المغرب يعزز جهوده الأمنية لمكافحة الهجرة غير النظامية وسط إشادة أوروبية
أشادت إسبانيا بالتصديات التي قامت بها القوات الأمنية المغربية في الشهور الأخيرة لمنع تدفق الآلاف من المهارجرين غير النظاميين على سواحلها، إضافة إلى منع اقتحامات جماعية كانت تهدف إلى الوصول لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، آخرها الأحداث التي وقعت في الفنيدق في الأيام القليلة الماضية.
واعترفت إسبانيا، ولا سيما السلطات الموجودة في سبتة المحتلة، بالمجهودات الكبيرة التي قامت بها القوات الأمنية المغربية، حيث قال رئيس الحكومة المحلية، خوان فيفاس، أنه بفضل يقظة القوات المغربية، كان من الممكن أن تعيش سبتة وضعا صعبا ومعقدا جراء تدفق الآلاف من المهاجرين، وخاصة القاصرين.
وفي هذا السياق، قال محمد الخشاني، رئيس الجمعية المغاربية لدراسات الهجرة، "إنه من غير شك أن مدريد ممتنة للجهود التي يقوم بها المغرب في التصدي لتدفقات الهجرة غير النظامية"، مضيفا بأن هذه المجهودات تُبرز أيضا أهمية الرباط بالنسبة للاتحاد الأوروبي في هذا الملف الذي تعتبره بروكسيل ملفا حسّاسا.
وأضاف الخشاني، في حديث لـ"الصحيفة"، إن المجهودات التي يبذلها المغرب في التصدي لهذه الأعداد الكبيرة من المهاجرين غير النظاميين، "يُرتقب أن تكون لها انعكاسات إيجابية على العلاقات المغربية-الأوروبية، وبالأخص بين المغرب وإسبانيا".
وأشار رئيس الجمعية المغاربية لدراسات الهجرة إلى أن المغرب يقوم بواجبه بما يخدم مصالحه في هذا الملف، مضيفا بأن المجهودات التي يبذلها في التصدي للهجرة غير النظامية هي بموجب اتفاقيات ذات مصلحة مشتركة بين الطرفين، لكنه في نفس الوقت لا يقبل بما يتنافى مع مصالحه، من بينها رفض الرباط قبول بجميع المهاجرين الذين ترغب أوروبا في ترحيلهم إلى المملكة.
هذا واستعرض المغرب مؤخرا مجهوداته الكبيرة في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية، منذ مطلع 2024، تزامنا مع تزايد تدافقات الهجرة غير النظامية مؤخرا على شمال المغرب وجنوب إسبانيا، حيث نجح في إحباط أزيد من 54 ألف محاولة للهجرة غير النظامية من فاتح يناير إلى متم غشت 2024.
ووفق الاحصائيات التي كشفت عنها وزارة الداخلية المغربية، في الأيام الأخيرة، فإن شهر غشت سجل أكبر عدد من محاولات الهجرة غير النظامية، حيث تم إحباط 11.323 محاولة على مستوى عمالة المضيق الفنيدق، و3325 محاولة على مستوى إقليم الناظور.
وأشارت وزارة الداخلية إلى أن الأشخاص الذين قاموا بهذه المحاولات ينتمون إلى جنسيات مختلفة. ويرجع العدد الكبير المسجل في عمالة المضيق الفنيدق، إلى قربها الجغرافي من سبتة المحتلة، حيث حاول الآلاف من المهاجرين خلال شهر غشت الوصول إلى المدينة السليبة عن طريق السباحة مستغلين الضباب الذي عرفته المنطقة في بعض الأيام.
كما أشارت وزارة الداخلية إلى تفكيك 177 شبكة إجرامية تنشط في تهريب المهاجرين غير النظاميين، منذ بداية السنة الجارية، وهو عدد كبير بالنظر إلى الظرف الزمني القصير، ويُظهر (أي العدد)، النشاط المتزايد للشبكات الإجرامية التي تستغل المهاجرين بالرغم من الملاحقات الأمنية المتواصلة.
وفي الأيام القليلة الماضية ، خلال محاولات التدفق على سبتة المحتلة انطلاقا من الفنيدق، كشفت السلطات المحلية لـ"الصحيفة" أن عدد الأشخاص الذين تم اعتراضهم يفوق 5 آلاف شخص، من ضمنهم شباب وقاصرين.