المرزوقي: اقترحتُ إحياء الاتحاد المغاربي قبل حل قضية الصحراء.. فوافق المغرب ورفضت الجزائر!
كشف الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي، أنه قدم مقترحا لإعادة إحياء الاتحاد المغاربي يرتكز على تأجيل مناقشة موضوع الصحراء وإعطاء الأولوية لقضايا أخرى، بما يسمح بخلق دينامية دينامية جديدة بين الشعوب قد تؤدي مستقبلا إلى إيجاد حل لتلك المشكلة، وهو المقترح الذي وافق عليه المغرب وتونس وليبيا وموريتانيا، فيما اعترضت عليه الجزائر.
وفي حوار له مع صحيفة "القدس العربي" نُشر الجمعة، قال المرزوقي إن الخلاف بين المغرب والجزائر حول الصحراء "مأساة كلفتها باهضة، وآن الأوان أن يوضع حد لها"، موردا أن أول شيء فعله عندما تسلم الرئاسة في تونس هو محاولة إحياء الاتحاد المغاربي، وأضاف "للتاريخ، فقد كانت كل الأطراف حينها موافقة عدا النظام الجزائري".
وتابع المزوقي "قناعتي هي أنه إن تمسكنا بأنه لا حوار قبل حل مشكلة الصحراء، فإننا نحكم على أنفسنا بالجمود إلى يوم القيامة، والمقترح الذي قدمته حينها إلى السلطات الجزائرية والمغربية وحتى الليبية، هو هل الممكن أن نحكي في مواضيع أخرى غير موضوع الصحراء في الوقت الحاضر؟ يعني أن نتحدث مثلا عن الحريات الخمس، أي التنقل والعمل والإقامة والتملك والمشاركة في الانتخابات البلدية لمواطني الدول المغاربية داخل الإقليم المغاربي"، وأردف أن هذا سيخلق "ديناميكية جديدة بين الشعوب، وفي إطار تلك الديناميكية ربما سنجد حلا للمشكلة الصحراوية ضمن اتحاد مغاربي يحفظ استقلال الدول والحدود، وربما يُنمي الحكم المحلي".
وقال أول رئيس للجمهورية التونسية بعد ثورة الياسمين "للأسف، فكل الأطراف وافقت حينها عدا الطرف الجزائري، الذي أعلن رفضه للمقترح"، معتبرا أن المنطقة الآن كلها مهددة بكثير من الأخطار، "فالثورة المضادة دخلت عقر دارنا، والمفروض أن ليبيا هي جزء من دارنا، والمفروض أيضا أن تكون الجيوش المغاربية موجودة هناك لتحمي الثورة الليبية، وأن لا نقبل اعتداء دويلة مكلفة بمهمة من طرف قوى دولية علينا، لقد آن الأوان أن تأخذ الشعوب على عاتقها قضية الاتحاد المغاربي".
وشدد المرزوقي على أن الأفق الحقيقي لحل قضية الصحراء سيكون في إطار الاتحاد المغاربي، معتبر أن "على الشعوب أن تمسك بزمام الموقف"، كما اقترح أن تُقدم في البرلمانات الخمسة، وفي وقت واحد، بمبادرات تشريعية تتضمن فكرة "الحريات الخمس"، وأضاف "لا بد من أن تتم العملية بتنسيق بين البرلمانات المغاربية أو تكون هناك حملة للشباب للتوجه مثلاً إلى الحدود، ولا بد من أن يلتقي المثقفون والنخب والأطباء والمحامون والصحافيون المغاربيون".
وشدد المرزوقي على ضرورة تخصيص يوم لإحياء فكرة الاتحاد المغاربي، الذي يمكن أن يكون موافقا لذكرى إمضاء اتفاقية مراكش، كما دعا الزعماء المغاربيين للالتقاء قصد إعادة طرح الموضوع "لأن الوضع إذا استمر على حاله فلا الجزائريون ولا المغاربة ولا التونسيون سيكون لهم مستقبل"، مستغربا أن تتكتل جميع دول القارة الإفريقية في اتحادات إقليمية باستثناء الدول المغاربية، واصفا الأمر بأنه "عار"، قبل أن يخلص إلى أن هذا الوضع "هو نتيجة خيارات سياسية خاطئة، ورفض تقديم تنازلات متبادلة، والضحية هي دائما الشعوب".