المينورسو توضح حقائق الغارات الجوية في الصحراء: لا إصابات مؤكدة والبوليساريو تروج لمزاعم كاذبة
كذّبت بعثة المينورسو المزاعم التي روجتها جبهة البوليساريو بشأن غارة جوية في منطقة ميجيك، قادها الجيش المغربي أودت بحياة أربعة أشخاص وأصابت اثنين من عمال مناجم الذهب الحرفيين من مالي وموريتانيا، مؤكدة معاينتها لعدم وجود أي دليل على وقوع إصابات أو وفيات، وذلك في وقت نبّهت إلى أن تصاعد التوترات والمخاطر الأمنية، التي تقودها الجبهة وأعمالها المسلحة دفعت الجيش الملكي المغربي إلى اتخاذ تدابير وقائية، من بينها إزالة جزء من الجدار الرملي بطول 1250 متراً لتعزيز الرؤية وتأمين المنطقة.
ووفق ما أورده تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، بشأن التطورات الميدانية في الصحراء ففي 22 فبراير 2024، أبلغ الجيش الملكي المغربي البعثة بقراره إزالة جزء يبلغ طوله نحو1250 مترا من الجدار الرملي الواقع في قطاع أمغالا الفرعي، على بعد 40 كيلومتراً جنوب موقع فريق بعثة المينورسو في السمارة، بسبب أن الجزء يشكل عقبة أمام المراقبة ويؤثر على استجابة وحداته، حسب ما أفاد به الجيش الملكي المغربي، قبل أن تقوم البعثة بزيارة للمنطقة المعنية في الـ 27 من شهر فبراير و 15 أبريل، حيث لاحظت أن الإزالة لن تفتح ثغرة في السد الخلفي للجدار الرملي، ولكنها ستحسن مراقبة الجيش شرق الجدار الرملي.
وفي 23 يونيو، يورد التقرير ذاته أن البعثة لاحظت معسكرين جديدين في منطقة موقع الفريق في أوسرد، يضمان مركبات مدرعة ومدفعية، ويقعان على مسافة 19 كيلومترا إلى الشمال الشرقي و 47 كيلومترا إلى الشمال من موقع الفريق على التوالي، وعلى بعد 5 كيلومترات من الجدار الرملي، بيد أنه وفي 5 يوليوز كتب قائد قوة البعثة إلى الجيش الملكي المغربي يطلب معلومات إضافية عن المعسكرين، قبل أن يتوصّل برد من الجيش المغربي في 17 يوليوز قال فيه إنه وفي مواجهة الأعمال المسلحة والتهديدات التي تشكلها جبهة البوليساريو، يضطر الجيش الملكي المغربي إلى اتخاذ بعض التدابير الوقائية والمؤقتة التي تعتبر ضرورية ... لحماية وحداته.
وأكدت البعثة، أنه وفي 13 ماي و 2 يوليوز و 6 يوليوز 2024 ، وقعت ثلاثة حوادث إطلاق نار يُزعم أن جبهة البوليساريو قامت بها على بعد 5 كيلومترات و 10 كيلومترات و 1,4 كيلومتر من موقع الفريق في المحبس، على التوالي، وفي رسالة وجهها رئيس أركان القوات العسكرية لجبهة البوليساريو إلى قائد قوة البعثة في 16 يوليوز، كرر رئيس الأركان تأكيد الالتزام الكامل من جانب جبهة البوليساريو "بولاية البعثة“ و "الأولوية القصوى "الممنوحة لسلامة وأمن أفراد وممتلكات" البعثة.
وواصلت البعثة أيضا، حسب التقرير ذاته، التحقيق في الغارات الجوية المزعومة على مواقع شرق الجدار الرملي، بالتنسيق مع ضباط الاتصال التابعين لجبهة البوليساريو ومن خلال المساعدة المتخصصة التي تقدمها دائرة الإجراءات المتعلقة بالألغام، مورده أن معظم الغارات تم التحقيق فيها في وقوع خسائر بشرية وأضرار مادية، إذ كانت المنطقة الأكثر استهدافًا بالقرب من موقع الفريق في ميجيك.
وذكر التقرير الأممي، أنه وفي 31 دجنبر 2023 ، أبلغ ضابط الاتصال التابع لجبهة البوليساريو عن وقوع ثلاث غارات جوية للجيش الملكي المغربي في منطقة ميجيك، أسفرت، وفقًا لمصادر محلية، عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة شخص واحد، فضلا عن تدمير ثلاث مركبات، وفي 1 يناير 2024، شاهد فريق تحقيق تابع للبعثة رفات شخص واحد وثلاث مركبات مدمرة. وفي اليوم نفسه، أبلغ ضابط الاتصال التابع لجبهة البوليساريو عن شن غارة أخرى، فيما وفي 4 يناير الماضي، لاحظ فريق تحقيق تابع للبعثة وقوع أضرار مادية.
وفي 6 من الشهر ذاته، أفادت وسائل الإعلام المحلية بوقوع غارة جوية أخرى في بير لحلو، قتل فيها ثلاثة من أفراد جبهة البوليساريو العسكريين وأصيب اثنان آخران، وهو ما لم تتمكن البعثة من تأكيده ذلك لأن جبهة البوليساريو لم تمنحها الإذن بزيارة الموقع.
وبخصوص مزاعم واقعة مقتل أربعة أشخاص وإصابة شخصين من عمال مناجم الذهب الحرفيين من مالي وموريتانيا، التي سوّق لها كثيرا الإعلام التابع للجبهة الانفصالية وراعيتها الجزائر، فقد أكد التقرير أنه وفي 8 فبراير، أبلغ ضابط الاتصال التابع لجبهة البوليساريو عن وقوع غارة جوية شمال شرق موقع الفريق في ميجيك أدت إلى مقتل عمال مناجم الذهب الحرفيين من مالي وموريتانيا وإصابة اخرين.
وفي 10 فبراير، يضيف التقرير الأممي أرسلت البعثة فريق تحقيق إلى موقع الحادث، الذي يقع في منطقة تخييم بالقرب من منجم ذهب حرفي يضم حوالي 50 عاملاً من جنسيات مختلفة، وقد حدّد الفريق نقطة الارتطام في خيمة، كان يسكنها الضحايا وفقًا لشاهدين.
ومع ذلكيؤكد التقرير ذاته، أن فريق التحقيق لم يلاحظ أي دليل على وقوع إصابات ولم يتمكن من مقابلة المصابين الذين قيل إنهم غادروا مكان الحادث، وهو ما يفنّد من جهة ثانية مزاعم الجبهة الانفصالية.
وأشار التقرير ذاته، إلى أنه وفي أواخر فبراير 2024، وفي مسعى لتخفيف حدة التوترات في الميدان، كتب ممثل الأمم المتحدة الخاص وقائد القوة إلى الطرفين لاقتراح وقف الأعمال القتالية خلال شهر رمضان المبارك، ورد الجيش الملكي المغربي في 26 فبراير بتكرار تأكيد التزامه بالاتفاقات التي تم التوصل إليها مع التأكيد على حقه في الدفاع المشروع، وفي رد مؤرخ 13 مارس، اعتبرت جبهة البوليساريو أن "الدعوة إلى وقف الأعمال القتالية... دون معالجة فعالة للأسباب الجذرية لانهيار وقف إطلاق النار لعام 1991 ... وفي غياب عملية سلام حقيقية... تتجاهل تماماً الواقع الحالي على الأرض."..
وعلى الرغم من تنبيه "المينورسو" وقعت أربعة حوادث إطلاق نار يُزعم أن جبهة البوليساريو قامت بها خلال شهر رمضان المبارك، وذلك في 14 و 17 مارس وفي 4 و 5 أبريل، فيما وخلال تلك الفترة، يُزعم أن الجيش الملكي المغربي شنّ ثلاث غارات جوية، الأولى في 19 مارس في بير لحلو، ويُزعم أنها أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة شخص واحد، والغارتان المتبقيتان في ميجيك في 1 و 5 أبريل. ولم تتلق البعثة إذنا من جبهة البوليساريو لزيارة المواقع في بير لحلو، في حين عثرت دوريات التحقيق في ميجيك على أدلة على وقوع غارة واحدة. ونظرا للتأخير في تلقي ضمانات أمنية من جبهة البوليساريو، لم يتمكن فريق التحقيق من تأكيد وقوع أي إصابات.
وفي رسالة موجهة إلى الأمم المتحدة بتاريخ 22 نونبر 2023 اتهم منسق جبهة البوليساريو، مع البعثة المغرب باستخدام جميع أنواع الأسلحة، بما في ذلك الطائرات المسيرة، لقتل ... المدنيين ... بقسوة"، فيما وفي رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بتاريخ 8 يوليوز 2024 ، أشار الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة في نيويورك إلى أسلوب العمل الذي يُزعم أن جبهة البوليساريو تعتمده وهو استخدام "مركبات لا تحمل علامات" و "مقاتلين متنكرين في زي مدنيين بهدف تضليل المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة وتشويه صورة [الجيش الملكي المغربي]. وذكر أيضا أن جبهة البوليساريو "تواصل" فرض قيود غير مقبولة على حرية التنقل والإمداد لبعثة الأمم المتحدة".