي تبادل الخبرات والتجارب وتجويد أعمالهم والتسويق لها، وأيضا ملاقاة المستثمرين وأخذ أفكار فضلا عن انتقادات أيضا ستسهم في تجويد أفكارهم، وبالتالي أعتقد أنه في كل هذه الحالات الشركات الناشئة ستخرج من هذا المعرض رابحة، وإذا لم يتمكّنوا من الحصول على استثمار سيستفيدون من أفكار أو نقد غالبا ما يكون نقدا بناء.
ماذا بخصوص "أفيتو"، كيف يمكن الحديث عن تموقعه في السوق الاقتصادية المغربية اليوم؟
أفيتو اليوم تحوّلت إلى أكبر سوق رقمي في المغرب، ونتحدث عنه كمجموعة مؤلفة من "أفيتو.ما" و"موتور.ما"، طبعا وإلى جانب هذا نحن نواكب رقمنة الفاعلين في البيع والشراء على مستوى المملكة، ونمكن التجار من تعزيز حضورهم الرقمي بطريقة مبسطة وسهلة، وفي هذا الإطار عقدنا مجموعة من الشراكات والاتفاقيات على رأسها مع وزار الصناعة والتجارة لمواكبتها في رقمنة القطاع، وذلك بالتزامن مع حضورنا المستمر مع الأفراد باعتبارنا أكبر سوق للسيارات والعقار والإلكترونيات، ولهذا تندرج رؤيتنا في إطار مواكبة التجار المحترفين ليلجوا الرقمنة بطريقة سريعة وسهلة، وبأن نوفر لهم كل حاجياتهم عن طريق الرقمنة وتسهيل الحياة.
وقّعتم شراكة مع وزارة الصناعة والتجارة مطلع السنة الجارية، اتفاقية شراكة تهدف إلى مواكبة رقمنة التجار الصغار، ما هي حصيلتها في الأشهر الستة الماضية؟
لدينا عدد من الشراكات الحقيقة، لكن هذه الشراكة بالذات هدفها مواكبة التجار الصغار لدخول العالم الرقمي والاستفادة من إيجابياته، وتقوم أساسا حول ثلاث مراحل، أولها التكوين بحيث أن غرف الصناعة تتكلف بجمع هؤلاء التجار ونحن نسهر على تكوينهم في مجال الرقمنة، وإلى حدود الساعة قمنا بما يناهز ثلاث أو أربع تكوينات في المجال على مستوى الرباط والدار البيضاء منذ انطلاق الشراكة، ولدينا رؤية لمواكبة تجار أكثر من خلال تنظيم دورات تدريبية أكثر تقوم على التوعية في مجال "الديجيتال"، واستعمال أفيتو، كما نضمن ولوجهم للعالم الرقمي والاستفادة من إيجابياته العديدة التي تمكنهم من تحقيق أرباح.
أما الجزء الثاني من الشراكة فيقوم على توفير عروض من خلال المنصة تمكنهم من ولوج العالم الرقمي ببساطة، وقد وضعنا صوب أعيينا هدف تمكين 3000 تاجر صغير من دخول المنصة في غضون ثلاث سنوات، أما الجزء الثالث من أهداف الشراكة فمرتبطة باستراتيجية "صنع في المغرب''، بحيث نحاول مواكبة الوزارة لضمان ولوج أصحاب المنتجات المغربية للمنصة، وتمكينهم من عرض منتجاتهم لما يناهز ستة ملايين مغربي.
وبالتالي، يسعني القول إن تنزيل الاتفاقية سائر بشكل جيد، لأنه انطلق أولا من الدورات التدريبية ثم ولوج العالم الرقمي عبر المنصة لعرض خدماتهم والتسويق بشكل جيد لمنتجاتهم وتحقيق العوائد والأرباح.
إلى أي حد اليوم يسعنا الحديث عن نجاح رقمنة "صنع في المغرب" الذي بات استراتيجية دولة؟
تحقيق هذا الهدف صراحة يبدأ بالتوعية وذلك بالتزامن مع تحضير منصّاتنا الرقمية لاستقبال كل هذه المواد والمنتجات الخاصة بصنع في المغرب، وهذا شأن عملنا على تطويره في المنصة لتمكين المستفيدين، ويبقى الأمر في النهاية بين يدي الفاعلين الحقيقيين من خلال توفير واستصدار تراخيص ومسائل تؤكد أنه صنع بالفعل في المغرب، ونحن سنعرضها على جميع المغاربة.
هل سيكون إقبال للمغاربة على منتجات صنع في المغرب رقميا في نظرك؟
الزبون الأخير هو نحن جميعنا، والمغاربة أؤكد وانطلاقا من تجربتنا أنهم يرغبون في مساعدة الاقتصاد المغربي سيما في ظل الأزمة الحالية، وصدقا عندما توفر لهم منتجا مغربيا بجودة جيدة ويعرفون أنه مغربيا يقبلون عليه بشكل كبير.