"المونديال" كلمة السر.. الزيارة الملكية لأبو ظبي تضع الإمارات في صدارة شركاء المغرب في مجال البنى التحتية
يستعد المغرب لإطلاق مشاريع نوعية وعاجلة في مجال البنى التحتية، خلال السنوات الست المقبلة، حتى تكون البلاد مستعدة من جميع النواحي لاحتضان كأس العالم 2030 بشراكة مع إسبانيا والبرتغال، وهو الأمر الذي دفع المملكة إلى البحث عن شركاء في هذا المجال، اتضح أن أولهم ستكون دولة الإمارات العربية المتحدة، التي يزورها الملك محمد السادس حاليا.
والثابت أن موضوع المونديال الثاني الذي ستحتضنه أرض إفريقية وعربية، كان حاضرا في الزيارة الملكية الأولى من نوعها للعاهل المغربي إلى منطقة الخليج منذ 6 سنوات، وهو ما يبرز بالعودة إلى البيان المشترك المعتمد عقب مباحثات الملك محمد السادس ورئيس دولة الإمارات، محمد بن زايد آل نهيان، بالإضافة إلى أن فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، كان ضمن الوفد المرافق للملك.
وجاء في البيان الختامي، أن الملك أبرز الإنجازات التي تشهدها المملكة، لاسيما في مجال البنيات التحتية، وكذا الإصلاحات البنيوية في مختلف القطاعات، وما واكبها من تدابير تشريعية وتنظيمية لتحفيز المبادرة والاستثمار، كما أوضح الرؤية الملكية في مجال النهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد، القائمة على الاستثمار المنتج بما يعود بالنفع على الطرفين.
وبشكل أكثر وضوحا، جاء في الوثيقة أن العاهل المغربي أكد الطموح الكبير للمغرب في مواصلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي، حيث يشهد إطلاق عدد كبير من الأوراش والاستثمارات، ويطمح لتحقيق المزيد من المنجزات التنموية والاجتماعية، لاسيما في أفق تنظيم نهائيات كأس العالم 2030، وركز البيان على أن المغرب "يحرص في كل ذلك على تمكين أشقائه وشركائه من المساهمة في إنجازها، ومن فرص الاستثمار المتعددة والواعدة التي يوفرها".
وكان لقجع من مرافقي الملك بصفته وزيرا منتدبا مكلفا بالميزانية، لكن هذا لا يسقط عنه صفة رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ورئيس لجنة كأس العالم 2030 بتعيين ملكي، خصوصا في حضور وزير الاقتصاد والمالية نادية فتاح العلوي، وقد أكد الوزير أن زيارة الملك محمد السادس إلى الإمارات "تعطي دفعة قوية للتعاون في مختلف المجالات".
ووفق لقجع فإن الاتفاقات الموقعة "تكتسي بعدا استراتيجيا نظرا لحمولتها الجغرافية، بحيث أن أبعادها تتجاوز التعاون الثنائي بين دولة الإمارات والمملكة المغربية لتشمل دولا إفريقية كثيرة، ومشاريع تهم القارة الأوروبية مستقبلا"، مضيفا أن البعد الاستراتيجي والعالمي، والبعد التنموي والاستباقي يعكس "التبصر الحكيم" للملك ورئيس دولة الإمارات، موردا أن الزيارة الملكية "استثنائية بكل المقاييس".
النقلة التي يحتاج المغرب لتمويلها في مجال البنى التحتية، تبرز أيضا بالعودة إلى إعلان "نحو شراكة مبتكرة ومتجددة وراسخة بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة"، الموقع بين الملك محمد السادس والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والذي يشمل الاستثمار في العديد من البنى التحتية المرتبطة أساسا بالحدث المونديالي.
وهكذا نجد أن الشراكة المغربية الإماراتية ستتجسد في تمديد خطوط السكك الحديدية، بما في ذلك على وجه الخصوص والأولوية القطار فائق السرعة القنيطرة – مراكش، ما يعني تحقيق الربط بين طنجة ومراكش في مدة لا تتجاوز ثلاث ساعات تشمل ساعة واحدة بين طنجة والرباط وساعة و35 دقيقة بين طنجة والدار البيضاء، وفق تصريحات ربيع الخليع، مدير المكتب الوطني للسكك الحديدية، الذي كان ضمن مرافقي الملك.
وتشمل قائمة المشاريع أيضا تطوير مطاري محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، ومراكش – المنارة الدولي، وهما أكبر مطارين بالمملكة، ويُعول عليهما كثيرا لإنجاح المونديال من حيث الربط الجوي بمختلف دول العالم، ووفق المدير العام لصندوق محمد السادس للاستثمار، محمد بن شعبون، فإن مشاريع النقل والمطارات من المشاريع التي سيتم العمل على "التنزيل القريب" لها.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :