الولايات المتحدة تتبرأ من أي "محادثات ثنائية" مع البوليساريو.. وتؤكد: لا زلنا نعتبر الحكم الذاتي المغربي جادا وواقعيا
أنهت الولايات المتحدة الأمريكية الجدل الدائر بخصوص إمكانية تراجع إدارة الرئيس جو بايدن عن دعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، خصوصا بعد زيارة سفيرة واشنطن في الجزائر، إليزابيث مور أوبين، إلى مخيمات تندوف، والتي سوق لها الإعلام الجزائري بشكل كبير، باعتبارها دعما لجبهة "البوليساريو" الانفصالية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، إن بلاده "تواصل اعتبار مخطط الحكم الذاتي في الصحراء جادا وذا مصداقية وواقعيا"، مضيفا "ندعم بشكل كامل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة خلال عمله على تكثيف العملية السياسية الجارية تحت إشراف الأمم المتحدة حول الصحراء، من أجل التوصل، دون مزيد من التأخير، إلى حل دائم لهذا النزاع".
وتطرق المسؤول الأمريكي إلى زيارة سفيرة واشنطن لمخيمات تندوف، مبرزا أنها "تندرج في إطار زيارة نظمتها الأمم المتحدة، وجمعت عددا كبيرا من المانحين الدوليين مذكرا بأن الولايات المتحدة تعد أكبر مساهم في الجهود الإنسانية عبر العالم"، مشددا على أنه "لم يتم إجراء أي محادثات ثنائية مع البوليساريو خلال هذه الزيارة".
وكان ماثيو ميلر قد أكد بشكل صريح، قبل أشهر، استمرار الإدارة الأمريكية في الاعتراف بمغربية الصحراء، في تفاعله مع أسئلة بخصوص الاعتراف الإسرائيلي بالسيادة المغربية على المنطقة، وحينها أورد "أود القول إنه بشكل عام أن استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل كان إيجابيا بكل واضح بالنسبة للمنطقة، ونحن نتطلع إلى العمل مع هؤلاء الشركاء المقربين لتوسيع دائرة السلام بشكل أكبر".
وسُئل ميلر، خلال إحاطة صحفية يوم 18 يوليوز 2023، إذا ما كان لدى الإدارة الأمريكية موقف من قرار الحكومة الإسرائيلية الاعتراف بمغربية الصحراء، ليُجيب "ليس لدي تعليق على قرار الحكومة الإسرائيلية"، ما دفع الصحفي الذي طرح السؤال للاستفسار حول موقف واشنطن من الاعتراف بالسيادة المغربية، وكان جواب ميلر "من الواضح أن الولايات المتحدة اتخذت هذه الخطوة في دجنبر 2020، ولم تتغير".
وإمعانا في التحقق من استمرار الاعتراف الأمريكي تساءل الصحافي "لم يتغير الأمر؟ من الواضح أن الصحراء الغربية بالنسبة لك جزء من المغرب؟"، وكان جواب ميلر "أود القول إن هذه السياسة تم الإعلان عنها في دجنبر 2020 ولم تتغير، وأضاف "في نفس الوقت أقول إننا نؤيد بالكامل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، وهو يُكثف جهوده للوصول إلى حل سياسي دائم وكريم للملف".
وفي شتنبر الماضي، قال جوشوا هاريس، مساعد وزير الخارجية الأمريكي المكلف بشمال إفريقيا، على هامش زيارة له إلى الرباط، إن الولايات المتحدة لا تزال تعتبر أن خطة الحكم الذاتي المغربي "جادة وواقعية وذات مصداقية"، مشيرا أيضا إلى أنها "تلبي تطلعات سكان الصحراء"، وذلك بعد أن أخبر "البوليساريو" بأن الانفصال "مطلب غير واقعي" خلال رحلة له إلى الجزائر.